تقرير إخباري: حملة لمقاطعة مواد استهلاكية تلقي بظلالها على أجواء رمضان بالمغرب

الرباط في 13 مايو 2018 / أكدت الحكومة المغربية أنها اتخذت كافة التدابير اللازمة لضمان تزويد السوق بالمواد الاستهلاكية الأساسية خلال شهر رمضان، في وقت دخلت فيه حملة مجهولة المصدر، لمقاطعة عدد من المواد الاستهلاكية الاساسية أسبوعها الرابع.

وتستهدف هذه الحملة ، غير المسبوقة في تاريخ البلاد، علامات تجارية كبرى ، وانطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي ولقيت تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين دون أن تتبناها أية جهة.

وتدعو إلى مقاطعة التزود بالوقود من إحدى أكبر محطات البنزين بالبلاد، ومقاطعة مياه معدنية، وحليب من إنتاج شركة اجنبية، وذلك من أجل الضغط على هذه الشركات لخفض الأسعار.

وحذرت الحكومة من تزامن هذه الحملة مع شهر رمضان الذي يعرف إقبالا كبيرا على استهلاك مادة الحليب بالخصوص، كما حذرت من تداعيات هذه المقاطعة على صغار الفلاحين الذين يزودون الشركة المعنية بهذه المادة.

وتخشى الحكومة أن تمتد هذه الحملة لتشمل مواد أخرى وتقول إن مثل هذه التصرفات تضر بسمعة المملكة وبجهودها في استقطاب مستثمرين اجانب.

واعتبر الباحث في علم الاجتماع محمد موساوي في حديث ل "شينخوا" أن حملة مقاطعة المواد الاستهلاكية ، هي طريقة راقية وحضارية للاحتجاج منتقدا تعامل الحكومة مع هذه الحملة .

وتابع أن سياسة تحرير السوق والاسعار التي انتهجتها الحكومة السابقة وتكرسها الحكومة الحالية نتج عنها نوع من الاحتكار وارتفاع في الأسعار دون زيادة في أجور الموظفين والعمال، ما نتج عنه نوع من الاستياء الشعبي .

وشددت الحكومة في بيان أنها لن تتسامح مع استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار زائفة بسوء نية من شأنها الإضرار بالمكتسبات المحققة بالبلاد.

وقالت انها ستقوم بتفعيل نص قانوني يعاقب على نشر المغالطات التي من شأنها الاضرار بسمعة واقتصاد المملكة.

ويعكس رد فعل الحكومة برأي المتابعين ارتباكا كبيرا في تدبير العمل الحكومي، حيث أكد الحقوقي محمد العوني أن الحكومة تأخرت كثيرا في التفاعل مع هذه القضية، حيث لم يصدر عنها أي موقف إلا بعد مرور اسبوعين.

واستبعد أن تكون وراء المقاطعة أجندات سياسية محددة ، مبرزا أن عدم اهتمام الحكومة بالشأن الاجتماعي عموما هو وراء ما يقع اليوم ، ومحذرا من أن الاهتمام بالتوازنات الاقتصادية الكبرى على حساب قضايا المجتمع ستكون له انعكاسات وخيمة.

وسجل أن السنتين الاخيرتين شهدتا حراكا اجتماعيا كبيرا بعدد من مدن المملكة ودعا الحكومة لأخذ هذا الحراك على محمل الجد والتجاوب مع مطالب المواطنين لتجنيب البلاد تحديات هي في غنى عنها.

ويصر المشرفون على حملة المقاطعة بمواقع التواصل الاجتماعي على الاستمرار والضغط كوسيلة لإجبار الحكومة على مراجعة اسعار المواد الاستهلاكية والرفع من الاجور، لا سيما في شهر رمضان الذي يعرف ذروة الاستهلاك الشعبي.