من الألوان الرتيبية مثل الأخضر والأزرق والأسود والرمادي قبل أربعين عاماً إلى سروايل فتحة الأقدام الواسعة، إلى القمصان الشعبية التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد، إلى الأزياء الحالية غير المتشابهة... إن التغيير الذي طرأ على الملابس في الصين منذ 40 عامًا هو تاريخ كتبه الصينيون على الأزياء.
في عام 1978، افتتح ستار الإصلاح والانفتاح في الصين، وكان تحرير الملابس أحد المظاهر المباشرة للتحرير الإيديولوجي.
في الماضي، كان الناس لايرتدون سوى الألوان الرتيبة من الأخضر والأزرق والأسود والرمادي.
ومع إنفتاح البلاد، بدأت بعض الملابس الغربية تدخل الصين. في عام 1979 ، شاركت علامة بيير كاردان في عرض أزياء في بكين، وفاق سعر تذاكر المعرض الـ1000 يوان. بينما كان الراتب الشهري للعامل الصيني في ذلك الوقت حوالي 300 يوان فقط.
لاحقا، بدأت العلامات التجارية الأجنبية تتوافد تباعا على الصين. وقد أتاحت بيئة الإنفتاح، فرصة لتشن شي، التي تعمل أستاذة مساعدة بالمعهد الصيني للملابس والموضة، لتعلم الكثير عن الموضى والملابس.
حيث تقول، إن الإنفتاح كان نافذة للإطلال على العالم الخارجي، والتعرف على عالم الأزياء والموضة.
مع الإنتشار السريع للثقافة الأجنبية والأزياء في هونغ كونغ وتايوان، أصبح جيل الشباب في الصين أكثر إحتكاكا بتيارات الموضة العصرية. وانتشرت موجة من التقليد لأزياء وتسريحات شعر المشاهير.
ملابس الجينز التي بات يرتديها الجميع الآن، طرقت أبواب الصين في ثمانينيات القرن الماضي، لكن الكثير من الناس لم يتقبلوها في البداية، على اعتبار أن الجينز يمثل ملابس الشباب السيئ. أما اليوم فقد أصبح الجينز لباس الجميع، بما في ذلك كبار السن.
في ذات الصدد، يقول وانغ تسي يى، الأستاذ المساعد بمعهد بكين لدراسات الموضة، أن الصينيون أصبحوا يعيشون حياة أفضل نسبيا خلال تسعينات القرن الماضي، وأصبحت أفكارهم أكثر انفتاحا. بات الناس يبحثون أكثر عن الأناقة والتغيير، ولم يعد مجر صنف واحد أو لون واحد، من الممكن أن يعبر عن تيار بعينه من الموضة، بل بات التوجه نحو الأنماط الفردية والخروج عن تيارات الموضة، في حديه ذاته موضة أيضا.
"في الماضي ، كنت أخشى أن أرتدي ملابس مختلفة عن الآخرين ، ولاحقا، أصبحت أخشى أن ألبس ملابسا مشابهة للآخرين. بات المجتمع أكثر تنوعا، والناس يلبسون وفقا لأذواقهم الشخصية. " يقول وانغ تسي يي.
في القرن الحادي والعشرين، بدأت المزيد من العناصر الصينية تظهر في فنون الملابس العالمية، و "الأسلوب الصيني" إلى صناعة التصميم الدولية. حيث وجدت الأزياء التقليدية لعصر أسرة تانغ شعبية في جميع أنحاء العالم، وكذلك أزياء الشيونغسام ، خاصة أثناء تنظيم دورة الالعاب الاولمبية في بكين عام 2008 . إلى جانب، تصاميم الخزف الأزرق والأبيض والسحب والتطريز وغيرها من العناصر الصينية، التي أدمجت في الملابس الأولمبية ، واجتذبت الاهتمام في جميع أنحاء العالم.
يرى وانغ تسي يى ان التغيير فى الملابس الصينية على مدى الاربعين عاما الماضية كان مرآة للتنمية الاجتماعية ، وعكس العديد من التغيرات فى الاقتصاد والمجتمع والايديولوجية الناجمة عن الاصلاح والانفتاح.