عكار (شمال لبنان) 24 أبريل 2018 / في دائرة عكار الريفية المحافظة بشمال لبنان تخوض ثلاث محاميات وناشطتان يعملن في الشأن العام منذ سنوات الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في السادس من مايو في لائحة نسائية حصرية للمرة الأولى في لبنان.
وتضم لائحة "نساء عكار" المحامية رولا المراد، رئيسة ومؤسسة حزب (10452) كناية عن مساحة لبنان بالكيلومتر، والمحاميتين سعاد صلاح، ونضال سكاف، والناشطتين غولاي الأسعد، وماري خوري.
ورغم أن حصة دائرة عكار في البرلمان هي سبعة مقاعد، ترشحت النساء الخمس للتنافس على خمسة مقاعد فقط، هي المقاعد السنية الثلاث والمقعد الماروني وأحد مقعدي الروم الأرثوذكس.
وتسعى اللائحة النسائية لإحداث "صدمة إيجابية" على الساحة السياسية في لبنان وإثبات دور المرأة في المجتمع اللبناني، بحسب أعضائها.
وتقول رولا المراد رئيسة اللائحة لوكالة أنباء ((ِشينخوا)) إن "لائحة (نساء عكار) غير مكتملة وستنافس على خمسة مقاعد بسبب عدم وجود مرشحتين عن المقعد العلوي والمقعد الأرثوذكسي الثاني في الدائرة".
وتعزو المراد عدم تمثيل العلويين في اللائحة إلى عدم وجود أي مرشحة علوية للانتخابات، وتوضح أنه تم التواصل مع سبع ناشطات من علويي عكار إلا أنهن تحفظن عن المشاركة لأسباب عائلية وسياسية خاصة.
وتتنافس لائحة "نساء عكار" مع خمس لوائح أخرى، إحداها للمستقلين بجانب أربع لوائح شكلتها قوى سياسية قوية، هي "تيار المستقبل" الذي يتزعمه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وحزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وتيار المردة.
ولم يكن تشكيل لائحة نسائية هدف المراد في بادئ الأمر إذ حاولت التواصل مع كل ممثلي المجتمع المدني من الذكور والإناث في المنطقة لتشكيل لائحة خارج الطبقة السياسية القائمة، لكن المحاولة فشلت بسبب ضغوط الأحزاب، حسب تقول.
وتابعت أنه بعد فشل المحاولة "أخذنا القرار بالمضي بلائحة من النساء لايصال الرسالة إلى السياسيين بأن المرأة موجودة".
وسجلت المرأة اللبنانية في الانتخابات المقبلة أعلى نسبة مشاركة في الترشيح في تاريخ الانتخابات النيابية، إذ بلغ عدد المرشحات 111 مرشحة من أصل 976 مرشحا أي حوالي 14.8 في المائة من عدد المرشحين للانتخابات.
ويتخطى هذا الرقم بأضعاف عدد المرشحات في الدورة السابقة في العام 2009، حين ترشحت 13 امرأة نجحت منهن أربع ورثن العمل السياسي من أقرباء لهن ويمثلن المرأة اللبنانية في البرلمان، الذي يتألف من 128 نائبا.
وتقول المراد إن الهدف من تشكيل لائحة المرشحات الخمس هو "إحداث صدمة إيجابية على الساحة السياسية".
وتشير إلى أن لائحة "نساء عكار" هي لائحة "تضع حجر الأساس لنساء عكار للمشاركة في المجال السياسي، وتتحدى المشهد الانتخابي التقليدي لإيماننا بقدرة النساء اللواتي يتمتعن بالكفاءة والقدرة على خوض التجربة السياسية".
وتعمل النساء الخمس كناشطات منذ العام 2014 لدعم دور المرأة في المعترك السياسي.
وتقول المراد "أخذنا على عاتقنا المضي به (دعم دور المرأة) إلى النهاية".
وتضيف "نظمنا في السنوات السابقة اجتماعات لتمكين الرأي السياسي لدى المرأة اللبنانية وللتوعية بأهمية مشاركتها في الحياة السياسية في الاستحقاقات الانتخابية وبحقها في ممارسة دورها التشريعي".
وتمتاز اللائحة عن غيرها بأنها لم تخضع لإرادة البنى السياسية والاجتماعية والعائلية التقليدية، كما أنها تقدم خطة إنمائية لمنطقة عكار وتبتعد عن الانقسامات الطائفية، حسب المراد.
وتعول اللائحة على دعم النساء في الفوز في السباق الانتخابي، لكنها تبدي في الوقت نفسه تخوفات من صعوبات كثيرة في طريق الفوز.
وتقول المراد إن النساء يشكلن غالبية الناخبين في دائرة عكار ونعول على دعمهن، لكنها تبدي تخوفها من "المال السياسي وشراء المرشحين المتمولين للأصوات".
ويقترع في عكار نحو 200 ألف ناخب.
وبجانب التخوفات، تقر المراد بصعوبات في الحصول على أصوات الناخبين، قائلة "لا نملك القدرات الهائلة من أجل تغطية نفقات الإعلان والإعلام الانتخابيين في مقابل قوائم تدعمها الأحزاب التي تملك وسائل إعلام مرئية واسعة الانتشار".
ومن الصعوبات أيضا، بحسب المراد، محاولات لمحاربة لائحة "نساء عكار" من قبل بعض الأحزاب والقوى التي تخشى من قدرتها على استمالة النساء ودفعهن إلى العمل لاتخاذ قرارهن بعيدا عن تأثير الزوج أو الوالد أو الاخ.
ورغم المخاوف والصعوبات، تعول اللائحة النسائية على برنامج انتخابي لاستمالة الناخبين.
ويتعهد برنامج اللائحة في المجال الزراعي، الذي تعتمد عليه عكار، باستصلاح الأراضي الزراعية المهملة وتحسين نوعية الإنتاج ليكون قادرا على المنافسة والتصدير إلى الأسواق الخارجية، حسب المرشحة على اللائحة سعاد صلاح.
وتشير صالح إلى "طموح بوضع عكار على خريطة السياحة البيئية للبنان نظرا لامتلاكها الطبيعة الرائعة وغناها بالمواقع الأثرية والتراثية والدينية".
من جهتها تؤكد المرشحة على لائحة "نساء عكار" غولاي الأسعد (25 عاما)، وهي من أصغر المرشحين سنا في لبنان إن "لائحتنا جاءت كرد فعل على تهميش المرأة، لاسيما بعد نكوص المسؤولين والأحزاب بوعودهم بإقرار آلية (الكوتا) النسائية بنسبة 30 في المائة على مستوى الترشيح في اللوائح الانتخابية في قانون الانتخابات الصادر عام 2017 مما أبقى ثغرة اللامساواة بين النساء والرجال".
وتضيف "هدفنا أن نثبت أن هناك نساء يمتلكن القدرة والجدارة لخوض المعركة السياسية ولديهن جرأة الترشيح والأهلية للوصول إلى مراكز صناعة القرار".
ومنذ العام 1953 وحتى اليوم، شهد البرلمان اللبناني انتخاب 15 امرأة، في حين تشكل النساء 53 في المائة من المجتمع اللبناني.
وكانت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة في لبنان كلودين عون قد كشفت في مارس عن إدراج لبنان في إطار "التقييم الدولي للتمكين السياسي للنساء" في أدنى المرتبات في العالم، حيث احتل المرتبة 142 من أصل 144 دولة.