دمشق 8 فبراير 2018 /أكدت وزارة الخارجية السورية اليوم (الخميس) أن العدوان الهمجي الجديد الذي ارتكبته قوات ما يسمى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فجر اليوم في ريف دير الزور الشمالي الشرقي (شرق سوريا) يكشف مرة أخرى وبما لا يدع مجالا للشك الوظيفة الحقيقية لهذا التحالف والدور الذي تلعبه واشنطن في دعم تنظيم "داعش" الإرهابي، بحسب الاعلام الرسمي السوري.
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن رسالة وجهتها الخارجية السورية إلى أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول القصف الأمريكي لقوات شعبية سورية كانت تتصدى لتنظيم (داعش) الإرهابي إن " هذا العدوان الجديد الذي قام بها التحالف الدولي يمثل جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية ودعما مباشرا وموصوفا للإرهاب يؤكد طبيعة النوايا الأمريكية الدنيئة ضد سيادة سورية ووحدة أرضها وشعبها واستخدام أمريكا ذريعة مكافحة الإرهاب لإقامة قواعد غير مشروعة لها على الأراضي السورية ".
وأضافت الخارجية السورية إن " قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ارتكتب فجر اليوم (الخميس)، مجزرة وحشية بحق قوات شعبية سورية كانت تتصدى لتنظيم (داعش) الإرهابي الذي ما يزال يحتفظ بتواجده تحت حماية ما يسمى قوات التحالف والميليشيات العميلة لها بين قريتي خشام والطابية في ريف دير الزور الشمالي الشرقي ".
وأكدت أن " الطائرات الأمريكية قامت باستهداف قوات شعبية كانت في حالة اشتباك مع عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي ما تسبب بوقوع عشرات الشهداء والجرحى من هذه القوات وإلحاق أضرار كبيرة بالمنطقة ".
وأشارت الخارجية السورية إلى ما أكد عليه وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان حول رغبة الإدارة الأمريكية بالإبقاء على تواجد قواتها على الأراضي السورية في تحد صارخ للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.
واعتبرت الخارجية السورية أن التواجد الأمريكي " غير الشرعي " يهدف إلى مواصلة تقديم الدعم لتنظيم داعش الإرهابي والميليشيات غير الشرعية وإنشاء مناطق آمنة لهما وعرقلة أي جهد حقيقي وجدي لمكافحة الإرهاب وإطالة أمد الأزمة في سوريا خدمة لمصالحها ومصالح إسرائيل وأدواتها العميلة من إرهابيين وقتله.
وطالبت الخارجية في رسالتها الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بإدانة هذه المجزرة وتحميل التحالف الدولي المسؤولية عنها وإلزامه بوقف جرائمه واعتداءاته التي تسببت بمقتل وجرح آلاف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وتدمير البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة وبدفع التعويضات لعائلات ضحايا هذا العمل الجبان وغيره من الأعمال الإجرامية.
وختمت الخارجية رسالتها بالقول إن " الحكومة السورية تجدد المطالبة بحل هذا التحالف غير الشرعي بوصفه قوة حماية ومساندة ودعم للإرهاب وتؤكد أن مؤسساتها وقواتها ستواصل الاضطلاع بمسؤولياتها مهما بلغت التضحيات لمنع التحالف الأمريكي من تحقيق أهدافه الإرهابية المكشوفة ولضمان مواصلة التصدي لإرهاب تنظيمي (داعش) و (جبهة النصرة) وغيرهما من التنظيمات الإرهابية وداعميها وحفظ السيادة السورية ووحدة وسلامة أراضيها وشعبها " .
وكانت وكالة (سانا) قالت في وقت سابق اليوم إن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ، استهدفت قوات شعبية تقاتل إرهابيي (داعش) ومجموعات قوات سوريا الديمقراطية التي تسمى اختصارا (قسد) في ريف دير الزور ( شرق سوريا ) ، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى .
وقال بيان صادر عن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، في وقت سابق أيضا إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قصفت مواقع لقوات موالية للحكومة السورية في محافظة دير الزور شرقي البلاد، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت ردا على قيام القوات الموالية للحكومة السورية باستهداف القوات الكردية المدعومة أمريكيا بالمنطقة.
وبدوره، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن اليوم إن " ما لا يقل عن 45 شخصا من القوات الموالية للجيش السوري قتلوا ، في قصف للتحالف الدولي الذي يقوده الولايات المتحدة الامريكية استهدف موقعا لتلك القوات في ريف دير الزور ، بحسب مرصد حقوقي .
وأشار المرصد السوري إلى أن أعداد الخسائر البشرية ما تزال قابلة للازدياد لوجود عشرات الجرحى بعضهم بحالات خطرة.
من جانبه، وصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، اليوم (الخميس)، الهجوم الذي نفذه التحالف بقيادة الولايات المتحدة على قوات مؤيدة للحكومة السورية بأنه "مؤسف " .
يشار إلى أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تشتبك فيها قوات التحالف مع قوات الجيش السوري او القوات المتحالفة معه ، حيث قام التحالف في 8 يونيو الماضي باستهداف القوات الحليفة للحكومة السورية في منطقة التنف قرب الحدود السورية الأردنية ، معلنا أنه دمر دبابة ومدافع دخلت ما يسمى "منطقة منع النزاع" ، وشكلت خطرا على حلفاء للتحالف.
كما اسقط التحالف في 18 يونيو أيضا من العام المنصرم ، طائرة سورية من نوع (سو-22) في الرقة، قال إنها نفذت قصفا بالقنابل بالقرب من مواقع لقوات "قسد"، في حين أكدت دمشق أن الطائرة كانت تنفذ عملية ضد مسلحي داعش في المنطقة.
وبعد يومين من ذلك، أسقط التحالف طائرة مسيرة إيرانية الصنع من نوع (Shahed-129)، تابعة لسلاح الجو السوري، بالقرب من التنف.
وتقود واشنطن تحالفا من خارج مجلس الأمن الدولي بذريعة محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي منذ أغسطس العام 2014 وقامت خلال هذه الفترة بالعدوان أكثر من مرة على مواقع للجيش العربي السوري وحلفائه في وقت تؤكد فيه التقارير دعم التحالف للإرهاب حيث يزود تنظيم (داعش) بالمعلومات الاستخباراتية لتنفيذ هجماته الإرهابية على مواقع الجيش وحلفائه والتجمعات السكنية في البادية السورية.