تقرير إخباري: قصف متبادل بين الجيش السوري والفصائل المسلحة جنوب سوريا

دمشق 19 يونيو 2018 /أطلق مقاتلو المعارضة المسلحة في ريف درعا بجنوب سوريا، المنتمين إلى تنظيم جبهة النصرة المرتبط بتنظيم القاعدة، قذائف صاروخية يوم الثلاثاء على الأحياء السكنية بمدينة السويداء وريفها ومدينة البعث بمحافظة القنيطرة، دون سقوط قتلى، في حين رد الجيش السوري على مصادر إطلاق النار.

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إن "إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامته، والمنتشرين في الريف الشرقي لمحافظة درعا اعتدوا بالقذائف الصاروخية اليوم على الأحياء السكنية في مدينة السويداء وقريتي المجيمر ولبين بريف المحافظة الغربي".

وأضاف المصدر العسكري الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن "عددا من القذائف الصاروخية سقطت على حيي الجلاء والاستقلال في مدينة السويداء، أطلقتها التنظيمات الإرهابية المنتشرة في عدد من قرى وبلدات الريف الشرقي لمحافظة درعا، ما تسبب بأضرار مادية في منازل المدنيين وممتلكاتهم وعدد من السيارات الخاصة المركونة في المكان".

وأشار شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن حالة من الهلع والخوف انتشرت في شوارع مدينة السويداء، وخفت حركة المواطنين داخل المدينة خشية وقوع قذائف أخرى، غير أن الحركة عادت إلى طبيعتها عند المساء.

ومن جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن اليوم، إن "ريفي درعا الشمالي الشرقي يشهدان استمرار التصعيد، من حيث القصف والاستهدافات، حيث وقع المزيد من الانفجارات التي هزت المنطقة، ناجمة عن قصف من قبل قوات النظام طال مناطق في بلدات وقرى ناحتة وأم ولد وبصر الحرير ومحيط اللواء 52، وقرى في منطقة اللجاة في الريف الشمالي الشرقي لدرعا".

ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع إعلان الفصائل منطقة اتوستراد درعا-دمشق منطقة عسكرية، وتحليق لطائرات استطلاع في المنطقة. وعلى صعيد متصل، سقطت عدة قذائف هاون على مناطق في بلدة خربة غزالة، الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف درعا الشمالي، ما أسفر عن مقتل طفل وسقوط جرحى.

وعلى الصعيد الميداني، يشن الجيش السوري والقوات الرديفة حملة عسكرية في الريفين الشرقي والغربي لمحافظة السويداء ضد مقاتلي تنظيم داعش، ويحقق تقدما ملحوظا.

وقال مصدر ميداني اليوم إن "الجيش السوري تمكن من بسط سيطرته على خربة الامباشي في أقصى ريف المحافظة الشرقي، والتي تعد أهم مقر لتجمعات الإرهابيين في المنطقة"، مؤكدا أن الجيش تمكن من التقدم في عمق اللجاة ويثبت نقاطه على مشارف بلدات المسيكة وبصر الحرير".

وأشار المصدر الميداني إلى أن طائرات تابعة لسلاح الجو السوري ألقت منشورات تدعو الأهالي في درعا للتعاون مع الجيش في معركته لتخليص درعا من الإرهاب، وعدم تحولهم لدروع بشرية لتلك المجموعات.

وأضاف المصدر الميداني أن "المعطيات تدل أن قرار الحسم قد اتخذ، وأن كافة المهل التي أعطيت للمصالحة الوطنية قد استنفدت، والمؤشرات الميدانية تقول أن المعركة لن تدوم طويلا مقارنة مع تعقيدات معركة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، وقد تشهد محافظة السويداء حالة نزوح كبيرة باتجاهها من الريف الشرقي لدرعا".

وتعد منطقة اللجاة ذات الطبيعة الصخرية شديدة الوعورة أبرز معاقل التنظيمات الإرهابية بين ريفي درعا والسويداء حيث تتخذ تلك التنظيمات من المغاور والكهوف والمنحدرات الصخرية تحصينات طبيعية لها. ويشار إلى أن منطقة اللجاة ظلت خلال السنوات السبع الماضية، قاعدة لإطلاق عشرات آلاف القذائف الصاروخية على مناطق مختلفة من محافظة درعا، راح ضحيتها مئات الأشخاص.