تقرير إخباري: الولايات المتحدة تبعث برسائل متفائلة وحذرة مع اقتراب القمة بين الكوريتين

واشنطن 23 إبريل 2018 /بعثت الولايات المتحدة يوم الإثنين برسائل متفائلة وحازمة على حد سواء فيما يخص أفق نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وذلك مع اقتراب موعد عقد اجتماع قمة بين الرئيس الكوري الجنوبي موون جاي-إن والزعيم الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون.

-- "أسباب كثيرة تدعو للتفاؤل"

أعرب وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يوم الإثنين عن تفاؤله بأن الحوار مع كوريا الديمقراطية سيكون "مثمرا".

وقال ماتيس "في الوقت الراهن، أعتقد أن هناك أسبابا كثيرة تدعو للتفاؤل بأن المفاوضات ستكون مثمرة، وسوف نرى".

وجاء هذا التصريح بعد إعلان بيونغ يانغ يوم الجمعة عن وقف إجراء التجارب النووية وتجارب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وإغلاق موقع اختبار نووي لضمان شفافية خطوتها لتعليق التجارب.

وحينما سُئلت عن سبب الشعور بالتفاؤل حيال قضية نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أيضا في مؤتمر صحفي "رأينا بعض الخطوات في الاتجاه الصحيح".

وأضافت "لقد شهدنا أيضا تغيرا كبيرا عما حدث في الماضي".

-- "حملة الضغط القصوى ستتواصل"

وصدرت مؤخرا رسائل مختلطة من الجانب الأمريكي، حيث حاولت واشنطن نقل رسالة حازمة إزاء الضغط على بيونغ يانغ.

وقالت ساندرز يوم الإثنين إن الهدف الأمريكي هو نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة، "ونحن سنواصل حملة الضغط القصوى المستمرة على "كوريا الديمقراطية حتى "نرى اتخاذ إجراءات ملموسة تجاه نزع السلاح النووي التام والكامل".

وتابعت أنه "بالتأكيد لن يتم رفع أي عقوبات ما لم نر إجراءات ملموسة" تم اتخاذها من قبل كوريا الديمقراطية لنزع السلاح النووي.

من جانبه، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر حذرا، إذ نشر تغريدة على موقع التدوين المصغر (تويتر) يوم الأحد قائلا فيها "إننا بعيدون عن الوصول إلى خاتمة بشأن كوريا الشمالية (كوريا الديمقراطية) ربما تنجح الأمور وربما لن تنجح. وحده الوقت كفيل بإخبارنا".

وأيضا يوم الأحد، صرح مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، شريطة عدم الكشف عن هويته، لوسائل الإعلام عقب اليوم الأول من اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في تورونتو "إننا نتطلع إلى تفكيك جوهري" للبرامج النووية لكوريا الديمقراطية أولا.

وأوضح المسؤول كذلك أن الجانب الأمريكي يستخدم حاليا طريقين "أولا، حملة عالمية من الضغط العالي؛ وثانيا المحادثات ... في الماضي، خفف الناس الضغط لتحسين الأجواء من أجل إجراء المحادثات. لن نكرر هذا الخطأ مرة أخرى".

وفي معرض حديثه عن صواريخ كوريا الديمقراطية متوسطة المدى، والتي تعتبر مصدر قلق بالنسبة لليابان، قال المسؤول إن برامج بيونغ يانغ للصواريخ الباليستية العابرة للقارات "ترافق دائما برنامجا نوويا عسكريا".

وأضاف "أنهما لا ينفصلان. لذا ... نحن قلقون للغاية، بالطبع، حول البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لأنهما مرتبطان بالضرورة"، ملمحا إلى أن ترامب سوف يناقش هذه المسألة مع كيم خلال اجتماعهما.

-- الدبلوماسية تطغى

وتم بناء زخم إيجابي حول شبه الجزيرة الكورية في الأشهر الأخيرة، وذلك بفضل حسن النية بين الكوريتين الناجم عن الدبلوماسية التي أحاطت بدورة ألعاب بيونغتشانغ الأولمبية الشتوية وقضية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة، وجهود دول ذات صلة لتعزيز الحوار بين كوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية، ومع الولايات المتحدة.

وقال تروي ستانغارن، كبير المديرين في المعهد الاقتصادي الكوري، وهو مؤسسة أبحاث سياسة غير ربحية مقرها واشنطن، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الفضل الهائل يجب أن ينسب إلى دول ذات صلة مثل الصين "لخلق البيئة اللازمة لعقد القمة القادمة بين الكوريتين".

وأضاف أنه بدون هذه الجهود المستمرة للدفع من أجل الحوار مع كوريا الديمقراطية، فإن العالم "قد لا يكون حيث نحن اليوم"، موضحا أن مشاركة بيونغ يانغ في دورة ألعاب بيونغتشانغ ساعدت في "تحويل الصيغة القائمة على المواجهة في شبه الجزيرة الكورية إلى أخرى قائمة على الحوار".