تقرير اخباري: القوات الحكومية اليمنية مدعومة بالتحالف تبدأ عملية عسكرية لاستعادة الحديدة

صنعاء 13 يونيو 2018 / بدأت القوات الحكومية اليمنية مدعومة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية، اليوم (الأربعاء)، عملية عسكرية أطلق عليها اسم "‎النصر الذهبي" لاستعادة مدينة وميناء الحديدة من قبضة مسلحي جماعة الحوثي.

وتحدثت مصادر عسكرية ميدانية يمنية عن تحقيق تقدم "مهم" في الساعات الأولى من انطلاق العملية العسكرية، وتدمير دفاعات وتحصينات للحوثيين في أنحاء متفرقة من المدينة الساحلية الاستراتيجية.

ويمثل الميناء الشريان الرئيسي لدخول الامدادات الغذائية والوقود والأدوية لليمن، خاصة للمحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وتسيطر جماعة الحوثي على معظم محافظة الحديدة وعاصمتها التي تحمل الاسم ذاته، منذ أكتوبر 2014، بما في ذلك ميناء الحديدة على البحر الأحمر.

وأعلن المتحدث باسم الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي أن عملية "‎النصر الذهبي انطلقت اليوم في الساحل الغربي لتحرير مدينة الحديدة بما فيها الميناء الذي اتخذته المليشيات الانقلابية وكرا لتنفيذ عملياتها الارهابية وكذلك تهديد ممر التجارة الدولية في البحر الأحمر".

وقال المتحدث لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان "قوات الجيش حررت عددا من المناطق على تخوم مدينة ‎الحديدة بإسناد مباشر من طيران التحالف العربي".

فيما قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في بيان بالتزامن مع الاعلان عن بدء العملية العسكرية، انها "استنفذت كافة الوسائل السلمية والسياسية لإخراج الميليشيا الحوثية من ميناء الحديدة".

وبعد ساعات من انطلاق العملية، دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قوات الجيش المدعومة من التحالف العربي الى "الحسم العسكري" لاستعادة ميناء ومدينة الحديدة.

وقال هادي ان "ما وصلت اليه الأمور بالحديدة لا يمكن السكوت عليه، جراء الممارسات الحوثية وتعنتها في التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة في اليمن"، بحسب ما نقلت وكالة الانباء اليمنية ((سبأ)) التي تديرها الحكومة.

وتقود السعودية تحالفا عربيا ينفذ عملية عسكرية في اليمن منذ مارس من العام 2015 دعما لحكومة الرئيس هادي في مواجهة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وأجزاء من اليمن.

ويتهم التحالف العربي بقيادة السعودية الحوثيين باستغلال ميناء الحديدة في تهريب أسلحة وذخيرة، ودعا مرارا الى وضع الميناء تحت اشراف الأمم المتحدة.

وقالت حكومة الرئيس هادي ان "تحرير ميناء الحديدة يشكل علامة فارقة في نضالنا لإستعادة اليمن من المليشيات التي إختطفته لتنفيذ اجندات خارجية".

واعتبرت أن "تحرير الميناء يشكل بداية السقوط للمليشيا الحوثية وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة التي تسفك بها دماء اليمنيين الذكية".

وقال سميح جرادة أركان حرب (اللواء الثاني عمالقة)، وهي قوات حكومية، ان "قوات الجيش والمقاومة حققت تقدما مهما، وتمكنت من تحرير مديرية الدريهمي بشكل كامل، وباتت القوات في أطراف مدينة الحديدة".

وأضاف جرادة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نحن الآن في آخر مناطق مديرية الدريهمي، ونتقدم باتجاه مدينة الحديدة".

وتابع جرادة، وهو أحد أبرز القيادات العسكرية الميدانية التي تقود معركة استعادة الحديدة، "تفصل قواتنا عن مطار الحديدة الدولي مسافة تقل عن 10 كيلومترات ، والوحدات العسكرية تتقدم في هذه الأثناء بشكل كبير".

وكان جرادة يتحدث عبر الهاتف مع مراسل ((شينخوا)) بينما كانت تسمع أصوات اطلاق النار بشكل كثيف وكذلك دوي انفجارات كبيرة.

فيما قال قائد عسكري ضمن تشكيلات الاسناد والدعم، ان القوات مدعومة بغطاء جوي من المقاتلات والمروحيات، وباسناد من البارجات الحربية التابعة للتحالف العربي، تتقدم وفقا للخطة العسكرية المعدة لتحرير المدينة.

وأضاف القائد العسكري لـ ((شينخوا)) مفضلا عدم ذكر هويته، "المعارك مستمرة وسط تقدم للقوات، رغم حقول الالغام والحواجز المفخخة التي زرعتها ونصبتها مليشيا الحوثي".

وأشار الى ان "معظم الدفاعات المتقدمة لمليشيا الحوثي وتحصيناتهم العسكرية تم استهدافها من قبل الطيران والبارجات".

وتحدثت مصادر اعلامية عن عملية انزال جوي لقوات من التحالف في الحديدة.

ونقل موقع ((المصدر اونلاين)) الاخباري المستقل عن مصدر عسكري قوله، ان القوات الجوية للتحالف العربي نفذت اليوم، عملية إنزال جوي لجنود سعوديين واماراتيين جنوب غرب مدينة الحديدة.

وأوضح المصدر، أن عددا من المظليين جرى انزالهم خلال الساعات الماضية في الوقت الذي تتقدم فيه القوات الحكومية، نحو مطار الحديدة.

في المقابل، أعلنت جماعة الحوثي افشال عملية انزال بحري وكذلك عدد من الهجمات العسكرية للقوات البرية.

وذكرت وكالة أنباء ((سبأ)) التي تديرها الجماعة، ان "القوات البحرية استهدفت اليوم بارجة حربية تابعة للعدوان الأمريكي السعودي أثناء محاولة تقدم لقطع بحرية معادية قبالة سواحل الحديدة".

ونقلت الوكالة عن مصدر في القوات البحرية قوله "تم استهداف بارجة تابعة للعدوان بصاروخين بحريين"، مضيفا أن "أعمدة الدخان تصاعدت منها بعد إصابتها بشكل مباشر".

كما تحدثت وسائل اعلام تابعة للجماعة، عن افشال عدد من الهجمات العسكرية في الحديدة.

وعلى وقع المعارك على الأرض، أبدت الأمم المتحدة عبر مبعوثها الى اليمن مارتن غريفث عن القلق البالغ من العواقب المترتبة على التطورات العسكرية في الحديدة.

وقال غريفث، في بيان، "إنّ التطورات العسكرية في الحديدة مقلقة للغاية والتصعيد العسكري له عواقب وخيمة على الوضع الإنساني الصعب في البلاد وسيكون له تأثير سلبي على جهودي لاستئناف المفاوضات السياسية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للنزاع في اليمن".

واضاف "لا يسعني إلا أن أكرر وأؤكد من جديد أن لا حلا عسكريا للصراع في اليمن".

وأكد غريفث، أنه يواصل العمل على أي فرصة متاحة لتجنب المواجهة العسكرية في الحديدة، مشيرا الى انه على تواصل مستمر مع جميع الأطراف المعنية للتفاوض على "ترتيبات للحديدة من شأنها ان تعالج الشواغل السياسية والإنسانية والأمنية لجميع الأطراف المعنية".

واشار المبعوث الاممي الى "ان الأمم المتحدة مصممة على المضي قدماً في العملية السياسية رغم التطورات الأخيرة".

وتقدر الامم المتحدة وشركاؤها ان نحو 600 الف مدني يعيشون في الحديدة والمناطق المجاورة.

وتسببت الحرب المستمرة للعام الرابع بتدهور الاوضاع الاقتصادية والانسانية في اليمن.

وتشير تقديرات المنظمات الدولية إلى أن أكثر من 22 مليون يمني (من أصل 25 مليون نسمة) بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.