تقرير إخباري: تصاعد الاحتجاجات في قطاع غزة نتيجة تدهور الأوضاع فيه واستمرار الحصار الإسرائيلي

غزة 8 فبراير 2018 / تصاعدت حدة الاحتجاجات في قطاع غزة نتيجة تدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية فيه واستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ منتصف العام 2007 ، وسط استمرار التحذيرات من تدهور الوضع الإنساني.

وتظاهر عشرات الجرحى والمرضى الفلسطينيين اليوم (الخميس)، قبالة حاجز (بيت حانون/إيرز) الإسرائيلي في شمال غزة بدعوة من (تجمع المؤسسات الخيرية في قطاع غزة).

ورفع المتظاهرون الذين تقدمهم مرضى على كراسي متحركة، لافتات مكتوبة تطالب برفع الحصار الإسرائيلي وفتح المعابر أمام سفرهم للعلاج في الخارج.

وقال الجريح أحمد السوافيري في كلمة باسم الجرحى والمرضى إنهم حضروا إلى هنا لتوجيه رسالة استغاثة للعالم بضرورة توفير حياة كريمة وحل أزمات قطاع غزة الإنسانية.

وطالب السوافيري بحماية الأشخاص ذوي الإعاقة وحق المرضى في الحصول على علاج لائق.

وذكر السوافيري أن "مرضى وجرحى غزة يعانون من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية التي تساعدهم للبقاء على قيد الحياة كما أثر نقص الوقود على المرضى والجرحى من عدم تلقي علاجهم بسبب اغلاق اغلب المستشفيات في القطاع".

ويفرض على قطاع غزة حصارا إسرائيليا وقيودا مشددة على حركة المعابر البرية ومسافة الصيد البحرية منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع في القطاع بالقوة.

وأطلق تجمع المؤسسات الخيرية الفلسطينية في قطاع غزة في 25 من الشهر الماضي حملة شعبية تحت عنوان "أنقذوا غزة" جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.

وذكرت الحملة في حينه أن ثلاثة أرباع آهالي قطاع غزة يحتاجون للمساعدات الإغاثية العاجلة فيما 40 بالمائة من الأطفال مصابون بأمراض فقر الدم وسوء التغذية كما أن 50 ألفا من ذوي الإعاقة بحاجة ماسة للعلاج والتأهيل.

وفي السياق ذاته، ذاته اعتصم عشرات الفلسطينيين قبالة مجمع (ناصر الطبي) في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة احتجاجا على انهيار الوضع الصحي وتوقف مراكز تقديم الخدمات الصحية.

وجاء الاعتصام بدعوة من الحراك الشبابي الفلسطيني (كفى).

وقال الناطق باسم الحراك مصطفى أبو سيدو في كلمة له خلال الوقفة، "نقف اليوم لدق ناقوس الخطر لما وصلت إليه المنظومة الصحية في غزة من انهيار واضح وكارثة غير مسبوقة".

ودعا أبو سيدو، الدول المانحة للتدخل الفوري والوقوف عند مسؤولياتها لتطويق هذه الأزمات والعمل على حلها، مطالبا مصر بضرورة مساندة قطاع غزة وساكنيه وفتح معبر رفح البري بشكل مستمر.

ويواجه قطاع غزة الذي يقطنه ما يزيد عن مليوني فلسطيني نقصا حادا في الخدمات الأساسية بفعل انقطاع التيار الكهربائي معظم ساعات اليوم وتلوث مياه الشرب.

وحذرت الأمم المتحدة أول أمس (الثلاثاء)، من تداعيات خطيرة لازمة نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المرافق الصحية في قطاع غزة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية في بيان إن الوقود الطارئ المخصص للمنشآت الحيوية في قطاع غزة خاصة المرافق الصحية "سينفد خلال الأيام العشرة المقبلة" نهائيا.

وذكر البيان، أن الأمم المتحدة تنسق بدعم من الدول المانحة لتوفير الوقود الطارئ لتشغيل المولدات الاحتياطية والمركبات، لضمان توفير أدنى مستوى من الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي المنقذة للحياة في ظل النقص الحاد في الكهرباء الذي يواجه قطاع غزة.

ويأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن توقف عمل المولدات الكهربائية في ثلاث مستشفيات و16 مركزا صحيا في القطاع جراء نفاد الوقود مع دخول الأزمة أسبوعها الثالث.

وبحسب وزارة الصحة في غزة فإن مرافقها تحتاج 450 ألف لتر من السولار شهريًا وفقًا لانقطاع التيار الكهربائي (من 8 إلى 12 ساعة) يوميا.

وتهدد أزمة الوقود (702) مريض في المستشفيات ممن يحتاجون إلى غسيل كلى من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، و(100) مريض من قسم العناية المركزية، و(113) من الأطفال حديثي الولادة في حال عدم القدرة على تشغيل مصادر الطاقة البديلة.

في هذه الأثناء، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن أمير قطر تميم بن حمد ال ثاني وعد خلال اتصال هاتفي مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اسماعيل هنية بتقديم مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة بقيمة 9 ملايين دولار تشمل (أدوية ومستلزمات طبية وقوود لتشغيل المشافي القطاع).

وأوضحت وسائل الإعلام، أن توجيهات الأمير تميم جاءت استجابة للأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع والنداءات الأممية بهذا الخصوص لمواجهة الظروف الصعبة التي يعيشها سكان القطاع.

وأشارت وسائل الإعلام، إلى أن الشيخ تميم أكد خلال الاتصال استمرار بلاده في دعم الشعب الفلسطيني وقطاع غزة.

ودفعت سنوات الحصار المتتالية إلى تفاقم أزمات نقص الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة وأن تصبح نسبة البطالة في أوساطهم من بين الأعلى في العالم كما سبق أن أعلن البنك الدولي.

وفي الإطار، تظاهر عشرات الطلاب الفلسطينيين الخريجين في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة للمطالبة بتوفير فرصة عمل في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في القطاع.

ورفع المشاركون في التظاهرة التي دعت لها حراك (خريج لازم اشتغل)، الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها (خريج نفسي بفرصة عمل)، (خريج حقي العيش بكرامة وحرية).

وفور انتهاء التظاهرة نصب القائمون على الحراك خيمة اعتصام قبالة مقر مجلس الوزراء الفلسطيني غربي مدينة غزة حتى تنفيذ مطالبهم بإيجاد فرص تشغيل لهم وإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني.

وبحسب القائمون الحراك فإن قطاع غزة يتواجد بها قرابة 250 ألف خريج يعانون من عدم التوظيف وأوضاع اقتصادية صعبة جراء استمرار الانقسام الفلسطيني والحصار الإسرائيلي.

كما احتشد عشرات الشبان الفلسطينيين في ساحة (الكتيبة)، غربي مدينة غزة بعد أن جابوا عددا من الشوارع الرئيسية فيها بدعوة من الهيئات والأطر والشبابية الفلسطينية احتجاجا على تردي الأوضاع.

وقال كايد جربوع رئيس الاتحاد العام للهيئات الشبابية في كلمة له خلال الوقفة، "جئنا نرفع شعار أنقذونا قبل أن تفقدونا، من أجل رفع الصوت عاليا أن كفى حصارا لغزة".

وأضاف جربوع، " نقف من أجل العيش ولنرفع صوتنا آن الأوان لرفع الحصار عن غزة، وأن تتحمل حكومة التوافق الفلسطينية لمسؤولياتها في القطاع إذ وصلنا لأوضاع كارثية غير مسبوقة".

وأكد أن "الأطر والهيئات الشبابية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تفاقم الأوضاع الاقتصادية بغزة، وسيكون لها فعاليات خلال الفترة المقبلة من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة".

وطالب جربوع، الدول العربية والإسلامية بالإسراع بالضغط على إسرائيل من أجل رفع الحصار عن القطاع، وتوفير أدنى متطلبات الحياة الكريمة لأهالي غزة.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن معدلات البطالة في قطاع غزة وصلت إلى 46 في المائة من إجمالي عدد السكان البالغ ما يزيد عن اثنين مليون نسمة، فيما ارتفعت معدلات الفقر إلى 65 في المائة.

ويزيد من حدة سوء الأوضاع استمرار الخلافات بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وحكومة الوفاق الفلسطينية بشأن تمكين الأخيرة من تسلم كامل إدارة القطاع.