غزة 23 يوليو 2018 /احتج مئات الموظفين في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مدينة غزة اليوم (الاثنين)، رفضا لتقليص خدماتها بسبب أزماتها المالية.
واعتصم الموظفون داخل المقر الرئيسي لأونروا غرب مدينة غزة بدعوة من اتحاد الموظفين في الوكالة الدولية الذي قال إن إدارة أونروا تنوي إنهاء عقود عمل عشرات الموظفين في برنامج الطوارئ لديها.
وقام الموظفون الغاضبون خلال الاعتصام بمحاصرة مكتب مدير عمليات الوكالة في القطاع ماتياس شمالي، ومنعوه من الخروج ورددوا شعارات تطالب برحيله.
وقال رئيس الاتحاد الموظفين في أونروا أمير المسحال خلال الاعتصام، إن "إنهاء عقود عمل أعداد من الموظفين سيؤدي إلى إشعال فتيل الأزمة في قطاع غزة".
وأضاف المسحال "إذا كانت الأزمة وراء تقليص أعداد الموظفين مالية فنحن على استعداد لتقديم مقترحات وحلول لمواجهتها ومنع التخلّي عنهم، لكن إذا كانت سياسية فنحن نطالب بإبلاغنا من أجل اللجوء إلى الشارع الفلسطيني".
وتابع، أن اتحاد الموظفين "يرفض نظام العمل الجزئي وسياسة الفصل أو تمديد عقود العمل حتى نهاية العام فقط"، محذرا إدارة الوكالة من الاستمرار في تقليص خدماتها.
وأكد المسحال، أن "اتحاد موظفي أونروا ماض في حراكه وسيدافع عن كافة الموظفين في وجه كافة المؤامرات".
وبحسب اتحاد موظفي أونروا، فإن الوكالة أغلقت برنامج الصحة النفسية الذي يقدّم خدماته المباشرة للاجئين الفلسطينيين، ويعمل به نحو 430 موظفا، وأوقفت منذ 4 شهور عقود العمل المؤقتة الخاصة بعشرات المهندسين لديها.
وتواجه أونروا منذ مطلع العام الجاري عجزا ماليا غير مسبوق في موازنتها بعد امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديم مبلغ 300 مليون دولار كانت مقررة لموازنة الوكالة بحسب مسؤولين في الوكالة.
وأعلنت الوكالة قبل 10 أيام نجاحها في خفض العجز المالي الذي تعانيه من مبلغ 446 مليون دولار أمريكي إلى 217 مليون دولار ، لكنها حذرت من اضطرارها لإدخال تقليصات في خدماتها بسبب العجز الحاصل.
وبهذا الصدد قال المستشار الإعلامي لأونروا عدنان أبو حسنة في وقت سابق لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن إدارة الوكالة تبذل جهودا مكثفة من أجل جلب التمويل اللازم لسد العجز الحاصل في موازنتها لكن في حال عدم النجاح في ذلك سيتم اتخاذ إجراءات تقليص في خدماتها خلال أسابيع.
وأوضح أبو حسنة أن هذه التقليصات ستتضمن بشكل خاص برنامج الطوارئ الذي يشمل توزيع مواد غذائية طارئة لعائلات اللاجئين الفقيرة ودفع بدل إيجار لآلاف العائلات ممن هدمت منازلها في قطاع غزة في الهجوم الإسرائيلي الأخير عام 2014 وبرنامج الصحة النفسية.
وأضاف أن أونروا ستضطر كذلك إلى اتخاذ تقليصات كبيرة على برنامج العمل مقابل المال (التوظيف المؤقت) بسبب عدم وجود تمويل له مع إمكانية إجراء اقتطاعات لبرامج أخرى بحسب الوضع المالي للوكالة.
وأكد أبو حسنة أن إدارة أونروا ستعلن البت في مصير بدء العام الدراسي في مدارسها في مناطق عملياتها الخمسة (قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا) منتصف الشهر المقبل بناء على جهود جلب المزيد من التمويل، علما أن نحو نصف مليون طالب فلسطيني يدرسون في مدارس تديرها الوكالة.
وأبدى المستشار الإعلامي لأونروا تفهم الوكالة لغضب وإحباط موظفيها، موضحا أنها في حوار دائم مع ممثلي الاتحادات لتبيان الوضع المالي وخطورة استمرار العجز الحاصل على برامج وخدمات الوكالة.
وتقدم أونروا التي تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، خدماتها لحوالي خمسة ملايين من لاجئي فلسطين المسجلين لديها في مناطقها الخمس وهي الأردن، وسوريا، ولبنان والضفة الغربية، وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل لقضيتهم.
وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والإقراض الصغير.