عشية زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، نشر الرئيس شي جين بينغ، في 18 يوليو الجاري، مقالاً بعنوان "يدا بيد من أجل خلق مستقبل أفضل "، في صحيفة " الاتحاد" و"الوطن" الإمارتين. وقد أثار مقال الرئيس الصيني، إهتماما واسعا في الأوساط الإماراتية. حيث أشارت شخصيات إماراتية إلى أن مقال شي قد لخص إنجازات الصداقة والتعاون بين الصين والإمارات، وعبّر عن رغبة الجانب الصيني في العمل مع الجانب الإماراتي على بناء مجتمع المصير المشترك على مسار مبادرة الحزام والطريق. بمايعود بالفائدة على شعبي البلدين، ويضع إتجاها واضحا لتطور العلاقات الصينية الإماراتية في المستقبل.
في هذا الصدد، قال محمد جلال الريسي، المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، "إن مقال الرئيس شي جين بينغ قد وضع مخططا لتطوير العلاقات الصينية الإماراتية، ويمتلك قابلية قوية للتنفيذ. وعلينا أن ننفذ هذا المخطط بشكل جيد". وأضاف الريسي بأن وسائل الإعلام في البلدين يجب أن تعزز مستوى التبادل والتعاون في مابينها، توازيا مع الشراكة والتبادل بين البلدين
"إن لغة مقال الرئيس شي عميقة وبسيطة، وهي تشرح بوضوح السياق التاريخي والتوجه المستقبلي للعلاقات الصينية الإماراتية." تقول لورا كوت، الرئيسة التنفيذية لجريدة "ذي ناشيونال" الإماراتية، وتضيف بأن مقال شي حظي بإهتمام كبير من القراء على موقع الصحيفة.
في ذات السياق قال المحرر الإخباري بجريدة" ذي ناشونال" روري رينولدز أن المقال قد اعتمد "روح الكفاح وروح الإبدع وروح مناشدة الحلم" لتلخيص خصائص شعبي البلدين، ولغته سهلة الفهم. أما المحررة في نفس الصحيفة، طاهرة يعقوب، فأشارت إلى أن المقال قد ركّز على الخصائص الروحية لشعبي البلدين، وتطلعهما إلى الحياة الجميلة والسعيدة.
أما مديرة مركز الإمارات للسياسات، د. إبتسام، فعبرت عن إعجابها بعبارة شي الواردة في المقال، والتي قال فيها: "تتطلب المسيرة الجديدة والمهام الجديدة قادة حازمين وشجعاناً". وأضافت مديرة مركز الإمارات للسياسات، بأن المركز يولي مزيدًا من الاهتمام للأبحاث المتعلقة بالعلاقات بين البلدين وبناء مبادرة "الحزام والطريق"، وأن المركز يسعى جاهدا لأن يصبح رائدا في هذا الجانب.
من جهته عبّر الشيخ ماجد المعلا عن أمله في أن تعزز الصين والإمارات التواصل على مستوى السياسات في إطار مبادرة الحزام والطريق. وقال بأن الجانب الإماراتي سيحافظ على تنسيق هام في الأعمال ذات الصلة بمبادرة الحزام والطريق، ودفع التبادل التجاري والإقتصادي والثقافي قدما.
وفي تغطيتها لزيارة الرئيس شي، قالت صحيفة "الإتحاد" الإماراتية، في مقال نشرته على صفحتها الأولى بأن طريق الحرير قد ربط البلدين قديما، وطريق التعاون العصري سيجعل العلاقات بين البلدين أكثر متانة.
وقالت جريدة "البيان" بأن زيارة الرئيس شي جين بينغ تكتسي أهمية بعيدة المدى، وستدفع العلاقات بين البلدين نحو مستوى جديد.
من جانبه، قال حمد، الخبير الأجنبي في مجموعة البترول والغاز الصينية بالإمارات العربية المتحدة، إنه قد قرأ مقال شي بعناية، ورأى بأن شي قد تحدث بشكل ملموس ودقيق عن العلاقات الإماراتية الصينية، وخاصة العلاقات الإقتصادية والتجارية بين البلدين.
زار رئيس إتحاد المؤسسات الصغرى والمتوسطة الإماراتي، عبد الصاحب السجواني، الصين لأول مرة في عام 1999. وخلال العشرين سنة الماضية، ظل يشارك في معرض كانتون كل عام أو عامين. وفي هذا الصدد، يقول السجواني "قبل عشرين عاماً، حينما كنت أذهب إلى الصين للتجارة. كنت أبذل الكثير من الجهود للقيام بإجراءات التأشيرة والإعلان الجمركي. كما كنت أجد العديد من الصعوبات على مستوى الأكل والخدمات المالية. أما الآن فبات بإمكان السجواني دخول الصين بدون تأشيرة، وهو ما يعتبره خطوة صغيرة على طريق دفع التبادل الإنساني والإقتصادي والتجاري بين البلدين. فمن جهة، يعتبر التجار الصينيون الإمارات كبوابة لدخول سوق الشرق الأوسط، في حين تمثل الصين قاعدة تصنيع هامة بالنسبة للتجار الإماراتيين. ولا شك في أن إجراء الإعفاء من التأشيرة بين البلدين، سيعزز زخم المبادلات بين الجانبين، ويدفع بتنمية العلاقات الثنائية.