رام الله 13 يونيو 2018 / أكدت الرئاسة الفلسطينية اليوم (الأربعاء) أن أي خطة أمريكية تعرض قريبا تستثني ملفي القدس واللاجئين لن تكون مدخلا لأي عملية سياسية ناجحة.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن ما يجري الحديث عنه حول "أفكار أو مقترحات ستعرض خلال وقت قريب للتشاور حول خطة وتوقيت إعلان ما يسمى صفقة القرن لن تكون مدخلا لأي عملية سياسية ناجحة، ما دامت تستثني القدس واللاجئين".
وأضاف أبو ردينة أن "استمرار الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل على تغيير قواعد العلاقة مع القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فإن مرحلة الجمود والشلل السياسي ستدوم".
واعتبر الناطق باسم الرئاسة أن "أية جهود أو اتصالات عقيمة ومع أية جهة كانت تهدف للمس بالثوابت الوطنية المقدسة ستؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار الهش أصلا وعلى مستوى المنطقة بأسرها".
وأشار أبو ردينة إلى أن "المنطقة بأسرها تمر بمرحلة انعطاف حادة ستعرض التوازن الوطني والقومي إلى اتجاهات مجهولة".
وأكد أن "أية محاولة للبحث عن مشاريع سلام هش أو البحث عن دويلة في غزة لإنهاء حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس لن يزيد الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية سوى الإصرار على التمسك بالأرض والحق وبالمقدسات".
وشدد الناطق باسم الرئاسة على أن "الطريق لتحقيق السلام العادل والدائم يمر عبر الشرعية العربية والدولية والقرار الوطني الفلسطيني المتمسك بالقدس والثوابت الوطنية، معتبرا أن أية محاولات أو أفكار للالتفاف على هذه الأسس ستولد ميتة".
وختم أبو ردينة قائلا "إن القدس والموافقة الفلسطينية هما عنوان المرحلة الحالية والطريق الصحيح لتحقيق السلام المنشود المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها".
ويأتي ذلك قبيل وصول وفد أمريكي يترأسه مستشار وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير والمبعوث جيسون غرينبلات إلى المنطقة الأسبوع المقبل لبحث موعد إطلاق ما يسمى (صفقة القرن) لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس، أن الوفد الأمريكي سيصل المنطقة وذلك ضمن جولة إقليمية تتضمن كل من مصر والسعودية ودول أخرى في المنطقة (لم يحددها) لمناقشة التوقيت المحتمل لعرض الرؤية الأميركية لحل القضية الفلسطينية.
وسبق أن ذكرت تقارير إعلامية أمريكية الشهر الماضي، أن البيت الأبيض يعتزم طرح خطة لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية الشهر المقبل، فيما قالت صحف إسرائيلية في حينه، إن الرئيس دونالد ترامب ناقش مضمون خطته مع زعماء عرب ويرى فيها نقطة انطلاق لتشكيل مسار للعلاقات الإسرائيلية العربية.
وأضافت تلك الصحف، إن الخطة تشمل دولة فلسطينية ذات سيادة محدودة على نصف الضفة الغربية وعلى كل قطاع غزة، مع احتفاظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية لمعظم أرجاء الضفة الغربية ولكل معابر الحدود.
كما تشمل الخطة ضم الأحياء العربية في القدس الشرقية إلى الدولة الفلسطينية، باستثناء البلدة القديمة التي ستكون جزءا من "القدس الإسرائيلية" واقتراح أبو ديس عاصمة الدولة الفلسطينية.
ودشنت واشنطن في 14 مايو الماضي نقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس بناء على إعلان الرئيس ترامب المدينة عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر الماضي، وهو ما أدى الى زيادة توتر العلاقة مع الجانب الفلسطيني.
وعقب إعلان ترامب طالب الرئيس عباس مجلس الأمن الدولي بعقد مؤتمر دولي للسلام تنبثق عنه آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام مع إسرائيل المتوقفة منذ عام 2014.