واشنطن 26 يوليو 2018 /قال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي إن الصين والولايات المتحدة "ما زالتا في نفس القارب" بالرغم من التحديات المتعددة.
وصرح تسوي بذلك يوم الأربعاء في الحوار المدني الأمريكي الصيني الثامن الذي استضافته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهي مركز أبحاث أمريكي.
وكان موضوع الحوار لهذا العام هو "الإبحار عبر عدم اليقين في العلاقات الأمريكية - الصينية".
-- القارب نفسه
ولدى إشارته إلى أن البلدين ما زالا يواجهان "رياحا شديدة وأمواجا عاتية"، قال تسوي "أعتقد أننا ما زلنا في نفس القارب. ما زلنا نعيش في هذه القرية العالمية الصغيرة، كوكبنا هذا، ما لم نجد في يوم من الأيام وسيلة لإرسال الناس إلى المريخ".
وتابع أن "التحدي المشترك هو الإبحار بهذا القارب لعبور عدم اليقين أو المياه غير المطروقة من أجل مصالح بلدينا والعالم بأسره".
وأفاد السفير الصيني أنه "من المؤمل أن تساعد حوارات مثل ما لدينا اليوم الحكومتين على تطوير سياسات واقعية وبناءة ومفيدة لكل من البلدين".
وتابع أنه "بالنسبة لتلك الجدالات التي تقول بأننا في قاربين مختلفين، أو يتوجب أن نركب قاربين مختلفين، أو حتى أن نتصادم وجها لوجه، فهي غير مدعمة بالحقائق. إذ إنها لا تصب في مصلحة أي شخص".
وأضاف تسوي "لسوء الحظ، هناك أولئك الذين يحاولون أن يهزوا القارب. على سبيل المثال، يرسمون صورة مشوهة لعلاقاتنا الاقتصادية والتجارية. بل أن بعضهم قد ذهب أبعد من ذلك عبر اللعب بالنار حول قضايا تايوان وغيرها التي تخص السلامة الإقليمية للصين. هذه تطورات خطيرة للغاية. يجب أن نكون حذرين للغاية حيالها".
-- منفعة متبادلة
ولفت تسوي إلى أن هناك أيضا أولئك في الولايات المتحدة الذين يعتقدون أنه على مر السنين في العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية - الأمريكية، تكبدت واشنطن جميع الخسائر في حين حصدت الصين كل المكاسب.
وأشار إلى أن هذا لا يتماشى مع الحقائق مرة أخرى، قائلا إن "علاقاتنا الاقتصادية والتجارية مترابطة وذات منفعة متبادلة".
وأوضح "لا ينبغي أن نركز كثيرا على العجز التجاري، لأن هناك الكثير من الأسباب الهيكلية وراء هذا العجز. وعلاوة على ذلك، فإن العجز التجاري لا يعني تكبد جميع الخسائر من قبل البلاد التي لديها عجز. والفائض لا يعني حصد كل المكاسب من جانب البلاد التي لديها فائض".
وبيّن أنه على مدى الـ 20 عاما الماضية، هناك مجموعات من الناس في كلا البلدين ليست حياتهم بأفضل حال.
وقال "لكن هذه ليست قضية تجارة خارجية، وإنما قضية سياسة اقتصادية واجتماعية محلية، بما في ذلك توزيع الثروة"، مضيفا "كيف يمكننا الاعتناء بهذه الفئات الضعيفة؟ لن يتم مساعدة أحد عبر إلقاء اللوم على دول أخرى أو على التجارة الخارجية".
-- ليس بغرض الهيمنة
وبالنسبة لأولئك الذين قالوا إن الدولتين يجب ألا تكونا في نفس القارب، نظرا لأنه مع تطور الصين، فإنها ستحاول تحدي المكانة والهيمنة الأمريكية في العالم، أشار تسوي إلى أن هذا تفسير خاطئ.
ولفت تسوي إلى أن البعض قلق بشأن ما تقوله الصين، مثل دخول الصين عصرا جديدا من التنمية.
وقال إن "هناك الكثير من سوء الفهم والتفسيرات الخاطئة حول أهداف الصين ونواياها. ما نعنيه بهذا العصر الجديد هو أن الصين قد دخلت مرحلة جديدة من التنمية، مع تحد رئيسي يتمثل في تلبية احتياجات الناس المتزايدة باستمرار من أجل حياة أفضل ومعالجة التنمية غير المتوازنة وغير الكافية".
وتابع "بالطبع، سيتعين على الصين تطوير نفسها ضمن بيئة مفتوحة. لا يمكننا إغلاق بابنا".
وأضاف "بيد أن العصر الجديد هذا يتمحور أساسا حول تنمية الصين الخاصة، وليس بغرض الهيمنة العالمية".