22 يناير 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تظهر بيانات المكتب الوطني للإحصاء بأن عدد الذكور في الصين قد بلغ 711.37 مليون نسمة، مقابل 678.71 مليون نسمة من الإناث في عام 2017، ما يعني بأن هناك 104.81 ذكر لكل 100 أنثى.
في ذات الصدد، بلغ عدد سكان الصين 1.39 مليار نسمة إلى غاية نهاية عام 2017. محققا زيادة بـ7.37 ملايين على أساس سنوي. ونمت الولادات بـ 12.3‰، بحجم إجمالي ناهز 17.23 مليون؛ في حين بلغ حجم الوفيات 9.86 ملايين، بنسبة 7.11‰؛ حيث بلغ معدل النمو الطبيعي 5.32 ‰.
وفيما يتعلق بالتوازن الديموغرافي بين الجنسين، وصل الفارق بين الذكور والإناث في عام 2017 إلى 32.66 مليون نسمة. مايمثل تراجعا في الفارق بين تعداد الجنسين. وكان الفارق في عام 2016 بـ 33.59 مليون، وفي 2015 بـ 33.66 مليون، وفي عام 2014 بـ 33.76 مليون، وفي عام 2013 بـ 3.384 ملايين، وفي عام 2012 بـ 33.86 مليون. مايعكس اتجاه الخلل الديموغرافي بين الجنسين إلى التوازن تدريجيا. وكانت نسبة التراجع في عام 2017، الأعلى حيث بلغت 930 ألف نسمة مقارنة بعام 2016.
"لقد تراجع الفارق بين الذكور والإناث خلال العامين الأخيرين بشكل ملحوظ، والعامل الأهم وراء ذلك يعود إلى التحرير الشامل لسياسة الطفل الثاني." يقول نائب مدير مركز إصلاح النظام الإقتصادي الصيني تشن جيان. ويضيف بأن سياسة الطفل الواحد في السابق، قد دفعت الكثير من الصينيين الذين يتبنون مفاهم تقليدية تبجل الذكور على الإناث إلى إجهاض المواليد الإناث، وهو ما أدى إلى تراجع عدد الإناث بالمقارنة بعدد الذكور. لكن مع إصدار سياسة التحرير الشامل للطفل الثاني، بدأ هذا الفارق يشهد تراجعا تدريجيا.
من جهة أخرى، يشير تشن جيان إلى أن الفارق بين الجنسين بلغ في بعض الفترات 120 ذكر مقابل 100 أنثى، وبلغ في بعض المناطق الريفية 130 مقابل 100. هذه الظاهرة غير الطبيعية أدت إلى التباين في عدد الذكور والإناث، كما رافقته عدة مظاهر سلبية.
ويؤكد تشن جيان على أن تجاوز عدد الذكور بشكل كبير لعدد الإناث، قد نجم عنه عدة مشاكل اجتماعية، وأثّر على التوازن الديموغرافي، والتنمية الإقتصادية المستدامة، بما في ذلك مشكلة الزواج التي برزت بشكل واضح.
حول تأثيرات إختلال التوازن بين الجنسين على الزواج، يرى لي جيان شين، أستاذ علم الإجتماع بجامعة بكين، أن الإناث يجدن أنفسهن في موقف إيجابي على مستوى اختيار الطرف الثاني للزواج. في حين يجد الذكور أنفسهم في موقف سلبي حيال الزواج، مايتسب في ظهور فئة "الرجال العوانس". وهي فئة غالبا ماتكون في الطبقات الإجتماعية السفلى، وهولاء غالبا مالايمكنهم تلبية احتياجاتهم الفسيولوجية بطريقة طبيعية. لذا، فإن هذه الفئة من الممكن أن تصبح بؤرة سلبية، إذا لم يتم إتخاذ الإجراءات اللازمة.
"هذه الظاهرة قد تكون أكثر خطورة في المناطق الريفية، فالرجال الذين يعيشون جودة حياة سيئة، ومستواهم الثقافي متدني، قد لا يجدون زوجات". وهو ماقد ينجم عنه سلسلة من التأثيرات السلبية الأخرى.
من جهة أخرى، يشير تشن جيان إلى أن الفتيات غالبا ما يرغبن في التعرف على الفتيان الذين لديهم مستوى قريب أو أعلى منهن. ومع تحسن المستوى التعليمي للفتيات، وتحسن وضعهن المعيشي، بات إيجاد رجل أفضل منهن أمرا ليس سهلا أيضا.
من جهة ثانية، يشدد لي جيان شين على أنه مع اتجاه المجتمع الصيني نحو الشيخوخة، فإن زيادة عدد غير المتزوجين سيجعل مشكلة الضمان الإجتماعي أكثر تعقيدا وصعوبة في المستقبل.