تقرير إخباري: الأمم المتحدة تتأسف على " فرصة ذهبية مهدرة" بعد فشل جنيف 8

جنيف 14 ديسمبر 2017 /قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا مساء الخميس إن الجولة الثامنة من محادثات السلام بين السوريين انتهت بدون " مفاوضات حقيقية"، موضحا أن اتجاه تلك المفاوضات في المستقبل سيتحدد بناء على نتيجة مناقشاته مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

ومن المتوقع أن يغادر المسؤول الأممي جنيف إلى نيويورك للتشاور مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بشأن الخطوات المقبلة، وسيلتقي أيضا مع مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي عقب إعلان انتهاء الجولة الجديدة من محادثات جنيف للسلام التي تقودها الأمم المتحدة بشأن سوريا إن الأسبوعين الماضيين من المحادثات لم يتمخضا عن نتائج مرجوة بالرغم من الجهود الكبيرة، واصفا الجولة بأنها كانت " فرصة ذهبية مهدرة".

وقال دي ميستورا "على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها فريقي ليلا ونهارا، مع جميع أنواع الصيغ المبتكرة، لم تكن هناك سوى مناقشات ثنائية بين الطرفين، ولم نحصل على مفاوضات حقيقية".

وقال مبعوث الأمم المتحدة إن الطرفين الحكومة والمعارضة اتهما بعضهما البعض بوضع شروط مسبقة، لكن لم يحدث ذلك في جنيف قبل إجراء المحادثات.

وأكد " كنت أتمنى بالفعل الدبلوماسية ، ليست دبلوماسياتنا فقط، أن تساعد الحكومة والمعارضة على القيام حقا بما هو وكان متوقعا".

وأوضح أنه عقد في الأسبوعين الماضيين 7 اجتماعات مع الحكومة و11 اجتماعا مع المعارضة.

وقال إن " المعارضة بالأخص تناولت بالفعل معنا جميع السلات الأربع--الحكم والعملية الدستورية والانتخابات ومكافحة الإرهاب. كما أعطتني بعض الأفكار الملموسة بشأن ما يعرف بالمبادئ الأساسية الـ12. أما الحكومة فقد تناولت معنا فقط موضوع الإرهاب".

وتابع المبعوث الأممي " لم نر الحكومة تسعى إلى الحوار في هذه الجولة، ولا بد أن أقول بكل أسف، إنني رأيت المعارضة تحاول"، مشددا بقوله " ليس هناك بديل عن شرعية الأمم المتحدة".

وقال إنه بعد أن يعود إلى مجلس الأمن للأمم المتحدة في نيويورك، سيسعى إلى أخذ مشورة مندوبي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وقال دي ميستورا" ربما أحتاج إلى الخروج بأفكار ومعايير جديدة حول كيفية دفع المحادثات قدما، ولاسيما بشأن الدستور والانتخابات".

وشدد في حديثه للصحفيين "لن نستسلم في هذه اللحظة. الشعب السوري يعتقد أنه يجب أن تكون هناك عملية بدون شروط مسبقة"، مضيفا أن هناك حاجة ماسة بوضوح إلى " عملية سياسية فعلية".

مع ذلك، لفت المبعوث الأممي إلى أن هذه الجولة من المحادثات أتاحت له الفرصة للاستماع إلى العديد من الأصوات السورية من المجتمع المدني إلى المجلس الاستشاري النسائي السوري واللاجئين السوريين.

وفي وقت سابق من اليوم بعد لقاء مع دي ميستورا، صرح رئيس وفد الحكومة السورية لمباحثات السلام بشار الجعفري بأن فريقه لن يتحدث إلى وفد المعارضة بسبب البيان الذي أصدره قبل بدء المحادثات الجارية والمعروف باسم " بيان الرياض".

وبعد الاجتماع مع دي ميستورا في جنيف، قال الجعفري للصحفيين إن سوريا لا تريد أن تفشل المحادثات، لكن المعارضة خرجت " بشرط مسبق" وضعته في نوفمبر في مؤتمر " الرياض2".

ورفض البيان الصادر عن المؤتمر الذي عقد في العاصمة السعودية أي دور للرئيس السوري بشار الأسد عند بداية أي مرحلة انتقالي سياسي في سوريا.

وأكد الجعفري أن وفد الحكومة لن ينخرط في مفاوضات مباشرة مع المعارضة في وجود بيان الرياض2.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع ، قال وفد المعارضة إن " هناك فرصة هنا في جنيف هذا الأسبوع لابد أن نغتنمها من أجل مصلحة الشعب السوري".

وقال وفد المعارضة في بيان صدر عقب لقاء مع دي ميستورا" الفرصة تكمن في الجلوس وجها لوجه تحت رئاسة المبعوث الأممي الخاص، والبدء في مفاوضات حول الانتقال السياسي".

وبدأت الجولة الجديدة من المحادثات في 28 نوفمبر وكان من المقرر أن تستمر حتى 15 ديسمبر، لكن العقبة الكبرى التي تقف أمام تحقيق أية اختراقة متوقعة هي فقدان الثقة، بحسب وصف الأمم المتحدة.

وبالتوازي مع عملية جنيف المدعومة من الأمم المتحدة ستعقد جولة جديدة من المفاوضات الدولية التي تقودها روسيا بشأن تسوية الصراع السوري في 21 و22 ديسمبر في العاصمة القازاقية أستانة.