تحقيق إخباري: أسواق دمشق تنبض بالحركة والحيوية مع اقتراب عيد الفطر

/مصدر: شينخوا/  2018:06:13.10:18

دمشق 12 يونيو 2018 / تشهد أسواق دمشق منذ قرابة الأسبوع حركة نشطة، مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك ، لتبدو اسواق دمشق في هذه الأيام وكأنها خلية نحل لشدة الازدحام والاكتظاظ.

وهذا الانتعاش والحركة النشطة للأسواق في دمشق خصوصا ، قد تبدو مستهجنة بعض الامر للوهلة الاولى، لان أهالي دمشق كانوا في الفترة الماضية يعيشون حالة من الخوف والرعب بسبب سقوط القذائف العشوائية على الاحياء السكنية في دمشق من قبل مقاتلي المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية.

ولكن بعد ان تمكن الجيش السوري بالتعاون مع حلفائه من استعادة السيطرة الكاملة على الغوطة الشرقية في ابريل الماضي، وكذلك الاحياء الجنوبية للعاصمة دمشق في مايو الماضي، وإعلانه مدينة دمشق وريفها آمنة، انقلب المشهد في معظم أحياء العاصمة وتنفس أهالي دمشق الصعداء وانعكس ذلك إيجابيا على إيقاع حركتهم ونشاطهم، وراحوا لأول مرة منذ أكثر سبع سنوات يمشون بدون خوف أو رعب.

سوق الحميدية الشهير كان له النصيب الاوفر في زيارة المواطنين في هذه الأيام، لكونه سوق تراثي قديم، ويشكل متنفسا مهما لاهل دمشق وباقي المحافظات السورية، وفيه مختلف البضائع والسلع التي تخص عيد الفطر من حلويات ومواد أولية لصناعة الحلويات الدمشقية المعروفة.

وعبر أبو عبدالله (56 عاما) عن فرحته بالتجول في سوق الحميدية، وقال "منذ أكثر من سنتين لم أزر هذا السوق الذي احبه ، ولي فيه ذكريات جميلة".

وأضاف أبو عبدالله ، لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق اليوم (الثلاثاء)، والذي جاء مع عائلته لشراء ثياب العيد من سوق الحميدية إن " الناس تتجول لأول مرة بدون خوف، وهذا مؤشر جيد بأن دمشق استعادت عافيتها"، معربا عن امله في ان تتحرر كامل سوريا من الإرهاب في رمضان القادم.

من جانبها، رأت سلمى زوجة عبدالله 43 عاما، أن الأسواق في دمشق منذ أيام تشهد حركة مزدحمة، لافتة إلى أن العائلة تحتاج إلى يومين لشراء حاجيتها نظرا للازدحام الشديد واقبال الناس على شراء الألبسة من هذا السوق.

وقالت سلمي لوكالة (شينخوا) إن " الأسعار مرتفعة قياسا بالعام الماضي، بسبب عودة الامن والاستقرار للعاصمة دمشق وكثرة الطلب " ، مؤكدة انه مع كل ذلك " لا يهم .. المهم اصبحنا بأمن ونمشي بالأسواق دون خوف ".

أصوات الباعة العالية تعلو المكان، والناس في تدفق مستمر ، مع انتشار لحواجز الجيش السوري على مداخل السوق والتفتيش تحسبا لوقوع أي طارئ، فلايزال هناك تخوف من قيام بعض الخلايا النائمة من استغلال أجواء العيد، والقيام بأي عمل قد يحول افراح العيد إلى أحزان وآلام.

واعتبر ابو السعود 62 عاما، تاجر في سوق الحميدية أن هذا العيد له نكهة خاصة ، لكونه الأول بعد عودة الامن والأمان لدمشق وما حولها ، مؤكدا أن هذه الحركة مؤشر على عودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية للعاصمة.

وقال ابو السعود ل(شينخوا) إن "حركة البيع والشراء جيدة، ومختلفة عن السنوات السابقة، فاليوم العائلات السورية تريد ان تعيد وتلبس ثياب جديدة وهذا من حقها بعد سبع سنوات من الحرب ".

ولاحظ مراسل (شينخوا) بدمشق المئات من العائلات الدمشقية التي كانت تقف في الشوارع تتنظر سيارات الاجرة كي تعود إلى منازلها بعد يوم تسوق طويل في ارجاء الأسواق المختلفة .

وأسواق الحلويات كذلك الامر كان لها نصيب أيضا في الحركة النشطة ، فسوق الميدان الذي يقع جنوب دمشق والذي يشتهر بصناعة الحلويات الدمشقية، فكان المشهد رائعا ، فأهالي الميدان يتقنون فن عرض الحلويات بطرقية ملفتة للانتباه ، حيث تشاهد ابراجا من الحلويات التي ملئت واجهات المحلات ، والباعة يلبسون البستهم التراثية ( طربوش وشروال اسواد يتوسطه زنار مطرز وحذاء مروس اسود اللون ) وينادي بصوت عال وبلهجة محلية " قرب العيد يا حباب " ، " رمضان كريم " .

وقال أبو خالد 47 عاما لوكالة (شينخوا) " لم يبق سوى يومين على حلول عيد الفطر ، وعلينا ان نجهز الحلويات اللازمة " ، لافتا إلى أن عائلته أيضا تعد بعض الحلويات المحلية الصنع غير متوفرة في الأسواق.

واكد أبو خالد الذي صادفناه في سوق الميدان وهو يحمل بعض علب الحلوى أن طقوس العيد في هذه المرة ستكون مميزة ، وسيفرح الأطفال بالنزول إلى الحدائق واللعب دون الخوف من سقوط قذائف.

وبدوره، قال ماجد 39 عاما " اشتريت ثياب العيد في وقت متأخر من ليل امس في سوق الصالحية بوسط دمشق "، مؤكدا أن الوضع في دمشق اختلف بعد ان عاد الامن الى دمشق وتم تحرير الغوطة من المسلحين الذين كانوا مصدر القلق والخوف للكثير من سكان دمشق.

ومن يسير في شوارع دمشق هذه الأيام يلمس هذه الحيوية في أسواقها ، ويستشف الفرح الذي ارتسم على وجه الكثير منهم بالرغم من وجود بعض الغلاء في أسعار السلع والبضائع.