وزير الداخلية اللبناني يعلن نتائج الانتخابات البرلمانية

بيروت 7 مايو 2018 /أعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق في مؤتمر صحفي مساء اليوم (الاثنين) النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية اللبنانية في 14 دائرة انتخابية مستثنيا دائرة محافظة عكار التي بحاجة إلى عدة ساعات لإعلان النتائج لأن هناك إعادة فرز يدوي بعد خلاف بين المندوبين.

وأظهرت النتائج ثبات أحجام قوى سياسية وتقدم وتراجع قوى سياسية أخرى.

وأشارت النتائج إلى أن "تيار المستقبل" الذي له الطابع السني ويترأسه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قد فاز ب21 مقعدا نيابيا وهو دون الرقم الذي حققه في آخر انتخابات في العام 2009.

وفي المقابل تمكنت شخصيات سنية وقوى سياسية معارضة للحريري من الفوز بعدد من المقاعد في بيروت والشمال والجنوب والبقاع الغربي ذات الغالبية السنية.

وفاز "تيار العزم" السني الذي يرأسه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بأربعة نواب في طرابلس بشمال لبنان.

وأشارت النتائج إلى فوز "التيار الوطني الحر" الذي له الطابع المسيحي وكان قد أسسه رئيس البلاد ميشال عون ويرأسه حاليا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ب 29 مقعدا.

وأعلن باسيل في مؤتمر صحفي عن انشاء تكتل نيابي جديد في البرلمان يجمع نواب التيار وحلفائه تحت اسم تكتل "لبنان القوي".

وفاز "حزب القوات اللبنانية" المسيحي بزعامة سمير جعجع ب15 مقعدا نيابيا بعدما كان قد فاز في الانتخابات السابقة بتسعة مقاعد.

أما "حزب الكتائب اللبنانية" المسيحي فقد فاز بثلاثة مقاعد نيابية في تراجع كبير لكتلته النيابية التي كانت تضم 6 نواب.

وارتفعت كتلة "تيار المردة" المسيحي إلى 4 نواب وكتلة "الحزب السوري القومي الاجتماعي" إلى 3 نواب.

وقد تمكن "الثنائي الشيعي" في "حركة أمل" و"حزب الله" من الفوز بحوالي 30 مقعدا نيابيا فيما حافظ "الحزب التقدمي الاشتراكي" الدرزي بزعامة وليد جنبلاط على كتلة من 9 نواب.

وفازت 6 نساء في الانتخابات وعدد قليل من النواب المستقلين فيما تمكن المجتمع المدني من الفوز بمقعد واحد في بيروت .

بدوره أعلن رئيس الوزراء سعد الحريري اليوم عن حصول تياره على 21 مقعدا نيابيا في الانتخابات .

وقال الحريري في مؤتمر صحفي أن إجراء الانتخابات يشكل الانجاز الأكبر لحكومته ،معتبرا أن "الناس صوتت لمشروع الاستقرار والأمان والنهوض الاقتصادي ومن فازوا فيها هم شركاء لنا في مبدأ الاستقرار".

وأكد أن "تيار المستقبل" حقق انتصارا في الانتخابات برغم مراهنته على تحقيق فوز أكبر ونجح في مواجهة مشروع كان يهدف لإقصائه من الحياة السياسية في لبنان".

وقال "نحن نمد الأيدي لكل الحريصين على الاستقرار" ، مشيرا إلى أن "الانتخابات بالنسبة لي محطة انتهت وليست لدي أي مشكلة بالنسبة للنتائج".

وأكد الحريري استمرار تحالفه مع الرئيس اللبناني ميشال عون معتبر أن "التوافق السياسي في انتخاب رئيس الجمهورية حصن البلد ضد أي أمر قد يأتي من الخارج ويؤمن الاستقرار في البلاد".

وأشار إلى أن هناك خلافات مع بعض الأفرقاء "لكن بالنسبة لي يجب أن نعمل ونعيد النهوض بالبلد اقتصاديا أما الأمور التي نختلف بشأنها فيجب أن يكون هناك حوار حولها".

وبشأن نظرة المجتمع الدولي إلى نتائج الانتخابات قال "لطالما أراد المجتمع الدولي أن نجري انتخابات وقد أتت نتائجها لمصلحة لبنان وحريته وديمقراطيته وعلى المجتمع الدولي أن ينظر إلى النتائج بطريقة إيجابية جدا".

وحول تصريح مسؤول إسرائيلي بأن نتائج الانتخابات تؤكد أن "حزب الله" هو لبنان قال إن "إسرائيل تبحث عن أي سبب لكي تتحرش بنا ولبنان هو الحكومة اللبنانية وهو النأي بالنفس والبيان الوزاري فيما إسرائيل هي التي تقتل الفلسطينيين وتعتدي عليهم".

وحول الفوز الذي حققه "حزب الله" في الانتخابات والمواقف الدولية منه قال إن "لبنان هو الحكومة اللبنانية وبيانها الوزاري وسياسة النأي بالنفس" مشيرا إلى أن "حزب الله" لديه كتلة نيابية وأن لبنان لا يحكم الا بجميع مكوناته السياسية".

وجدد موقفه الرافض لوجود سلاح غير شرعي في لبنان، معتبرا ان "مسألة سلاح "حزب الله" هو أمر على علاقة بالشأن الإقليمي ويجب أن لا نحمل لبنان كل هذه المسؤولية" ، مذكرا بدعوة الرئيس اللبناني لبحث الاستراتيجية الدفاعية للبلاد والمتعلقة بوضع هذا السلاح بعد الانتخابات.

وأكد على إرساء التوافق بين سائر الأطراف، لافتا إلى أن "البلد لا يتحمل خلافات سياسية ومالية واقتصادية وسياسية وأن المواطن اللبناني تعب ويريد أن ينهض البلد.

وعما اذا كان سيشكل الحكومة المقبلة قال "هذا أمر ديمقراطي وحين يتم انتخاب رئيس لمجلس النواب نذهب باتجاه الاستشارات لتسمية رئيس الحكومة ولكل فريق الحرية في تسمية من يريد وأنا ليس لدي مشكلة".

وأكد أن "لا مصلحة للبلد بأن يتم تشكيل الحكومة المقبلة ببطء وباستطاعتنا أن نضع كل الخلافات جانبا والمهم أن يكون هناك توافق سياسي حول العناوين الكبرى.

وقال "إذا قمت بتشكيل الحكومة فلن أقبل بأن يفرض على أحد أية شروط وإذا كانت هناك من شروط فيجب أن تكون لمصلحة البلد".

من جانبه دعا أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله إلى "وجوب أن تبدأ النقاشات حول تشكيل الحكومة المقبلة للاستفادة من الوقت إذ أن الوضع لا يحتمل الانتظار" ، مشددا على وجوب أن "تعم روح التعاون بين الجميع".

وقال في تصريحات عبر شاشة قناة "المنار" التابعة للحزب "نحن أمام مرحلة جديدة اللبنانيون فعلوا ما بوسعهم والمسؤولية الآن على عاتق النواب".

ودعا القيادات والقوى السياسية إلى "التهدئة وعدم الاستمرار بالخطابات التحريضية لأن ذلك يجر البلد إلى مشكلة وإلى فتنة".

وشدد على "أن اليوم الانتخابات انتهت وهناك حقيقة وطنية في لبنان لا يمكن لأحد تجاهلها وهي أن لا أحد يمكنه إلغاء أحد في البلد".

وأكد أن "بيروت ستبقى عربية ولكل لبنان وكانت وستبقى عاصمة للمقاومة" مطمئنا "الخائفين على هوية بيروت العربية".

ووصف الإنتخابات البرلمانية بأنها "إنجاز وطني كبير" يسجل للبنان ولرئيس الجمهورية ميشال عون وللحكومة وكل القوى السياسية.

ورأى أن "الحضور النيابي الذي أفرزته الانتخابات البرلمانية يمكننا من القول إن البرلمان الجديد سيشكل ضمانة لحماية المقاومة وحماية معادلة الجيش والشعب والمقاومة".

واعتبر أن "قانون الإنتخاب النسبي سمح لقوى سياسية ومجموعات وشخصيات كثيرة لتتمثل في المجلس النيابي وتأخذ فرصتها"، لافتا إلى أهمية البناء على هذا القانون ومعالجة بعض الشوائب فيه".

واعتبر أن "التمثيل في القانون النسبي المعتمد أفضل من القانون الأكثري السابق" مؤكدا أنه "لم يكن هناك إمكانية لإقصائنا أو إقصاء أي أحد في ظل القانون النسبي الجديد".

وكانت الانتخابات البرلمانية قد جرت يوم أمس لانتخاب 128 نائبا من بين 597 مرشحا بينهم 86 مرشحة يتوزعون على 77 لائحة في 15 دائرة وبلغت نسبة الاقتراع النهائية للانتخابات بحسب وزارة الداخلية 49,20 بالمئة

وتبدأ ولاية البرلمان المنتخب في 21 مايو الجاري حيث يفترض ان ينتخب رئيسه وهيئة مكتبه على أن يلي ذلك بحسب الدستور استقالة الحكومة وإجراء رئيس البلاد استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة.