مقالة: سلطنة عمان تتعقب وترصد 13 طيرا من الرخمة المصرية بأراضيها

مسقط 4 مارس 2018 / أكدت جمعية البيئة العمانية أنه تم رصد 13 طيرا من طيور الرخمة المصرية في منطقة الملتقى بولاية العامرات تبعد عن العاصمة مسقط حوالي (50 كلم) وذلك في يناير 2018، بالتعاون مع مركز البحوث الدولية للطيور.

وذكر بيان صحفي لجمعية البيئة العمانية يوم الأحد حصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه، أنه تم إطلاق هذه المبادرة في العام 2014 وانه منذ ذاك التاريخ تم رصد 17 طيرا من طيور الرخمة المصرية، و3 نسور (2 من عقاب السهول، وعقاب هجين (بين عقاب السهول وعقاب رقطاء صغرى)، وذلك عن طريق تثبيت أجهزة تتبع تقوم بالرصد المفصل لتحركات الطيور، بهدف مراقبة طريقة حياة هذه الأنواع المهددة بالانقراض، والوضع الغذائي لها، وسلوك الهجرة لديها.

وأكد بيان جمعية البيئة العمانية أن هذه المبادرة تهدف إلى تحقيق فهم أفضل لهجرة وتحركات الطيور الجارحة مثل: الرخمة المصرية وعدد من النسور الأخرى في السلطنة، والأماكن التي تأوي إليها خاصة في ظل تناقص أعدادها بشكل كبير على الصعيدين العالمي والمحلي.

ولفت بيان الجمعية العمانية إلى أنها تنفذ مبادرتها بالتعاون مع مركز البحوث الدولية للطيور بقيادة الدكتور مايكل مكغرادي، ومؤسسة بيرند ميبورغ للبحوث والمحافظة على الطيور الجارحة، بقيادة البروفسور بيرند ميبورغ، ورئيس مجموعة عمل الطيور الجارحة لمؤسسة بيردلايف الألمانية "NABU"، والذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الفريق الاستشاري لعلم الطيور وحماية الطيور.

وصرحت مديرة الابحاث وصون الطبيعة بجمعية البيئة العُمانية، مايا صروف قائلة: منذ إطلاق هذا المشروع في العام 2014 ويحظى باهتمام ليس منا كجمعية البيئة العمانية فحسب وإنما باهتمام دولي أيضا، حيث تلقى دعم مالي من مركز البحوث الدولية للطيور، وجمعية حديقة الحيوانات الكبرى في لوس أنجلوس، إضافة إلى خدمة التعقب بالأقمار الصناعية من أكويلا سيستمز وجيوتراك.

كما قدمتا الدعم المعنوي كلا من مؤسستي: محمية جبل هاوك، و آريد لاندز الدوليتين.

وأشارت صروف إلى أن المشروع تضمن في نهاية العام الماضي (2017) وبداية العام الجاري (2018) توفير 11 جهاز تعقب من قبل مؤسسة "بيرند ميبورغ للبحوث والمحافظة على الطيور الجارحة" وجهاز واحد من مؤسسة فلتجر كونفرزيشن فاونديشن (Vulture Conservation Foundation) وذلك ضمن مشروع "فلتجر بيس لاين داتا" (Vulture Baseline Data) بتمويل من مؤسسة مافا".

كما أشارت إلى أن الجهود المبذولة تضمنت للحفاظ على النسور قيام الدكتور بول هاوي من مؤسسة مايكروويف تيليمتري بتطوير 5 أجهزة تعقب تم استخدامها فعليا.

وصرح الدكتور مايكل مكغرادي، رئيس مركز البحوث الدولية للطيور بأن تعقب مثل هذه الطيور الجارحة أمر صعب جدا، ولذلك نحاول الاستفادة من كل ما يمكننا الحصول عليه من معلومات حول طائر الرخمة المصرية، وعقاب السهول والمصنفة ضمن الطيور المهددة بالانقراض على المستوى العالمي، والعقاب الهجين والذي لم يكن ضمن مخططاتنا، حيث كان تعقبه مفاجأة لنا وخرجنا منها بنتائج متميزة حيث رصدنا عدد جيد منها، ولذا سنقوم مستقبلا بتتبع أنواع أخرى من النسور.

وأضاف مكغرداي قائلا " تمكننا في السنوات الماضية من رصد 4 أفراخ من طيور الرخمة المصرية، نفق اثنان منها، أحدهم بسبب الصعق الكهربائي الذي يُعد ضمن الأسباب الرئيسية في نفوق الطيور الكبيرة في العالم بما في ذلك سلطنة عُمان ".

وفيما يتعلق بسلوك الهجرة لتلك الطيور، فلم يهاجر أي منها خلال السنوات الماضية، وقد يعود السبب في ذلك إلى كونها ما تزال من الأفراخ الصغيرة، أو لأنها ضمن الطيور المقيمة التي تبقى سنوات عديدة قبل أن تعود إلى موطنها عندما تكبر.

أما طيور الرخمة الـ 12 التي تم رصدها في 2018، فتعد من الطيور البالغة، لذلك من المتوقع أن يهاجر بعضها خلال فصل الربيع إلى مناطق أبعد شمالا.

كما تم أيضا رصد النسور التي هاجرت في فصل الصيف إلى آسيا الوسطى، ومن ثم عادت في الشتاء إلى شبه الجزيرة العربية.

وقال البروفيسور بيرند ميبورغ، رئيس مجموعة عمل الطيور الجارحة لمؤسسة بيردلايف الألمانية " لقد سلطت النتائج الضوء على أهمية هذه الطيور الجارحة وعلاقتها بالأنشطة البشرية، مثل إدارة النفايات وإنتاج الكهرباء وتوزيعها ".

وأضاف " اتضح لنا من خلال الدراسة أن ميبورغ سلطنة عُمان تعد موطن آمن لمثل هذه الطيور، وبالتالي يمكنها تقديم مساهمات مهمة في المحافظة على هذه الأنواع عالمياً، بما يتماشى مع خطة العمل الدولية الموضوعة لدراسة أسباب نفوق النسور في العالم ".

وأردف قائلا " ومن هذا المنطلق، تمت صياغة خطط وأبحاث ودراسات للحفاظ على هذه الطيور في السلطنة، وتقييم التهديدات المحيطة بها، وكذلك توعية المجتمع وإشراك المزيد من الجهات الداعمة ".

وأشار ميبورغ إلى أن عقاب السهول والتي تمت ملاحقتها في يناير 2017 قضت فصل الصيف في آسيا الوسطى، متنقلة بين روسيا وكازاخستان وتركمانستان ثم عادت إلى شبه الجزيرة العربية خلال شتاء 2017 - 2018 واستقرت في جنوب شرق ووسط السعودية. /نهاية الخبر/