تونس 14 ديسمبر 2017 / أكد وزير الداخلية التونسي لطفي براهم أن الوضع الأمني ببلاده في تحسن مستمر، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه عدة محافظات إحتجاجات إجتماعية تخللتها مواجهات مع قوات الأمن.
وقال براهم، في تصريحات للصحفيين على هامش مشاركته في ندوة دولية حول "الآليات الوطنية للوقاية من التعذيب المرجعيات والممارسات"، إنطلقت أعمالها اليوم (الخميس) في مدينة الحمامات التونسية الساحلية، إن الأجهزة الأمنية في بلاده "مُنكبة حاليا على توفير كافة المستلزمات لتأمين الاحتفال بحلول العام الجديد، وخاصة تأمين السلامة للافراد وعلى الطرقات".
وإعتبر أن ما شهدته البلاد خلال اليومين الماضيين من احتجاجات إجتماعية "دارت في كنف الاحترام المتبادل"، على حد تعبيره.
ولكنه أشار إلى أن وزارته فتحت تحقيقا إداريا على خلفية أعمال العنف التي شهدتها ليلة (الأربعاء - الخميس) منطقة الكرم بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة، والتي تعرضت فيها العديد من السيارات الأمنية إلى تهشيم بلورها.
وتشهد عدة مناطق من تونس إحتقانا إجتماعيا دفع العديد من الأحزاب السياسية إلى التحذير من تداعياته الخطيرة على الإستقرار والسلم الإجتماعي في البلاد، خاصة وانه تسبب في موجة جديدة من الإحتجاجات الشعبية.
وإندلعت ليلة (الأربعاء - الخميس) إحتجاجات عنيفة في منطقة الكرم الغربي بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة، تخللتها مواجهات حادة مع قوات الأمن التي اضطرت إلى إستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المُحتجين.
وعمد المحتجون إلى غلق الطريق الرئيسي في الكرم الغربي بالحجارة والعجلات المطاطية المُشتعلة، كما رشقوا قوات الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف، ما أسفر عن خسائر مادية شملت عدة مركبات أمنية.
وقبل ذلك، شهدت مدينة المكناسي من محافظة سيدي بوزيد مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين خرجوا للشوارع للإحتجاج على تردي أوضاعهم المعيشية، وللمطالبة بالتنمية، وإنهاء الإقصاء والتهميش اللذين لحقا بمنطقتهم.
وترافقت إحتجاجات المكناسي مع إحتجاجات أخرى عرفتها بلدة بوعرادة من محافظة سليانة، وذلك على خلفية انتحار شاب أصيل المنطقة داخل مقر الحرس الوطني (الدرك) ببلدة "عروسة" المجاورة.
وإشتبك المُحتجون مع قوات الأمن التي إستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفرقيهم، وسط حالة من الإحتقان مازالت متواصلة رغم الهدوء الحذر التي عرفته البلدة المذكورة.
وفي مدينة سجنان من محافظة بنزرت بأقصى الشمال التونسي، لم تهدأ الأوضاع بعد المواجهات العنيفة التي عرفتها خلال اليومين الماضيين، في أعقاب تظاهر آلاف الأشخاص وسط المدينة للمطالبة بالتنمية والعمل، والاحتجاج على تهميش منطقتهم.
وشهدت المدينة الثلاثاء الماضي، إضرابا عاما تخللته مسيرات إحتجاجية سرعان ما تحولت إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن بعد أن عمد عدد من المتظاهرين إلى مهاجمة مركز أمني تابع للحرس الوطني (الدرك) بالحجارة ما تسبب في إصابة دركيين إثنين بجروح متفاوتة الخطورة.
وعرفت قبل ذلك أعمال عنف وشغب، إندلعت إثر وفاة امرأة بعد إضرامها النار في جسدها الشهر الماضي احتجاجا على إلغاء السلطات المحلية مساعدة اجتماعية كانت تتلقاها شهريا.
وإستنكر وليد حكيمة الناطق الرسمي بإسم الإدارة العامة للأمن الوطني، إستهداف أفراد الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة، قائلا في تصريحات إذاعية بُثت اليوم، إن هذا الأمر غير مقبول خاصة في ظل الظروف الطارئة التي تعيشها البلاد، لافتا في نفس الوقت إلى أنه تم خلال مواجهات الكرم الغربي تهشيم بلور خمس سيارات تابعة للأمن.
كما ندد بعملية الاعتداء على التجهيزات والمقرات الأمنية، معتبرا أن إتلاف تلك المعدات ووسائل النقل سيحد من الأداء الأمني في مقاومة الجريمة سيكلف الدولة الكثير، فضلا عن كونه يطرح إشكال انعكاسات ذلك على عمل الدوريات لبسط الأمن في المستقبل.