أطلقت الصين يوم الثلاثاء قمرا صناعيا جديدا للرصد الجوي يحمل اسم "فونغيون-2 إتش"، لتعزيز دقة الأرصاد الجوية وتوفير خدمات أفضل في هذا المجال للدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق.
وتم إطلاق القمر "فونغيون-2 إتش" على متن صاروخ "لونغ مارش-3 أيه" في الساعة الـ9:07 مساء يوم الثلاثاء بتوقيت بكين في مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين.
وتعد هذه هي المهمة الـ277 لسلسلة صواريخ لونغ مارش.
-- تغطية أوسع نطاقا حول العالم
واستجابة لطلب من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومنظمة آسيا-المحيط الهادئ للتعاون الفضائي، سيتم تغيير موضع القمر "فونغيون-2 إتش" من خط الطول 86.5 درجة شرقا إلى خط الطول 79 درجة شرقا.
وسيعني هذا تمكن الأقمار الصناعية من سلسلة "فونغيون" من تغطية جميع الأراضي في الصين، علاوة على دول على طول الحزام والطريق والمحيط الهندي ومعظم الدول الأفريقية، حسبما ذكرت المصلحة الوطنية الصينية للفضاء .
ويعد القمر "فونغيون-2 إتش"، وهو قمر ثابت المدار بالنسبة للأرض، القمر الأخير في سلسلة أقمار فونغيون-2 .
وقال تشاو جيان، نائب مدير قسم هندسة الأنظمة بالمصلحة الوطنية الصينية للفضاء، إن سلسلة جديدة من أقمار "فونغيون-4" ستسيطر على الجيل الجديد من الأقمار ثابتة المدار في البلاد .
وذكر تشاو أن هذا التغير سيمكن الأقمار من سلسلة "فونغيون" من الحصول على بيانات جوية من خلال نطاق أوسع وتعزيز دقة الرصد الجوي والقدرة على معالجة تغير المناخ وتخفيف الخسائر الناتجة عن الكوارث الطبيعية .
-- بيانات أدق لمواجهة الكوارث الطبيعية
وتفتقر الدول والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق للمعلومات بشأن الأرصاد الجوية، إذ أن أغلبية هذه المناطق عبارة عن جبال مرتفعة وصحراء ومحيطات . وترتفع الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية، خاصة كوارث التقلبات الجوية، في هذه المناطق بأكثر من الضعفين عن المتوسط العالمي.
وبعد 4 أشهر من التجارب في المدار، سيقدم القمر "فونغيون-2 إتش" بيانات معنية لمساعدة الدول على طول الحزام والطريق على مواجهة الكوارث الطبيعية بشكل أفضل.
وقال تشاو إن الصين ستقدم بيانات من سلسلة أقمار "فونغيون" مجانا إلى الدول على طول الحزام والطريق والدول الأعضاء بمنظمة آسيا-المحيط الهادئ للتعاون الفضائي، وهو ما يجسد إرادة الدولة الخالصة لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
كما دعمت الصين إنشاء محطات أرضية لاستقبال البيانات في بعض الدول الأعضاء بمنظمة آسيا-المحيط الهادئ للتعاون الفضائي، مثل باكستان واندونيسيا ومنغوليا وتايلاند وإيران. وتخطط الصين لتحسين تلك المحطات وتوفير تدريبات للفنيين في هذه الدول.
وإذا تعرضت الدول على طول الحزام والطريق لكوارث طبيعية مثل الأعاصير والعواصف المطيرة والرملية وحرائق الغابات أو المروج، فإنه يمكن لهذه الدول أن تقدم طلبا وتحصل على بيانات ذات صلة بشكل سريع.
-- دور مهم لسلسلة أقمار "فونغيون-2"
وقد أضطلعت أقمار الرصد الجوي الصينية بدور مهم في الدول والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق .
فعلى سبيل المثال، التقط القمر "فونغيون-2 إي" إشارة على سقوط أمطار غزيرة في باكستان في أغسطس عام 2017 ، وأصدر تحذيرا في الوقت المناسب لمنع وقوع خسائر بشرية.
وإلى جانب ذلك، فقد أطلقت الصين 17 قمرا صناعيا من سلسلة "فونغيون" للرصد الجوي في الفضاء، بينها 8 تحت التشغيل حيث يعمل 5 منها في مدار ثابت و3 في مدار قطبي، وذلك لأجل مراقبة الظروف الجوية القاسية والتغيرات المناخية والبيئية حول العالم.
هذا ومنذ دخول القمر "فونغيون-2 أيه" إلى مداره في 10 يونيو 1997، نجحت الأقمار من سلسلة "فونغيون-2" في رصد سلسلة من التغيرات الجوية شملت أكثر من 470 إعصارا في غربي المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي.