بكين 20 يونيو 2018 /قال السفير السوداني الجديد لدى الصين أحمد محجوب شاور إن العلاقات السودانية-الصينية قديمة ومتجذرة وتمثل نموذجا للعلاقات بين بلدان جنوب-جنوب، مؤكدا أن الشعب السوداني لا يمكن أن يدير ظهره للصين بعد رفع العقوبات الأمريكية.
صرح شاور، الذي قدم أوراق اعتماده للرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الأربعاء) سفيرا جديدا للسودان لدى الصين، بذلك في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) بمقر السفارة السودانية ببكين.
وقال شاور" إن العلاقات السودانية-الصينية قديمة ومتجذرة منذ أن أقيمت العلاقات الدبلوماسية قبل 60 عاما تقريبا، بدأت بعلاقات صداقة بين الشعبين عبر الثقافة والعلاقات الاجتماعية، وأصبحت علاقات نموذجية يمكن أن تقدم نموذجا يحتذي به للعلاقات بين بلدان جنوب- جنوب، تقوم على المنافع المشتركة والاحترام المتبادل وليس على الإملاء أو مصالح من طرف واحد".
وبحكم خبراته ومتابعته الدقيقة لتطور العلاقات الصينية-السودانية، قال بكل ثقة إن العلاقات في تطور مستمر إلى الأمام وبلغت الآن أوجها مع تنسيق كامل في مختلف المجالات والمحاور بين البلدين.
وفي عام 2015، رفعت الصين والسودان علاقتهما إلى مستوى شراكة استراتيجية، وبفضل هذه الشراكة تطور التعاون بين الجانبين من النفط إلى البنية التحتية والزراعة والطاقة والموانئ وغيرها. وتعد الصين الآن أكبر شريك تجاري للسودان الذي يعد ثالث أكبر شريك تجارى إفريقي للصين.
وحول آفاق العلاقات ، قال السفير مطمئنا إن أوجه التعاون المحتملة بين البلدين كبيرة جدا متعهدا ببذل قصارى جهده خلال فترة عمله في الصين لدفع وتطوير العلاقات على مختلف المحاور.
في المحور السياسي، قال شاور إنه سيعمل على تكثيف الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين والتشاور المستمر والتنسيق في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة وصولا إلى رؤية واحدة تمثل الثقل العالمي لجمهورية الصين الشعبية والثقل الإفريقي والعربي لجمهورية السودان، بالإضافة إلى التنسيق في المحافل الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية وغيرهما لدعم المواقف المشتركة.
وفي هذا الصدد، أكد شاور أن الصين خلال الفترة الماضية دعمت السودان في كل المحافل الدولية وكان السودان أيضا داعما لكل المواقف الصينية عبر ثقله العربي والإفريقي في المحافل المختلفة.
ولفت إلى وجود تنسيق دائم وحوار مستمر بين الحزبين الحاكمين، الحزب الشيوعي الصيني وحزب المؤتمر الوطني السوداني، وهذه العلاقة في تطور مستمر أيضا.
وفي المحور الاقتصادي، قال السفير الجديد إن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من التطور في هذه العلاقات في ضوء مبادرة الحزام والطريق الصينية، مشيرا إلى أن السودان بموقعه الاستراتيجي المهم يمكن أن يخدم كمدخل للصين لإفريقيا ومنطقة البحر الأحمر مع استغلال الموارد المعدنية والنفطية والزراعية والحيوانية التي يتمتع بها السودان عبر الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وأشار إلى أن السودان لديه تصور كامل لدفع المبادرة المقترحة من قبل الصين عام 2013، والتي تهدف الى تعزيز الترابط بين الدول الواقعة على طول خطوطها عبر شبكات بنية تحتية وتجارية تخدم أهداف التنمية وتطلعات جميع الدول والشعوب المطلة على مساراتها.
وفي المحور الثقافي، أكد شاور على ضرورة تكثيف الزيارات المتبادلة لنشر الثقافة الصينية في السودان والثقافة السودانية في الصين عبر فرق فنية وتراثية، وتطوير مجال السياحة عبر تبادلات سياحية بين البلدين.
وثمن السفير مشروع الكهرباء الذي أطلق مؤخرا بسواعد الشركات الصينية على نهر عطبرة في السودان، قائلا إن المحطة سيكون لها دور كبير جدا في الناتج المحلي للسودان في الفترة القادمة، ومن شأن مشاريع مثل هذه في ضوء خطة الحكومة السودانية لرفع قدرات الشبكة أن تخدم استغلال الموارد المعدنية وتحسن القدرة الإنتاجية الصناعية والزراعية للسودان حيث يحتاج كل ذلك إلى طاقة.
ووجه السفير الجديد رسالة إلى بعض المتشككين في آفاق التعاون الصيني-السوداني بعد رفع العقوبات الأمريكية على السودان، قائلا " العلاقات الصينية-السودانية بدأت قبل العقوبات ومنذ أن بدأت وهي علاقات نموذجية وممتازة. صحيح أن مشروع النفط السوداني ومشاريع البنية التحتية الكبرى في السودان تمت خلال فترة العقوبات الاقتصادية وأحدثت نقلة في العلاقة بين البلدين، لكن هذا الموقف لن ينساه الشعب السوداني أبدا للصين، وأعتقد أن الشعب السوداني لا يمكن أن يدير ظهره للصين بعد رفع العقوبات، بل على العكس يتوقع أن تتطور العلاقات إلى ما هو أفضل مع تسهيل العلاقات الاقتصادية وترفع المحاذير والعوائق عن المصارف التي تتعامل مع السودان، مشددا" العلاقات لن تتراجع إلى الخلف".
وقيم السفير السوداني الجديد عاليا ما انجزته الصين في السنوات الأربعين الماضية منذ أن تبنت الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، قائلا إن ما تحقق هو نموذج نوعي ورائد لكل بلدان الجنوب لإحداث نقلة اقتصادية واجتماعية لرفاهية شعوبها.
وفي ختام الحوار، أشاد السفير بموقف الصين إزاء القضايا العربية، قائلا "إن موقف الصين معروف أنه داعم للحق العربي ولن تنسى الشعوب العربية في يوم من الأيام للصين مواقفها الداعمة والثابتة. والصين كعضو دائم في مجلس الأمن، تتوقع منها الشعوب العربية أن تكون داعما أساسيا ودائما للحق العربي".