بكين 20 أغسطس 2018 /عقد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ محادثات مع رئيس الوزراء الماليزي الزائر مهاتير محمد في بكين اليوم (الاثنين)، أكد خلالها على أن الصين ستعمل مع ماليزيا لتعزيز الصداقة وعلاقات حسن الجوار والنهوض بها إلى مستوى أعلى.
وقال لي إنه مع تشكيل حكومتين جديدتين في البلدين هذا العام، فإن تنمية العلاقات الثنائية تقف عند نقطة بداية جديدة.
وأوضح لي أن الصين ستتبع سياسة ودية تجاه ماليزيا، وأن الصين ستعمل مع ماليزيا لتحقيق التنمية الصحية طويلة الأجل للعلاقات الثنائية على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة.
أوضح لي أن بين الصين وماليزيا تكاملاً اقتصادياً قوياً وفرصاً كبيرة للتعاون، مؤكدا أن الصين مستعدة لربط مبادرة الحزام والطريق باستراتيجية التنمية في ماليزيا على نحو أحسن، مع العمل في الوقت ذاته على تعزيز التعاون الصناعي بين البلدين وكذا بناء المجمعات الصناعية، إلى جانب تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والزراعة وصيد الاسماك والبنية الأساسية للنقل.
وقال إن الصين ستستورد المزيد من المنتجات الماليزية عالية الجودة لتلبية حاجات المستهلكين المحليين وتحسين مستوى تسهيل التجارة وتشجيع الشركات القوية والمشهورة من البلدين على توسيع الاستثمار ثنائي الاتجاه.
وحث لي البلدين على توفير بيئة أعمال مستقرة وجيدة.
وقال "الصين مستعدة لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون مع ماليزيا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار والسيارات والمالية والتجارة الالكترونية."
وشدد لي على الحاجة إلى تعزيز التبادلات الثقافية من أجل إرساء أساس صلب للدعم العام للتعاون.
وقال لي إنه في ضوء أن ماليزيا عضو هام برابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، فإن تنمية العلاقات الصينية-الماليزية لن يعود بالنفع فقط على البلدين وإنما سيساعد أيضا في تعميق العلاقات والتعاون بين الصين وآسيان.
وأوضح لي أنه على خلفية تصاعد الأحادية والحمائية، فإن الصين مستعدة للعمل مع دول آسيان، منها ماليزيا، من أجل دعم التعددية والتجارة الحرة، ومن أجل التمسك بمنح الأولوية للتنمية وتعزيز بناء مجموعة اقتصادية في شرق آسيا، سعياً نحو الاسهام في تحقيق السلام والاستقرار والرخاء في المنطقة.
من جانبه، قال مهاتير إن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها بلدا خارج رابطة آسيان منذ توليه منصب رئيس وزراء ماليزيا للمرة الثانية، لكنها المرة الثامنة التي يزور فيها الصين خلال توليه منصب رئيس الوزراء بشكل عام.
وأكد مهاتير أن الحكومة الماليزية ستواصل سياستها الودية تجاه الصين وتتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية عبر الزيارة، وتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع في المجالين الاقتصادي والتجاري، وإلى تعزيز النهوض بالعلاقات الماليزية- الصينية.
ووصف مهاتير الحمائية التجارية بأنها ارتداد عن الاتجاه التاريخي، قائلاً إن ماليزيا تأمل في تصدير المزيد من المنتجات إلى الصين، وأنها ترحب باستثمارات الشركات الصينية، وأنها أيضا تأمل في أن يتمكن الجانبان من توسيع التعاون في مجالات السياحة والابتكار والبحث والتطوير.
وأوضح مهاتير أن بلاده تدعم مبادرة الحزام والطريق على نحو نشط، ما من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز الارتباطية والتبادلات التجارية بين البلدين وتعزيز الروابط بين الشرق والغرب.
وأكد مهاتير أن العلاقة الصحية والمستقرة بين ماليزيا والصين لن يؤدي فقط إلى تحقيق المنافع لماليزيا وإنما سيساهم أيضا في تحقيق السلام والاستقرار والرخاء على المستوى الإقليمي.
كما حضر لي ومهاتير التوقيع على وثائق تعاونية ثنائية بشأن الاقتصاد والتجارة والزراعة والمالية والتكنولوجيا.
وفي لقائه مع الصحفيين عقب المحادثات، قال لي إنه ومهاتير اتفقا على أنه يتعين على البلدين أن يكونا شريكين في مجالات التجارة والاستثمار والتعاون الصناعي والابتكار والنمو.
وقال لي إن الصين ستعمل مع ماليزيا من أجل بناء نمط جديد من التعاون البراجماتي وفتح أفق جديد للتعاون في مجالات التجارة الالكترونية وتحديث الصناعات التقليدية والابتكار التكنولوجي.
واتفق الجانبان أيضاً على توسيع الانفتاح ثنائي الاتجاه عبر التعاون الصناعي والتعاون في مجال بناء القدرات، كما اتفقا على تعزيز تنمية أكثر توازناً للتجارة الثنائية على أساس توسيع نطاق التجارة.
وقال لي إنه في ظل الوضع الدولي الراهن، اتفق الجانبان على التعاون معا في حماية التجارة الحرة ومعارضة الحمائية التجارية وتعزيز التنمية الصحية للعولمة الاقتصادية.
وأضاف لي أن الجانبين ملتزمان أيضا بتعزيز بناء مجتمع شرق آسيا ودعم الوضع المركزي والمحوري لرابطة آسيان في التعاون الإقليمي، والعمل معا في إرسال رسالة إيجابية إلى المنطقة وإلى العالم كله تفيد بسعي البلدين إلى الحفاظ على الصداقة طويلة الأجل وحماية السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
وقال مهاتير إن ماليزيا تأمل في التعلم من الخبرة الصينية وفي تعزيز مستوى التعاون في التجارة الالكترونية والابتكار.
وأكد البلدان استعدادهما للعمل معا من أجل دعم العولمة والحفاظ على نظام اقتصادي دولي مفتوح وحر ونزيه.
وأصدر الجانبان اليوم أيضا بياناً مشتركاً جاء فيه أنه في ظل وقوف البلدين في منعطف تاريخي جديد فيما يتعلق بالتنمية الوطنية، فإن الصين وماليزيا تشعران بالتفاؤل إزاء آفاق العلاقات الثنائية.
وأضاف البيان أن قائدي البلدين قاما خلال الزيارة برسم مسار التنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية والتبادلات العميقة للآراء بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في أجواء من الود والصداقة.
وأوضح البيان أن البلدين أكدا على أهمية الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار، إلى جانب الحفاظ على سلامة وحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي.
وأكد الجانبان على حاجة كافة الدول ذات السيادة إلى حل خلافاتها عبر المشاورات والمفاوضات الودية، وعلى حاجة كافة الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس في ممارسة أنشطتها، وإلى تفادي التصرفات التي قد تؤدي إلى تعقيد الوضع أو تصعيد التوترات في بحر الصين الجنوبي.
وقال البيان إن الصين وماليزيا، بالتعاون مع دول آسيان، ستعملان من أجل التنفيذ الفعال والكامل لإعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي وتشجيع التعاون البحري ودفع المشاورات الخاصة بمدونة قواعد السلوك حتى يتم إنجاز مدونة نافذة المفعول خلال وقت قريب.