الجزائر العاصمة، 14 أغسطس 2018 /جاء خه هوه هوا وهو رجل أعمال من مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين، إلى الجزائر عام 2016 وأسس مصنعا لصناعة الأنابيب بهدف الاستفادة من صناعة الأنابيب المحلية بعد فحص السوق بشكل دقيق.
وأثبت الزمن أن خه اتخذ قرارا ذكيا. وبعد عامين قام رجل الأعمال ببناء المصنع الثاني ليلبي الطلب المتزايد على الأنابيب عالية الجودة، حيث تمنع الجزائر استيراد الأنابيب من أوروبا من أجل حماية احتياطيها من النقد الأجنبي .
وقال رجل الأعمال إن "الجزائر سوق يتمتع بإمكانات هائلة. وإنني أرى إمكانية هائلة للاستثمار هنا."
وتحدث خه عن الوقت الذي اتخذ خلاله قرار الاستثمار في الجزائر، قائلا "يتم بناء منازل جديدة عديدة في الجزائر كل عام ويحتاجون أنابيب جديدة. "ولكن الإمداد المحلي من الأنابيب لا يستطيع تلبية الطلب المتزايد، ولهذا كان يتعين على السوق الاعتماد على الواردات."
ويعد خه هوه هوا، مجرد واحد من بين عدد من المستثمرين الصينيين الذين استغلوا فرص الأعمال التي قدمتها لهم الجزائر، أكبر الدول الإفريقية حجما وغنية بالموارد الطبيعية، وتسعى لتقليل اعتمادها على صادرات الطاقة وتنويع اقتصادها عن طريق تنمية الصناعات المحلية.
وخلال الأعوام القليلة الماضية وجدت الجزائر شريكا مناسبا في الصين التي لديها رأس مال كاف وخبرة وإرادة للاستثمار في الدول الأفريقية ،خاصة وفقا لمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين عام 2013.
وتهدف المبادرة المعروفة رسميا بالحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 ،لتأسيس شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأفريقيا وأوروبا على مسارات التجارة القديمة لطريق الحرير.
ويقوم المستثمرون الصينيون الآن بدور هام في مساعدة الحكومة الجزائرية على تحقيق طموحها، عن طريق جلب كمية كبيرة من رأس المال والتكنولوجيات المتقدمة بهدف المساعدة على تنمية الصناعات في الدولة التي تقع في شمال أفريقيا.
وتجذب الحكومة الجزائرية مستثمرين أجانب لتأسيس مصانع محلية بهدف تقليل النفقات من النقد الأجنبي وتنمية صناعاتها المحلية، وهو ما يعتبره خه فرصة ثمينة لإقامة أعمال .
وأسس خه مصنعه الخاص لإنتاج الأنابيب في منطقة بوفاريك الصناعية، على بعد 40 كيلومترا شرقي الجزائر العاصمة ،التي تحتل مساحة 3000 كيلومتر متر مربع.
ويضم المصنع خطي إنتاج يعملان على مدار الساعة، وينتجان 6 أطنان من الأنابيب يوميا .
ويتم بيع منتجات المصنع، التي تستهدف سوق الأنابيب رفيعة المستوى ، بأسعار أعلى من أسعار المنتجات المحلية الأخرى ،لكن المستهلكين يفضلونها لجودتها العالية.
وقال رجل الأعمال "لن أقلل الأسعار مطلقا على حساب الجودة، حتى إذا كان هذا سيدعم المبيعات"، مشيرا إلى أن المستهلكين على المدى البعيد لن يقبلوا غير المنتجات عالية الجودة.
ومنعت الجزائر استيراد الأنابيب بهدف تقليل النفقات من احتياطي النقد الأجنبي، مما جعل شركات البناء تواجه صعوبة في إيجاب بدائل للمنتجات عالية الجودة التي يتم استيرادها بشكل تقليدي من أوروبا.
وبعد أن استخدمت شركات البناء المحلية الأنابيب التي ينتجها مصنع خه، اقتنعوا بأنه يمكنها الحلول تماما محل المنتجات الأوروبية.
وساعدت الاستثمارات الصينية الجزائر على تطوير صناعة السيارات من خلال التعاون مع شركات محلية.
وبدأت مجموعة شنشي القابضة لصناعة السيارات، وهى شركة حكومية لصناعة مركبات الخدمة الشاقة في الصين، بيع منتجاتها في عام 2007 في الجزائر، حيث كانت العلامات التجارية الأوروبية، ومن بينها فولفو ورينو ومان تهيمن على سوق السيارات.
ولكن الآن بلغت نسبة مبيعات شركة شاكمان لمركبات الخدمة الشاقة 70 في المائة من السوق المحلي. ووفرت الشركة المزيد من فرص العمل التي تمس الحاجة إليها عن طريق توظيف ما يزيد على 600 عامل في المصنع الذي تم بناؤه مع شركاء من الجزائر.
وتم بناء هذا المصنع بعد ان حثت الحكومة الجزائرية شركات السيارات الأجنبية على تأسيس مصانع هنا في عام 2015.
وقال يوان هونغ مينغ رئيس شركة شنشي لصناعة السيارات إن الجزائر تسعى لتعلم خبرة صناعة السيارات وتكنولوجياتها، حيث تعهدت الحكومة بتطوير صناعة السيارات المحلية .
وأضاف أن "هذا يقدم فرصة للشركات الصينية لتوسيع أعمالها في الجزائر بخبرتها وتكنولوجياتها، التي ستعود في النهاية بالنفع على الطرفين."
وبعد أعوام من التسويق في الجزائر، حصلت شركة شاكمان كعلامة تجارية صينية في السيارات على قبول حقيقي بين المستهلكين المحليين بفضل أسعارها التنافسية وخدماتها الممتازة واستراتيجيات السوق المرنة على الرغم من هيمنة العلامات الأوروبية التي استمرت لعقود في هذا القطاع.
وفي 8 مايو أنتجت الشركة أول شاحنة تم تجميعها في الجزائر. وتبلغ قدرة الانتاج السنوية للشركة حوالي 3000 شاحنة.
وإلى جانب تلبية الطلبات المحلية، سيتم تصدير هذه الشاحنات إلى دول مجاورة، من بينها تونس والمغرب ومالي في المستقبل.
وأشاد أحمد معزوز الشريك الجزائري لشركة شنشي لصناعة السيارات بجودة الشاحنات الصينية العالية ونزاهة الشركة.
وقال معزوز في مقابلة إن المزيد والمزيد من الجزائريين يختارون شراء سيارات شاكمان، وبعضهم يقود هذه السيارات منذ اكثر من عشرة اعوام.
وأضاف معزوز أن هذا لا يثبت فقط جودة الشاحنات الصينية ولكنه يخلق أيضا روابط بين العلامة التجارية الصينية والمستهلكين الجزائريين.
وأثبتت الصين رغبتها في مساعدة أفريقيا على تسريع التصنيع بها ، بحسب تقرير نشره موقع إخباري رئيسي في الجزائر.
وذكر التقرير أن التعاون الوثيق بين الصين وأفريقيا سيعود بالنفع على الجانبين وسيدعم اقتصاد الدول الأفريقية من ناحية ومن الناحية الأخرى سيحقق طموح المستثمرين الصينيين.