人民网 2018:06:15.15:39:15
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحليل إخباري: تغييرات شهدها تاريخ الهجرة الطويل في إيطاليا

2018:06:15.15:48    حجم الخط    اطبع

روما 14 يونيو 2018 / فرارا من الحرب والانهيار الاقتصادي، دفع آلاف اللاجئين اليائسين بأنفسهم في قوارب مكتظة في ظل ظروف غير آمنة متوجهين إلى إيطاليا. ولكن عندما بلغوا اليابسة، استقبلتهم مجتمعات غير مستعدة لذلك حيث لم توفر لهم القدر الكافي من الأغذية والمياه وغيرها من الخدمات.

ظهرت هذه العبارة بمئات المقالات الإخبارية والتقارير التليفزيونية الدولية في الأيام القليلة الماضية بعدما اتضحت معالم السياسات المناهضة للهجرة التي وضعتها الحكومة الإيطالية الجديدة.

-- ليس جديدا على إيطاليا

كانت آخر مرة شهدت فيها إيطاليا توافدا كبيرا من المهاجرين في بداية تسعينات القرن الماضي عندما فر عشرات الآلاف إلى إيطاليا قادمين من أوروبا الشرقية. ففي عام 1991، نقل قارب انطلق من ألبانيا أكثر من 20 ألف لاجئ إلى مدينة باري جنوبي إيطاليا في يوم واحد.

وبدوره، ذكر جيوسيبي دي أركانجليس أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة سابيينزا لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الهجرة ليست مشكلة جديدة على إيطاليا"؛ مشيرا إلى أنه في زمن الحرب، وخلال التغييرات الجذرية التي شهدتها أوروبا الشرقية، ومرة أخرى في السنوات الأخيرة، جعل "الموقع الجغرافي لإيطاليا وغيره من العوامل جعل منها وجهة للاجئين".

وبعد قرن من الهجرة الصافية من إيطاليا، عكست الصيغة نفسها في سبعينات القرن الماضي عندما كان عدد الوافدين إلى إيطاليا أكبر من المغادرين منها. ولكن هذه القضية نادرا ما كانت سياسية مثلما هي عليه اليوم. ويقول العديد من المعلقين إن العرق يلعب دورا رئيسيا.

فقد وصل ما يقدر بنحول 12 ألف مهاجر ولاجئ إلى شواطئ إيطاليا حتى الآن هذا العام، معظمهم من إفريقيا. ولكن هذا أبطأ بشكل كبير من الوتيرة بين عامي 2014 و2016 عندما وصل أكثر من 150 ألف -- قادمين من كل من إفريقيا والشرق الأوسط -- سنويا. وقد حدثت الذروة قبل عامين عندما وصل أكثر من 180 ألف لاجئ إلى شواطئ البلاد.

-- استجابة مثيرة للجدل

للحد من التدفق، عملت إيطاليا على إبرام اتفاقية مثيرة للجدل مع خفر السواحل الليبي خفضت من معدل الوافدين بواقع الثلثين في النصف الثاني من العام الماضي وانخفضت الأرقام بصورة أكبر حتى الآن في عام 2018.

لكن هذا لم يمنع الهجرة من أن تكون القضية المحورية في الانتخابات العامة التي جرت في 4 مارس الماضي. فقد تم تنصيب حكومة جديدة في أول يونيو الجاري يشارك في قيادتها ماتيو سالفيني وزير الداخلية الجديد الذي تعهد بطرد ما يصل إلى نصف مليون مهاجر من إيطاليا.

وذكر ستيفانو أليفي أستاذ علم الاجتماع بجامعة بادوفا ومؤلف العديد من الكتب عن الهجرة واللاجئين خلال مقابلة أجريت معه إن "الاستجابة السياسية مفهومة: فلا توجد دولة أوروبية أخرى ربما بخلاف اليونان اضطرت إلى تحمل ما عانت منه إيطاليا في السنوات القليلة الماضية".

وأضاف أستاذ علم الاجتماع قائلا "فما الذي ستفعله إنجلترا أو فرنسا إذا ما وصل إليها 10 آلاف أو 15 ألف لاجئ في يوم واحد؟ لن تعرفا كيف تتصرفان".

-- العنصرية حاضرة

ويوجه أليفي اللوم للاتحاد الأوروبي لأنه لم يفعل سوى القليل لمساعدة إيطاليا على المدى الطويل، ولكنه اتفق أيضا في أن العنصرية تلعب دورا في الطريقة التي تمت بها معاملة اللاجئين وأغلبهم من أفريقيا والشرق الأوسط في السنوات القليلة الماضية.

"أنا متأكد من أن هناك عنصرا من عناصر العنصرية حاضر في هذه المسألة"، حسبما ذكر أليفي، مضيفا "لكنني اعتقد أيضا أن مشكلة العنصرية في إيطاليا ازدادت سوءا في السنوات الأخيرة بسبب سوء تناول مسألة الهجرة".

فخلال الحملة الانتخابية هذا العام، قال سالفيني إن العديد من المهاجرين "غير متمازجين" مع القيم الإيطالية، رغم أنه نفي أن يكون ذلك قائما على لون البشرة. وقال أتيليو فونتانا رئيس إقليم لومبادري الأكثر اكتظاظا بالسكان في إيطاليا إن انتخابات عام 2018 ستحدد "ما إذا كان عرقنا، ما إذا كان العرق الأبيض وما إذا كانت ثقافتنا ينبغي أن يستمرا أو ما إذا كان ينبغي أن يزولا".

وذكر دي أركانجليس من جامعة سابيينزا إن هذه الآراء انعكست في التغييرات التي حدثت على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وقال دي أركانجليس "انظروا إلى ما حدث في أوائل تسعينات القرن الماضي فالوضع آنذاك كان مختلفا تماما"، مضيفا "كانت هناك مخاوف بشأن الأعداد الكبيرة، ولكن دول شمال أوروبا مثل الدنمارك والسويد رحبت آنذاك بالمهاجرين. ولكن الوضع الآن أكثر إثارة للجدل. فالعديد من الدول تريد غلق أبوابها".

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×