يعتبر الاجتماع الثاني المقبل لقادة دول التعاون في نهر لانتسانغ - ميكونغ، هاما جدا لتعميق التعاون بين الدول الست بالمنطقة، باتجاه بناء مجتمع المستقبل المشترك لشبه المنطقة هذه، وفقا لآراء خبراء ومثقفين بارزين.
لقد بدأت آلية التعاون هذه بمبادرة من الصين عام 2015، وتضم ست دول هي الصين وكمبوديا وميانمار ولاوس وتايلاند وفيتنام.
وسيترأس هذه القمة التي تعقد كل سنتين، كل من رئيس الوزراء الكمبودي سامديش تيكو هون سن، ورئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، بصورة مشتركة، في العاشر من هذا الشهر في مدينة فنوم بنه، وسينضم إليهم أيضا قادة من ميانمار ولاوس وتايلاند وفيتنام.
قال تشيانغ فاناريث، نائب رئيس مجلس المعهد الكمبودي للدراسات الإستراتيجية ، إن هذا اللقاء سيعكس الجهود المشتركة للقادة والتزامهم لبناء مجتمع المستقبل المشترك في شبه المنطقة هذه.
وأضاف في حديث مع ((شينخوا)) "هذه القمة الثانية ستكون معلما هاما آخر في تعميق الثقة السياسية وتعزيز التعاون العملي، ودفع الترابط الشامل بالمنطقة."
وأوضح أن رؤية تحقيق مجتمع المستقبل المشترك والتنمية المشتركة تجسد بشكل واضح الإرادة السياسية القوية للقادة وعزمهم للتقدم بالتعاون المزدوج المنفعة بين الدول الست.
وأشار إلى أن "هذه الرؤية تأتي من الإرادة السياسية الصادقة للصين، واعتقد أنه بالنسبة للأعضاء الآخرين بآلية لانتسانغ - ميكونغ، فإننا داعمون جدا لهذا التوجه لأننا نفهم جيدا إخلاص الصين والتزامها."
وتركز آلية التعاون هذه على ثلاث ركائز وهي التعاون السياسي-الأمني ، والتعاون الاقتصادي، والتعاون الاجتماعي-الثقافي وخمس أولويات للتعاون، وهى الترابط، والقدرة الإنتاجية، والتعاون الاقتصادي عبر الحدود، وإدارة موارد المياه والزراعة، بالإضافة إلى خفض الفقر.
قال سوك سيفانا، وهو مستشار لدى الحكومة الكمبودية، إن اللقاء المقبل سيشهد تبني القادة لإعلان فنوم بنه، وخطة عمل لخمس سنوات، حتى تواصل الدول الست تعاونها.
وأضاف خلال ندوة عامة "سيتبنى القادة أكثر من 100 مشروع ، وسيعلنون صندوق تمويل خاص بقيمة 300 مليون دولار أمريكي ، وهو في الحقيقة يعمل حاليا."
ويهدف صندوق التمويل الخاص هذا، الذي أعلنته الصين خلال القمة الأولى لقادة تعاون نهر لانتسانغ-ميكونغ، والتي عقدت بمدينة سانيا بمقاطعة هاينان جنوبي الصين في مارس 2016، يهدف إلى دعم المشاريع التعاونية الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تطرحها الدول الست المتعاونة ضمن هذه الآلية .
ووفقا لما قاله سوك سيفانا، فإن آلية التعاون هذه ستسهم في دعم بناء مجتمع الآسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا)، وتسهم أيضا في تضييق فجوة التنمية بين أعضاء الرابطة.
وأوضح "بالنسبة لآسيان ، لدينا خطة رئيسية للرابطة لتحقيق الترابط (عام 2025) ولدينا أيضا 3 أعمدة رئيسية تماثل ما لدى آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ. ولذلك، فإن أية أنشطة تقوم بها هذه الآلية ، ستدعم تطبيق أهداف الآسيان ."
وأضاف "لذلك، كل ما سنفعله ضمن آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ سيدعم الآسيان ويقلل فجوة التنمية."
لقد أشار سونغ جيون ينغ، نائب السكرتير العام للمركز العالمي لدراسات الميكونغ، والتابع للمعهد الصيني للدراسات الدولية، إلى أن اللقاء المقبل سيكون فرصة طيبة للقادة ليعبروا عن عزمهم المشترك لخلق مجتمع المستقبل المشترك والتنمية المشتركة.
وقال "هذه الفكرة قد طرحت من قبل الحكومة الصينية، ولكنها الآن تحظى بقبول واسع من كافة الدول الأعضاء بآلية التعاون هذه."
جدير بالذكر أن نهر لانتسانغ-ميكونغ ينبع من هضبة تشينغهاي-التبت جنوب غربي الصين، ويعرف في داخل الصين بنهر لانتسانغ ، ويعرف بنهر ميكونغ عندما يمر في ميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام، قبل أن يصب في البحر.