تقرير اخباري: غضب واحتجاج فلسطيني على استضافة إسرائيل سباق دراجات في شرق القدس

رام الله 4 مايو 2018 / أثار تنظيم سباق دولي للدراجات الهوائية في القدس الشرقية حفيظة وغضب الفلسطينيين.

وبدأت المرحلة الأولى من السباق الذي يطلق عليه طواف "جيرو" الايطالي، اليوم (الجمعة) لتنتهي في السادس من مايو الجاري في القدس، وهي أول مرة يجري فيها تنظيم السباق منذ انطلاقه عام 1909، خارج أوروبا.

ويتضمن السباق مرحلة ثانية في جنوب إسرائيل على أن تنتهي المرحلة الثالثة في تل أبيب على البحر المتوسط.

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان الخميس، أن استضافة إسرائيل سباق طواف إيطاليا بمثابة "انتهاك صارخ".

وشارك عشرات من الشبان الفلسطينيين اليوم في فعالية رياضية بمدينة رام الله على متن دراجاتهم الهوائية احتجاجا على استضافة إسرائيل للسباق.

وتسابق الشبان الفلسطينيون بمجموعات باتجاه حاجز (قلنديا) العسكري شمال مدينة القدس، تعبيرا عن رفضهم لتلك الخطوة.

ورفع المشاركون في التظاهرة علم فلسطين.

وقالت ملك حسن، وهي من المشرفين على الفعالية "قدنا دراجاتنا مسافة 5 كلم وصولا إلى بلدة قلنديا، التي يقسمها الجدار الفاصل الإسرائيلي، والتي تعرضت لعمليات هدم منازل كبيرة مؤخراً لنقول ان هذه ليست إسرائيل وانما ارض محتلة".

واضافت ملك لوكالة أنباء ((شينخوا)) "جئنا هنا لنؤكد رفضنا لاستضافة إسرائيل فعاليات دولية في شرق القدس باعتبار ذلك انتهاكا للقانون الدولي".

وشددت على أنه لا يجوز اتخاذ الرياضة وسيلة لتجميل صورة "الاحتلال" الإسرائيلي.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنتها عاصمتها أبدية وموحدة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، الذي يعتبر القدس الشرقية مدينة محتلة، ويرغب الفلسطينيون في جعلها عاصمة دولتهم المنشودة.

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيانها، إنها "تنظر بخطورة لما تخطط له إسرائيل من استغلال فاضح للسباق من أجل ترويج روايتها الاستعمارية بشأن المدينة المقدسة والأرض الفلسطينية المحتلة".

وأكد البيان أن الوزارة "ستحتفظ بحقها في رفع دعاوى قانونية على كافة الجهات التي ادعت أن مسار السباق لن يمر في الأرض الفلسطينية، معتمدة على القانون الدولي في محاسبة جميع الجهات المتورطة سواء كانت منظمات غير حكومية أو دول أو أية جهة كانت".

وتعد استضافة سباق عالمي حدثا رياضيا مهما بالنسبة لاسرائيل التي تأمل في الاستفادة منه من أجل الترويج السياحي.

وقال مسؤولون في طواف إيطاليا في تصريحات إعلامية الشهر الجاري ان السباق "فرصة للجمع بين بلدان وثقافات مختلفة".

لكن "اللجنة الوطنية الفلسطينية" التي تقود حركة مقاطعة إسرائيل (بي دي اس) اعتبرت تنظيم السباق في القدس المحتلة "تواطؤا مع مسعى حكومة اليمين الإسرائيلي لتكريس سيطرتها غير القانونية على المدينة".

وتظاهر اعضاء من اللجنة في مسيرة دراجات هوائية أمام فندق الروكي (المصيون) في رام الله بعد ظهر اليوم.

وذكر بيان للجنة تلقت ((شينخوا)) نسخة عنه أن التظاهرة تأتي "ضمن فعاليات أسبوع مناهضة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي ، وتأكيدا على هوية القدس الفلسطينية والعربية".

واضاف البيان أن التظاهرة تأتي "احتجاجا على سكوت الاتحاد الدولي للدراجات على تواطؤ سباق طواف إيطاليا مع الأجندة الإسرائيلية المعادية لشعبنا الفلسطيني وحقوقه مقابل 10 ملايين يورو".

واكدت اللجنة رفضها "توظيف اسرائيل للرياضة لإخفاء احتلالها العسكري ونظامها العنصري الممتد على مدار عقود".

ويعد سباق الدراجات الهوائية (طواف ايطاليا) ثالث أكبر سباق في العالم.

وكانت إسرائيل هددت بسحب شراكتها مع المرحلة الأولى من السباق بعد أن قام منظمو الحدث باعلان أنه سيبدأ من "القدس الغربية" خشية اثارة حفيظة الفلسطينيين.

وهددت وزيرة الرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف ووزير السياحة ياريف ليفين بالانسحاب من الشراكة في السباق، في حال عدم تغيير الصيغة.

ونقلت وسائل اعلام إسرائيلية عن ليفين قولها ان "القدس، عاصمة إسرائيل، لا توجد شرقية ولا غربية، هناك قدس موحدة".

واعرب عبد الله صيام نائب محافظ القدس في السلطة الفلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا))، عن الغضب الفلسطيني من رضوخ المنظمين للسباق للمطالب الإسرائيلية، بإزالة الكلمات الأصلية، لمكان السباق "القدس الغربية".

واعتبر صيام أن ذلك بمثابة "رضوخ وتأييد للإدعاء الإسرائيلي بأن المدينة هي عاصمة اسرائيل وبالتالي الضم غير الشرعي للقدس الشرقية لها".

وتابع ان "الرضوخ للضغوط الإسرائيلية امر مرفوض من قبلنا" باعتباره "يخالف القانون الدولي باعتبار المدينة محتلة".

وأضاف صيام "هذا سباق ذو صبغة سياسية بحتة وتحاول إسرائيل من خلاله التغطية على انتهاكاتها في القدس المحتلة والتضليل بشأن مكانة المدينة".

وفي السياق، قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني عصام بكر لـ ((شينخوا))، إن تنظيم السباق في شرق القدس "تحد لإرادة المجتمع الدولي وخروج عن المواثيق والأعراف الدولية".

واعتبر بكر أن تنظيم السباق في شرق القدس "يمثل تنكرا لوضع القدس كمدينة محتلة وعاصمة لدولة فلسطين ويجب وقف كل أشكال العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي".

وقال ان منظمي السباق بسبب الدعم المالي فقدوا قيم التضامن بين الشعوب، وجازفوا بسمعتهم الرياضية وأصبحوا من المؤيدين لقهر الشعوب ومؤيدين للاستعمار والاحتلال.