غزة 9 يوليو 2018 / أعلنت إسرائيل اليوم (الإثنين) إغلاق معبر (كيرم شالوم/كرم أبو سالم) المنفذ التجاري الوحيد لإدخال البضائع إلى قطاع غزة وتشديد الحصار المفروض عليه منذ منتصف عام 2007، ما أثار تنديدا فلسطينيا واسعا.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال كلمة له في الكنيست، تشديد الإجراءات حيال حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
وقال نتنياهو إن إسرائيل ستغلق اليوم معبر (كيرم شالوم/كرم أبو سالم)، وهو المنفذ التجاري الوحيد لإدخال البضائع إلى قطاع غزة حتى إشعار، على أن تكون هناك خطوات أخرى غير معلن عنها.
من جهته، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنه سيتم إغلاق المعبر التجاري المذكور باستثناء نقل الوسائل أهداف إنسانية (من بينها الغذاء والدواء)، بموافقة شخصية من قبل منسق أعمال الحكومة في المناطق.
وأضاف أدرعي في بيان صحفي أنه لن يتم تصدير أو تسويق أي بضائع من قطاع غزة إلى الخارج، إضافة إلى إنهاء صلاحية توسيع مسافة الصيد في قطاع غزة لموسم الصيد في الأشهر الثلاثة الماضية إلى تسعة أميال لتعود اليوم إلى ستة أميال.
وردا على القرار الإسرائيلي، قال الناطق باسم حركة (حماس) فوزي برهوم في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن "مصادقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على إجراءات إضافية لتشديد الحصار ومنع دخول المواد والبضائع إلى غزة جريمة جديدة ضد الإنسانية تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الأسود بحق الشعب الفلسطيني والقطاع".
واعتبر برهوم أن "الصمت الإقليمي والدولي على جريمة الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة شجع العدو الإسرائيلي على التمادي في إجراءاته الإجرامية المخالفة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية".
ودعا المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لمنع هذه الجريمة وتداعياتها الخطيرة، ومغادرة الموقف السلبي الصامت والعمل على إنهاء حصار غزة ووقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق غزة وسكانها".
وأكد الناطق باسم حركة حماس أن "الذي يتحمل كل النتائج المترتبة على هذه السياسات الإسرائيلية العنصرية المتطرفة هي حكومة الاحتلال".
من جهتها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إجراءات إسرائيل "بمثابة إعلان حرب لن تكون المقاومة الفلسطينية عاجزة أبداً عن الرد عليه".
وقالت الحركة في بيان صحفي تلقت (شينخوا) نسخة منه إن "سنوات الحصار الطويل التي عاشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم تفلح أبدأ في كسر صموده وزعزعة موقفه الرافض لأي محاولات للمساس بحقوقه وثوابته".
وأضافت "لن تفلح سياسات الإرهاب المنظم التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية بتحقيق أي من الأهداف المرسومة، كما لن يشكل تواطؤ العديد من الأطراف والوفود التي تساوم الشعب الفلسطيني على نضاله وحقوقه مقابل تسهيلات محدودة لن يشكل عاملاً في زعزعة ثقة الشعب الفلسطيني بخياراته وبرامجه ومقاومته".
وحملت حركة الجهاد الإسلامي المجتمع الدولي "مسؤولية صمته وعجزه عن لجم سياسات الإرهاب التي ينتهجها الاحتلال وتمادي حكومته وجيشه في العدوان على الشعب الفلسطيني".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان قوله إن إغلاق معبر كرم أبو سالم مع قطاع غزة جاء ردا على استمرار إطلاق طائرات ورقية بذيول مشتعلة على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع القطاع.
وسبق أن أعلنت إسرائيل أنها تعتبر إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة من قطاع غزة على أراضيها هجوما عليها، علما أن ذلك أدى إلى خسائر إسرائيلية مادية بفعل حرق حقول زراعية.
وقالت "هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار عن غزة" إن إغلاق إسرائيل المعبر التجاري الوحيد مع القطاع "يشكل عقابا جماعيا لسكان غزة وينذر بكارثة إنسانية خطيرة".
أما اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة، فقالت إن القرار الإسرائيلي "تشديد جديد للحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عقد ومضاعفة للمعاناة الإنسانية بشكل غير مسبوق".
وتوقع رئيس تحرير صحيفة ((الاقتصادية)) المحلية التي تصدر من غزة محمد أبو جياب، حدوث مزيد من الانهيارات السريعة في القطاعات الاقتصادية وإفلاس رجال الأعمال والشركات بفعل تشديد الحصار الإسرائيلي على القطاع.
وقال أبو جياب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إن الإجراء الإسرائيلي يهدد بتراجع الإيرادات المالية المحلية إلى حد الإعدام شبه الكامل ما سينتج عنه سلسلة تدميرية على المستوى الاقتصادي والانساني في غزة.
وأضاف أنه يهدد كذلك بمزيد من التراجع في إيرادات الهيئات المحلية في قطاع غزة بما سيحقق مزيد من الانهيار الخطير في مجال الخدمات المحلية والبلديات.
ويُفرض على قطاع غزة حصار إسرائيلي مشدد يتضمن قيودا مشددة على حركة المعابر البرية ومسافة الصيد البحرية منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في القطاع بالقوة.
ودفعت سنوات الحصار المتتالية إلى تفاقم أزمات نقص الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة وأن تصبح نسبة البطالة في أوساطهم من بين الأعلى في العالم، كما سبق أن أعلن البنك الدولي.
وتشهد حدود قطاع غزة مع إسرائيل توترا ومواجهات شبه يومية مع الجيش الإسرائيلي ضمن احتجاجات مسيرات العودة على الأطراف الحدودية للقطاع منذ 30 مارس الماضي، ما أدى إلى مقتل 137 فلسطينيا وإصابة أكثر من 15 ألف آخرين بجروح وحالات اختناق، بحسب وزارة الصحة في غزة.