الإعلام: كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي "وأد" خطة ناعمة قدمتها رئيسة الوزراء ماي بشأن بريكست

لندن 26 يوليو 2018 / أصر وزير شؤون بريكست المعين حديثا دومينيك راب يوم الخميس على أن الكتاب الأبيض الذي قدمته رئيسة الوزراء تيريزا ماي مؤخرا حول علاقات تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي ضخ دينامية جديدة في المفاوضات مع بروكسل.

ولكن الصحف الوطنية البريطانية اتخذت، في أعقاب اجتماع عقد في بروكسل بين راب وكبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لشؤون بريكست ميشال بارنييه، نظرة أكثر تشاؤمية إزاء الجولة الأخيرة من المحادثات.

فقد التقى راب وبارنييه الإعلام في ختام مفاوضات بشأن بريكست استمرت ثلاثة أيام بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

وعلقت صحيفة ((ديلي تلغراف)) اللندنية مساء الخميس قائلة إن بارنييه قام بوأد خطة بريكست بشأن الجمارك التي قدمت بها ماي وتعهد بأن الاتحاد الأوروبي لن يقبلها أبدا.

وذكر مراسل الصحيفة في بروكسل أن بارنييه رفض قبول أن بريطانيا "طورت موقفها" ولم يقدم تنازلات أمام خطة بريكست الناعمة التي قدمتها ماي، الأمر الذي أدى إلى استقالة ديفيد ديفيس سلف راب وكذا وزير الخارجية بوريس جونسون.

بل وقال بارنييه إن بريطانيا مازالت قادرة على الانضمام إلى اتحاد جمركي، وهو ما يعني أن بريطانيا لن تستطيع عقد صفقاتها التجارية الخاصة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

ويتناقض هذا التعليق مع تصريحات الحكومة البريطانية التي تفيد بأنها خلال فترة تنفيذ مدتها 21 شهرا بعد أن تنهي بريطانيا عضويتها في التكتل في مارس القادم، ستكون حرة في عقد صفقات تجارية مع دول حول العالم.

وصرح بارنييه في بروكسل بأن "المملكة المتحدة تريد استعادة السيطرة على أموالها وقوانينها وحدودها. سنحترم ذلك. ولكن الاتحاد الأوروبي يريد أيضا أن يسيطر على أمواله وقوانينه وحدوده. وينبغي على المملكة المتحدة أن تحترم ذلك".

ويقوم وزراء الحكومة البريطانية حاليا بجولة في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لكسب الدعم لخطط ماي بشأن بريكست.

واتخذت صحيفة ((الغارديان)) اللندنية رأيا مماثلا حول الاجتماع الذي عقد ببروكسل، وعنونت تقريرها بأن "ميشال بارنييه وأد مقترحات تيريزا ماي بشأن الجمارك فيما بعد بريكست".

وعلقت الصحيفة بأن بارنييه حذر من أن محاولات وزراء الحكومة البريطانية مناشدة زعماء الاتحاد الأوروبي مضيعة للوقت لأنه رفض مقترحات ماي بشأن الجمارك فيما بعد بريكست، ما أدى في الواقع إلى وأد خطتها.

هذا وقد ذكر راب خلال اجتماعه الثاني مع بارنييه بعد تعيين ماي له أنه قد تم التوصل إلى اتفاقيات مع مفاوضي الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع حول عدد من القضايا.

لكنه اتفق في أن الجانبين مازالا بحاجة إلى الانتهاء من وضع بروتوكول حول أيرلندا الشمالية وأيرلندا.

وأشار راب إلى أنه "مع انتهاج الجانبين للبراغماتية ، فإنني على ثقة بأننا قادرون على إيجاد طريقة لتسوية هذا الأمر بناء على حل قابل للتطبيق".

وقال إنه اتفق مع بارنييه على إجراء مزيد من المحادثات في منتصف أغسطس ثم مواصلة المناقشات الإسبوعية لإزالة جميع العقبات التي تعترض الطريق إلى إبرام اتفاق قوي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في أكتوبر.