شرم الشيخ، مصر 9 مايو 2018 / توقعت منظمة السياحة العالمية نمو معدلات عدد السياح الوافدين لمنطقة الشرق الأوسط بنسبة تتراوح بين 4 - 6 بالمائة خلال عام 2018 الجاري.
وقال تقرير صادر عن المنظمة اليوم (الأربعاء)، حول اتجاهات السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2018، على هامش المؤتمر الاقليمي لمنظمة السياحة العالمية المنعقد بمنتجع شرم الشيخ المصري، أنه من المتوقع أن تنمو أعداد السياح على المستوى الدولي بنسبة 4 -5 بالمائة، فيما يتوقع أن ترتفع أعداد السياح الوافدين لمنطقة الشرق الأوسط بنسبة 4 -6 بالمائة خلال عام 2018.
واستند التقرير في توقعاته على تحليل الاتجاهات السياحية لعام 2017، ومؤشر الثقة الخاص بمنظمة السياحة العالمية، والتوقعات الاقتصادية.
وتعاني منطقة الشرق الأوسط من أوضاع أمنية وسياسية غبر مستقرة، منذ اندلاع ماعرف بـ "الربيع العربي" في عام 2011، وخاصة في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن.
كما شهدت دول أخرى أوضاعا غير مستقرة لأسباب مختلفة ومنها لبنان والعراق والسودان والصومال، كما تأثرت بقوة العلاقات بين قطر وكل من المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، والبحرين ومصر.
ورصد التقرير عدد من السياسات والاستراتيجيات التي من شأنها أن تؤثر على الاداء السياحي وتدعم توقعات النمو خلال عام 2018، من بينها الاستقرار السياسي، وتعزيز التدابير الأمنية، وتنويع السوق والمنتجات وسياسات تسهيل تأشيرات الدخول، ورفع القيود المفروضة على السفر، وتعزيز القدرات في قطاع الطيران، والتسويق والترويج السياحي.
وأشار التقرير إلى أن بعض المقاصد السياحة بالشرق الأوسط باشرت بالفعل بالتخطيط لتنفيذ تدابير، إضافية من شأنها أن تساعد على استعادة النمو أو الحفاظ عليه أو تسريعه في السنة الحالية والسنوات اللاحقة.
ونوه في هذا الصدد إلى أن الحكومة المصرية ستمضي خلال 2018 في عدد من الاستثمارات السياحية، بما في ذلك إقامة متحف وطني جديد وسلسلة من المطارات الجديدة في جميع انحاء البلاد، مشيرا إلى اطلاق حملة ترويجية سياحية في السوق الانجليزية بدأت تحقق نتائج ايجابية، بحسب التقرير.
وتوقع التقرير أن يؤدي إطلاق 14 خطا للطيران إلى الأردن اعتبارا من 2018 إلى تعزيز الطلب على السياحة الاردنية من أوربا.
وتتطلع كل من مصر والأردن إلى تطوير عروض ترويجية سياحية مشتركة لاستكشاف الفرص غير المستغلة من أجل تعزيز السياحة الثنائية والوافدة في البلدين.
كما تتطلع سلطنة عمان إلى تحقيق نمو بنسبة 5 بالمائة في العام 2018 مقارنة مع العام الماضي، وذلك بالتركيز على أسواق دول مجلس التعاون الخليجي وأوربا والهند على المدى القصير، أما على المدى المتوسط والطويل تتطلع مسقط إلى تطوير الأسواق الصينية والروسية والإيرانية.
وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زراب بوليكاشفيلي ، خلال "الاجتماع الـ 44 للجنة الشرق الأوسط والمؤتمر الإقليمي لمنظمة السياحة العالمية حول تنمية رأس المال البشري في قطاع السياحة : افاق جديدة"، المنعقد بمنتجع شرم الشيخ المصري، إن حركة السياحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زادت بنسبة 5 بالمائة عام 2017، وهو أعلى معدل منذ عام 2011.
وأوضح بوليكاشفيلي أن حجم السياحة الوافدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام 2017 بلغ 85 مليون سائح منها 58 مليون لدول منطقة الشرق الأوسط بنسبة زيادة 5 بالمائة عن العام السابق له.
وأشار إلى أن وضع قطاع السياحة يشهد تحسنا كبيرا بكل دول منطقة الشرق الأوسط، معربا عن اعتقاده بأن القطاع سيشهد تطورا كبيرا خلال من 3 الى 4 سنوات مقبلة.
وأرجع التقرير هذا النمو في القطاع السياحي بالشرق الأوسط خلال عام 2017، والذي من المتوقع استمرار زيادة نموه خلال عام 2018، إلى مجموعة من العوامل، منها ثبات الانتعاش الاقتصادي العالمي، ما انعكس بشكل ايجابي على النمو المستمر في الأسواق السياحية بالإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، والانتعاش الثابت في بعض الاسواق التي عانت من تراجع في السنوات السابقة مثل مصر وتونس.
وشكل التقدم السريع الذي سجلته جمهورية الصين الشعبية لتصبح السوق المصدر الأول في العالم، مكسبا للمقاصد السياحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي شهدت غالبيتها زيادة في أعداد السياح الصينيين الوافدين اليها.
وأدى الانطباع السائد عن الاستقرار السياسي في مصر وتونس ولبنان إلى التأثير بشكل ايجابي على تدفقات السياحة الوافدة، كما أن انخفاض قيمة الجنيه كان عاملا مساعدا مهما للتعافي القوي من الأزمة في مصر، فيما ساعد الاستقرار النسبي على انتعاش السوق الروسي.
وتعقد منظمة السياحة العالمية مؤتمرها الإقليمي للشرق الأوسط، الذي بدأ أمس الثلاثاء بمنتجع شرم الشيخ المصري، ويستمر المؤتمر يومين، بمشاركة وزراء السياحة بدول الشرق الأوسط، تحت عنوان "الاجتماع الـ 44 للجنة الشرق الأوسط والمؤتمر الإقليمي لمنظمة السياحة العالمية حول تنمية رأس المال البشري في قطاع السياحة : افاق جديدة".
وناقش المؤتمر عدة موضوعات، من بينها السياسات والاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لمعالجة قضايا السياحة الرئيسية بالمنطقة والتحديات التي تواجهها، ووضع خارطة طريق نحو مراقبة شاملة لسوق العمل في القطاع السياحي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبحث أيضا أفضل الممارسات والتجارب في مجال تنمية رأس المال البشري في قطاع السياحة، ودعم المشروعات السياحية الصغيرة والمتوسطة من أجل نمو اقتصادي مستدام وخلق فرص عمل، وسبل تمكين المرأة والشباب بهدف الاستفادة من المنافع الاقتصادية لنمو السياحة.
يشار إلى أن منظمة السياحة العالمية تضم في عضويتها 158 دولة، وتتخذ من مدينة مدريد الإسبانية مقرا دائما لها.