دمشق 10 مارس 2018/ خرج عددا من المسلحين يوم الجمعة مع عائلاتهم من الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة من معبر الوافدين بريف دمشق الشمالي الشرقي، بالتزامن مع دخول 13 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى مدينة دوما بحسب الإعلام الرسمي، وفقا لمصدر عسكري سوري.
وقال التلفزيون الرسمي في خبر مقتضب إن "13 مسلحا خرجوا من الغوطة الشرقية مع عائلاتهم إلى معبر الوافدين" الواقع شمال شرق العاصمة السورية.
وعرض التلفزيون لقطات لوصول المسلحين مع أسرهم إلى المعبر بينما يرافقهم جنود سوريون أثناء صعودهم إلى حافلة كبيرة.
ويقع المعبر الإنساني في مخيم الوافدين على بعد كيلومترين فقط عن حدود مدينة دوما الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
وذكر التلفزيون أن المسلحين سيتم نقلهم مع عائلاتهم إلى إدلب شمال غربي سوريا، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تغادر دفعات أخرى في المستقبل القريب.
وهذه أول مجموعة لمسلحين تخرج من الغوطة الشرقية عبر الممر الآمن في مخيم الوافدين منذ بدء تطبيق هدنة إنسانية أعلنت عنها روسيا في 26 فبراير الماضي في الغوطة لمدة خمس ساعات يوميا.
كما يأتي ذلك بعد يومين من عرض الجيش الروسي على المسلحين في الغوطة الشرقية خروجا آمنا.
وسبق أن تم إجلاء زوجين من الجنسية الباكستانية من داخل الغوطة الشرقية في 27 فبراير الماضي بعد انقضاء الهدنة الإنسانية اليومية التي أعلنت عنها روسيا، في معبر الوافدين وتم تسليمهما إلى السفارة الباكستانية، بحسب مصدر عسكري لوكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) بدمشق، وتبع ذلك خروج طفلين أيضا من معبر الوافدين هربا من داخل الغوطة وتم إرسالهما إلى مركز الإقامة المؤقت في الدوير بريف دمشق الشمالي الشرقي.
وفي خطوة أخرى افتتحت الحكومة السورية بالتعاون مع وجهاء عشائر ممرا إنسانيا آخر من بلدة جسرين باتجاه بلدة المليحة التي يسيطر عليها الجيش السوري.
ولم يغادر أي مدني من خلال هذا المعبر في اليوم الثاني على افتتاحه، غير أن التلفزيون الرسمي السوري قال يوم الجمعة إن "التنظيمات الإرهابية أطلقت النار على سيارات تقل مدنيين أثناء محاولتهم الخروج من الغوطة الشرقية عبر الممر الإنساني الذي تم افتتاحه يوم الخميس من بلدة جسرين باتجاه بلدة المليحة"، مؤكدا في الوقت ذاته أن التنظيمات المسلحة أطلقت عدة قذائف هاون باتجاه معبر الوافدين بريف دمشق الشمالي الشرقي، بغية ترويع المدنيين.
وأشار التلفزيون السوري إلى أن 1500 عائلة جاهزة للخروج من الغوطة الشرقية لدمشق لكن المسلحين يمنعونهم من الخروج.
ووسط حالة من الارتباك في المعابر، دخلت يوم الجمعة 13 شاحنة تحمل مساعدات الإنسانية تدعمها الأمم المتحدة إلى دوما في الغوطة الشرقية.
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي في سوريا انجي صدقي لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الجمعة إن "13 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية بدأت في الدخول إلى مدينة دوما بريف دمشق الشرقي".
وأضافت أن "الشاحنات الـ 13 هي جزء من الشاحنات الأصلية الـ 46 التي دخلت دوما قبل أيام قليلة، لكن تعذر تفريغها في ذلك الوقت بسبب الوضع الأمني على الأرض".
وأشارت إلى أن الشاحنات الـ 13 محملة بـ 2400 طرد غذائي و3240 كيس دقيق قمح.
من جانبه، أكد تلفزيون ((سما)) المقرب من الحكومة السورية أن 13 قافلة بدأت بالدخول عبر معبر الوافدين بريف دمشق الشمالي الشرقي ضمن الهدنة الإنسانية التي أعلنت روسيا عنها.
ودخلت الاثنين الماضي 46 شاحنة تمثل أول قافلة مساعدات إلى الغوطة الشرقية.
وجاء دخول القافلة بعد تبني مجلس الأمن الدولي في فبراير الماضي القرار 2401 القاضي بوقف القتال لمدة 30 يوما وإدخال مساعدات إنسانية إلى الغوطة.
وكانت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية أبدت انزعاجا من تدهور الوضع الإنساني في المنطقة حيث قال ناشطون إن أكثر من 800 شخص قتلوا منذ أواخر الشهر الماضي بسبب القصف العنيف والمواجهة العسكرية في مناطق الغوطة الشرقية.
وتخضع بلدات الغوطة الشرقية، التي تعاني حصارا من قبل الجيش السوري منذ العام 2012، لسيطرة عدة فصائل معارضة أبرزها "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" وفصائل متشددة أخرى تنضوي ضمن تحالف جبهة (تحرير الشام).
وفي سياق متصل، واصل الجيش السوري عملياته المركزة المترافقة بكثافة نارية ضد أوكار وتجمعات إرهابيي تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) المرتبطة بتنظيم القاعدة في مناطق انتشارها في الغوطة الشرقية. وقال مصدر عسكري لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " الجيش السوري استعاد السيطرة على قرية بيت سوا قاطعا بذلك أحد أهم طرق إمداد هذه التنظيمات الإرهابية بالذخائر والأفراد وتشديد الخناق عليها والحد من إمكانية مناوراتها وكشف تحصيناتها أمام نيران الجيش الأمر الذي سيعجل من دحرها والقضاء عليها".
وأشار المصدر العسكري الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى أن وحدات الجيش تواصل عملياتها في ملاحقة فلول تنظيم هيئة تحرير الشام في المنطقة متوجهة باتجاه بلدة مديرة إلى الشمال الغربي من قرية بيت سوا بهدف قطع خطوط إمداد التنظيمات الإرهابية بين شمال الغوطة وجنوبها تمهيدا للقضاء على المجموعات الإرهابية .
ويشار إلى أن الغوطة الشرقية، وهي منطقة زراعية تبلغ مساحتها 105 كيلومتر مربع تتألف من عدة بلدات ومزارع ، تشكل التهديد الأخير للعاصمة بسبب قربها من الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة شرق دمشق وهجماتها المستمرة بقذائف الهاون التي تستهدف المناطق السكنية في العاصمة.