دمشق 15 أغسطس 2018 / انتشر اليوم (الأربعاء) عناصر من الجيش السوري في النقاط العسكرية التي كانت تتواجد فيها قبل العام 2011 في قريتي بريقة وبئر عجم في ريف القنيطرة الغربي، وهي مناطق فصل الاشتباك العام 1974، بالتزامن مع عودة الأهالي إلى تلك القرى، بعد إعلانها خالية من الإرهاب، بحسب الإعلام الرسمي السوري، والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن وحدات من الجيش انتشرت في قريتي بئر عجم وبريقة لتثبيت حالة الأمن والاستقرار في المنطقة وذلك استكمالاً لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي والقاضي بإخراج الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية وعودة الأهالي ومؤسسات الدولة إليها.
ولفتت الوكالة الرسمية إلى أن الجهات المعنية بعد تطهير القرى كليا من الإرهاب تستمر في تسوية أوضاع من تبقى من المسلحين والمطلوبين والمتخلفين عن خدمة العلم والاحتياطية عبر اجراءات وتسهيلات استقطبت معظم أبناء المحافظة.
وأشارت وكالة (سانا) إلى أنه فور انتشار الجيش عاد مئات المهجرين إلى منازلهم في قرى بريقة وبئر عجم والقحطانية.
وعبر الأهالي العائدين عن مشاعر الأمن والأمان التي تنتابهم نتيجة عودة وحدات الجيش إلى مواقعها، مشددين على ضرورة تكاتف الجهود والتعاون مع الجهات المعنية لإعادة الحياة الطبيعية إلى مناطقهم وتكريس حالة الصمود وبث الآمال العريضة بتحرير الأرض التي يسلبها العدو الإسرائيلي التي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن منازلهم ويفصلهم عنها شريط مصطنع زائل.
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن اليوم عودة مئات المواطنين إلى بلدات بريقة وبير عجم والقحطانية، حيث تأتي هذه العودة بعد سيطرة الفصائل على المنطقة منذ سنوات، وبعد تمكن قوات النظام من السيطرة على المنطقة بـ "مصالحات" وتهجير إلى الشمالي السوري.
وأضاف المرصد السوري أن قوات النظام لم تكد تنتهي من فرض سيطرتها على كامل محافظة القنيطرة، بعد عمليات عسكرية و"مصالحات"، وتهجير الرافضين للاتفاق إلى الشمال السوري، حتى بدأت عمليات العودة من قبل نازحين إلى قراهم وبلداتهم التي نزحوا عنها في وقت سابق بفعل العمليات العسكرية، وترافق ذلك مع بدء النظام إرسال مساعدات نحو ريف القنيطرة ومناطق أخرى من الجنوب السوري.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى دخول قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من عشرات الشاحنات، إلى عدة قرى في ريف القنيطرة عن طريق الهلال الأحمر، مبينا أن هذه الإجراءات تأتي بالتزامن مع عودة مئات المواطنين إلى هذه القرى منذ أيام وإلى الآن.
وكان وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب بحث خلال استقباله أمس (الثلاثاء) وفدا أمميا رفيع المستوى من قيادة قوات الأمم المتحدة التنسيق حول آلية انتشار قوات "الاندوف " في منطقة الفصل، بحسب الاعلام الرسمي السوري، ووكالة (سانا) .
وكان مقاتلو لواء شهداء اليرموك الذي تحول فيما بعد لجيش خالد بن الوليد المبايع للتنظيم، ممن كانوا متواجدين في قرية جملة، عمدوا في الـ 6 من شهر مارس من العام 2013، لاحتجاز عناصر من قوات الفصل الدولية التابعة للأمم المتحدة في الجولان السوري.
ميدانيا، يواصل الجيش السوري والقوات الرديفة عملياته العسكرية وتقدمه في بادية ريف دمشق من الجهة الشرقية بعد سيطرته على كامل بادية السويداء الشرقية، وتطهيرها من مقاتلي تنظيم (داعش)، بحسب مصدر ميداني لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق.
وقال المصدر الميداني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن " الجيش السوري يطوق مقاتلي تنظيم (داعش) في تلول الصفا على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، مشيرا إلى أن الجيش يتحضر لشن هجوم على اخر معقل له في البادية الشرقية، ويعمل على فك اسر المختطفات اللواتي خطفهم تنظيم (داعش) من قرية الشبكي بالريف الشرقي لمحافظة السويداء.
وشن مقاتلو تنظيم (داعش) في 25 من يوليو الماضي هجوما مباغتا على قرى بالريف الشرقي والشمالي الشرقي، بالتزامن مع هجمات انتحارية في مدينة السويداء، أسفر عن مقتل 255 شخصا وجرح 200 اخرين وخطف ما يقارب 30 معظمهم نساء واطفال.
وعلى صعيد متصل، نفذت وحدات من الجيش السوري راميات مكثفة على تجمعات وخطوط دفاعات المجموعات الإرهابية المتقدمة على الشريط الجنوبي الشرقي لمحافظة إدلب.
وأفادت وكالة (سانا) بأن وحدات من الجيش أوقعت بضربات صاروخية ومدفعية مركزة قتلى ومصابين في صفوف إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به أثناء تجمعهم في بلدتي سرجة وأم رجيم بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
ويستعد الجيش السوري لشن عملية عسكرية في ادلب في المعقل الرئيسي لتنظيم (جبهة النصرة)، وما يزال الجيش يرسل تعزيزات إلى المناطق التي يسيطر عليها في الشمال السوري إيذانا بقرب بدء المعركة التي ستنهي الإرهاب في سوريا، بحسب مراقبين.