احتفلت البحرية الصينية في 23 أبريل الجاري بالذكرى الـتاسعة والستين لتأسيسها. قبل ذلك، أجرى أسطول حاملة الطائرات لياونينغ تدريبات على الحرب الحقيقية في غرب المحيط الهادي وبحر الصين الجنوبي ومناطق بحرية أخرى، مامثّل هدية للبحرية الصينية في عيد ميلادها التاسع والستين.
طريق صعب، ومستقبل أجمل
ظل تأسيس بحرية قوية حلما يراود الأمة الصينية على مرّ الأجيال. خاصة بعدما تعرضت الصين في تاريخها الحديث إلى سلسلة من الإهانات القادمة من البحر. ورغم تأسيس جيش التحرير الشعبي في عام 1927، لكن البحرية الصينية لم تتأسس إلا في 23 أبريل 1949. وسواء خلال الماضي أو الحاضر، كانت الصين الجديدة دائما متحمسة جداً لإمتلاك بحرية قوية تحمي سيادتها ووحدة أراضيها، وتضطلع بمهمة الحفاظ على مصالح الأمن والتنمية الصينية طويلة الأجل.
كانت الخطوات الأولى للبحرية الصينية مرحلة فقر وبؤس. فحينما زار أول قائد للبحرية، وهو الجنرال شياو جين قوانغ جزيرة ليو قونغ في ويهاي في مارس 1950 في إطار مهمة تفقد، لم يكن أمامه سوى استئجار قارب صيد محلّي. فتفاجأ صاحب القارب، وسأل الجنرال: "هل يعقل أن يستأجر قائد البحرية الصينية قارب صيد؟"
رغم البداية المتأخرة، إلا أن البحرية الصينية إستطاعت في وقت سريع أن تلحق بقاطرة العصر. حيث نزلت مدمّرة "جينان " المزودة بصواريخ موجهة إلى الماء في عام 1970، وهي أول مدمّرة صينية الصنع؛ وفي عام 1974، دخلت الغواصة "لونغ مارش-1" الأسطول القتالي الصيني كأول غواصة نووية صينية؛ وفي عام 2012، تم تسليم حاملة الطائرات "لياونينغ" إلى البحرية الصينية كأول حاملة طائرات صينية. وفي الوقت الحالي، دخلت معدات القتال الرئيسية في البحرية الصينية عصر التحديث على نطاق واسع.
السير نحو المياه البعيدة
تعد الصين دولة بحرية عظمى، حيث تمتلك أكثر من 18000 كيلومتر من الساحل القاري و3 ملايين كيلومتر مربع من المياه الإقليمية؛ لذلك، فإن إمتلاك بحرية قوية هو الضامن الوحيد للصين لحماية السيادة الوطنية والحقوق والمصالح البحرية.
في 12 أبريل الجاري، أجرت البحرية الصينية أكبر عرض بحري في تاريخها في بحر الصين الجنوبي. حيث خضعت 48 سفينة حربية و76 طائرة حربية وأكثر من 10000 ضابط وجندي لمراسم التفقد من قبل الأمين العام شي جين بينغ. وقال شي جين بينغ في كلمته: "في مسيرة العصر الجديد، وفي طريق الكفاح من أجل تحقيق النهضة العظمى للأمة الصينية، بات بناء قوة بحرية قوية مهمة ملحة أكثر من أي وقت مضى."
منذ إنضمام حاملة الطائرات "لياونينغ" إلى أسطول البحرية الصينية في عام 2012، دخلت الصين عصر حاملات الطائرات. في 26 أبريل 2017، جسّد هبوط حاملة الطائرات الصينية الثانية إلى حوض السفن بداليان علامة قوية على التقدم الكبير الذي حققته الصين في مجال تصميم وبناء حاملات الطائرات.
"سيذهب أسطول حاملات الطائرات الصينية إلى أبعد من ذلك في المستقبل." يقول الخبير العسكري يين تشو، ويضيف أنه بحلول عام 2030 ، سيتراوح الاستثمار الصيني في الخارج بين 2 و3 تريليونات دولار أمريكي، كما سيكون هناك أكثر من عشرة ملايين موظف صيني بالخارج. وكل هذا يتطلب من البحرية القيام بتدريبات وتنفيذ المهام في المياه البعيدة. ولا شك في أن هذه التدريبات والمهام على درجة عالية من الأهمية بالنسبة للصين، لذلك تعد المياه والبحار البعيدة اتجاه مستقبلي لا بديل عنه بالنسبة للبحرية الصينية.
أحدثت المعدات الجديدة قفزات جديدة في تاريخ البحرية الصينية. فمن حاملات الطائرات إلى المدمرات المزودة بالصواريخ الموجهة الحديثة، ثم إلى الغواصات والطائرات المقاتلة، وغيرها من المعدات العسكرية المتقدمة، استطاعت البحرية الصينية تدريجيا أن تشكل نظاما دفاعيا متنوعا ومتكاملا. ومع ارتفاع القوة الشاملة للصين، ستدخل البحرية الصينية عصرها الجديد على طريق التقدم والقوة.