لندن 19 يوليو 2018 /وصلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى إيرلندا الشمالية يوم الخميس في زيارة تستمر يومين لتخبر الزعماء السياسيين هناك بأن خطتها بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" ستفي بوعد عدم إقامة حدود "ملموسة" مع جمهورية إيرلندا المجاورة.
وفي خطاب رئيسي ستلقيه اليوم (الجمعة) في بلفاست، ستشدد ماي على أن مقترحات المفوضية الأوروبية المساندة لجزيرة إيرلندا تمثل انتهاكا لاتفاق بلفاست للسلام ولا يمكن قبولها أبدا.
ومع انشغال ماي بالترويج للاتفاق التجاري التي تريده مع بروكسل، فقد نصح مسؤولون الدول الأعضاء المتبقية في الاتحاد الأوروبي، والبالغ عددها 27 عضوا، بالبدء في التحضير لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق.
وسافر دومينيك راب، الذي عينته حديثا في منصب الوزير المكلف بملف "بريكست"، إلى بروكسل يوم الخميس، لعقد اجتماعه الأول مع ميشال بارنييه، كبير مفاوضي بريكست في الاتحاد الأوروبي.
وخلال الاجتماع، عرض راب، الذي حل محل ديفيد دايفيز في أعقاب استقالته الأسبوع الماضي، مواصلة مقابلة بارنييه طوال الصيف لتكثيف المفاوضات.
وفي خطابها الذي ستلقيه اليوم الجمعة في قاعة ووترفرونت في بلفاست، ستعيد ماي التأكيد على رفضها الحازم لمقترح الاتحاد الأوروبي المساند، والذي سيعني إقامة حدود بين إيرلندا الشمالية وبقية بريطانيا.
وتصر ماي على أن مفهوم الحدود الملموسة أمر لا يمكن تصوره تقريبا.
وتقول ماي إن ذلك "لن يكون مقبولا بالنسبة لآلاف من الأشخاص الذين يعبرون ويعاودون العبور بين المملكة المتحدة وإيرلندا كل يوم أو بالنسبة لشركات تمتد سلاسل الإمداد والتوزيع الخاصة بها عبر الحدود".
ولفتت رئيسة الوزراء إلى أنه بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال اجتماعها مع كبار الوزراء بالمقر الريفي للحكومة في بلدة تشيكرز، حددت بريطانيا كيفية حل قضية الحدود من خلال شراكة مستقبلية وثيقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وفي إيرلندا الشمالية، سافرت ماي إلى الحدود وزارت مصنعا شهيرا للفخار في بيليك بمقاطعة فيرماناغ، وهي أول زيارة لها إلى المنطقة الحدودية التي يبلغ طولها 500 كم منذ الاستفتاء الذي جرى في عام 2016 حينما صوت الناس في بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي.
وكان الأمن مشددا في القرية قبل وأثناء الزيارة نظرا لقيام مالكي شركات تجارية على طول الحدود بالقدوم لمقابلة ماي.
وأمضت ماي اليوم في لقاء سياسيين ووفود تجارية لطمأنتهم حول التزامها تجاه "بريكست".
وقالت ماي خلال جولتها إن "الرحلات اليومية ستستمر بشكل سلس ولن يكون هناك أي تحققات أو بنى تحتية على الحدود لعرقلة ذلك".
وكان في استقبال ماي في فيرماناغ آرلين فوستر، زعيمة أكبر حزب سياسي في إيرلندا الشمالية، الحزب الوحدوي الديمقراطي.
وخلال زيارتها، تخطط ماي أيضا لعقد محادثات مع الحزب الوحدوي الديمقراطي وكذلك ثاني أكبر حزب، وهو "شين فين"، في محاولة لإطلاق الجمعية الإيرلندية الشمالية التي آلت إليها السلطة، والتي تم تعليقها لأكثر من 18 شهرا لخلافات بين الحزبين الرئيسيين.
وقالت ميشيل أونيل، زعيمة حزب "شين فين" في إيرلندا الشمالية قبيل وصول ماي إلى فيرماناغ، "سوف تستمع بصورة مباشرة للتداعيات الكارثية على اقتصادنا وحقوقنا ومستقبلنا. والمخاوف التي تتملك الشركات إزاء بقاءها في المستقبل. والمخاوف المبررة التي تساور الأفراد فيما يتعلق بانتقاص حقوقهم. سوف تسمع الفزع والهلع الموجودين هنا في هذا المجتمع".
ونقلت صحيفة ((الغارديان)) في لندن عن راب وصفه اجتماعه في بروكسل مع بارنييه بأنه كان بناء وجيدا جدا.
وقال "لقد تحدثنا عن التقدم الذي حققناه بشأن اتفاقية الانسحاب. وكانت أيضا فرصة لعرض كتاب أبيض حول العلاقة المستقبلية التي نريدها مع الاتحاد الأوروبي. لم يتبق لدينا سوى 12 أسبوعا فقط لإكمال تفاصيل الاتفاقية، لذا قدمت مقترحاتنا وعرضت الاجتماع طوال فترة الصيف لتكثيف المفاوضات والحصول على بعض الطاقة والحصول على بعض الدفع والحصول على بعض الحرارة للتأكد من أننا نستطيع إبرام هذه الاتفاقية في الوقت المناسب".