بكين 19 يناير 2018 /تعليقا على المحادثة الهاتفية الأخيرة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، قال المراقبون المهتمون بالشأن الصيني في الولايات المتحدة إن وجود علاقة شخصية طيبة وتبادل متكرر للأفكار بين الزعيمين أمر هام بالنسبة للعلاقات الصينية-الأمريكية.
وركزت المحادثة التليفونية التي جرت يوم الثلاثاء بشكل أساسي على العلاقات التجارية وقضية شبه الجزيرة الكورية.
ودائما ما كان ترامب يتحدث عن العجز التجاري لبلاده مع الصين. وعلى الجانب الآخر، فإن التعاون بين بكين وواشنطن يعد أيضا أمرا حيويا لتحقيق نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وقال ساورابه جوبتا، الزميل البارز بمعهد الدراسات الصينية-الأمريكية ومقره واشنطن، "أنا سعيد بأن الرئيسين يحافظان على هذه العلاقة الوثيقة ويتحدثان معا كثيرا."
وأضاف جوبتا أنه في الوقت الذي سمحت فيه العلاقة الوثيقة "بإدارة ممتازة للعلاقات الأمريكية-الصينية عام 2017"، فإن العلاقات الشخصية ستكون أكثر أهمية في 2018 لأن التوترات الناجمة عن القضايا الاقتصادية والتجارية قد تؤدي إلى "عاصفة وشيكة" قد تهب على العلاقات الثنائية.
وقال تشو تشي تشون، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة باكنيل بولاية بنسيلفانيا، إن الرئيسين يستطيعان إيجاد حلول مقبولة من الطرفين للمشكلات المثيرة للجدل "في روح من الاحترام المتبادل".
وقال تشو "من خلال هذه المحادثات والحوارات، سيتوصل الجانبان إلى فهم أفضل لنقاط التقارب والتباعد."
وفيما يخص التجارة، قال تشو إن الإجراءات العقابية الأحادية من جانب الولايات المتحدة، مثل زيادة التعريفات الجمركية على الواردات الصينية، ستضر بالاقتصادين ولن تحل المشكلة.
واتفق مع تشو في الرأي بيتر ووكر، الشريك السابق بشركة ((ماكينزي آند كومباني)) للاستشارات والخبير في العلاقات الصينية-الأمريكية. وقال ووكر إنه إذا أقدم ترامب على اتخاذ أي "قرار أحمق"، فإن الصين سترد وسيخسر ترامب الكثير من الدعم.
وأقرت ميريت جانو، عميدة مدرسة الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا، بالدور الهام لآلية الحوار بين الحكومتين التي جرت إقامتها مؤخرا، في حل الخلافات التجارية بين الاقتصادين الأكبر في العالم.
وحينما التقى الرئيسان في منتجع مار-إيه-لاجو في فلوريدا في أبريل 2017، اتفقا على إقامة 4 آليات للحوار رفيع المستوى لتعزيز العلاقات الثنائية. والحوار الاقتصادي الشامل هو إحدى هذه الآليات.
وأخبر شي ترامب يوم الثلاثاء بأنه يتعين التفعيل الكامل لآليات الحوار رفيع المستوى الأربع.
وفي إشارة إلى آلية الحوار الاقتصادي الشامل، قالت جانو إنه سيكون أمرا طيبا للغاية إذا ما تم استئناف الآلية بجدية، حيث يبدو أنها متوقفة.
وفيما يخص اتفاقية الاستثمار الثنائية الصينية-الأمريكية، التي لا تزال قيد المفاوضات، قالت جانو إنها تمثل مجالا خصبا يجب التركيز عليه لأنه من الضروري للشركات التي تستثمر في الصين أن تشعر أنها فهمت القواعد الصينية.