القاهرة 14 ديسمبر 2017 / أعلنت وزارة الأثار المصرية اليوم (الخميس) عن ثلاثة اكتشافات أثرية مهمة، بجنوب مصر تساعد في إلقاء المزيد من الضوء على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية ببعض حقب الحضارة المصرية القديمة.
وقال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صدر اليوم، إن الاكتشافات الثلاثة الجديدة جميعا تقع بمحافظة اسوان جنوب مصر، حيث تم الكشف عن أربع دفنات سليمة لأطفال، بمنطقة جبل السلسلة.
وأضاف وزيري أنه تم أيضا الكشف عن جزء من جبانة تعود لعصر الانتقال الأول، في التل الأثري بمنطقة كوم أمبو، والعثور كذلك على تمثال غير مكتمل يعود للعصر اليوناني الروماني.
وأشار وزيري إلى أنه بالاكتشافات الثلاثة الجديدة تودع وزارة الآثار عام 2017 بالعديد من الاكتشافات الأثرية الهامة ليبقى هذا العام هو عام الاكتشافات الأثرية.
من جانبه، قال الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية، إن الدفنات الأربعة المكتشفة بجبل السلسلة تعود لعصر التحامسة (الأسرة الثامنة عشر)، وتتكون من دفنة محفورة في الصخر لطفل صغير يتراوح عمره ما بين العامين والثلاثة.
وأشار عشماوي إلى أن المومياء الخاصة مازالت تحتفظ باللفائف الكتانية ويحيط بها بعض المواد العضوية من بقايا تابوت خشبي متأكل.
وأضاف أن الدفنة الثانية موجودة داخل تابوت خشبي وتخص طفل يتراوح عمره ما بين ست إلى تسع سنوات، والثالثة لطفل آخر يتراوح عمره ما بين خمس و ثماني سنوات ، وكلتاهما يحتويان على العديد من الأثاث الجنائزي منها تمائم ومجموعة من الأواني الفخارية.
وتابع قائلا "إن الدفنة الرابعة فهي لطفل يتراوح عمره ما بين الخمس والثماني سنوات أيضا وغير واضح على وجه الدقة سبب الوفاة".
وأوضحت الدكتورة ماريا نيلسون رئيس البعثة السويدية -المصرية المشتركة والعاملة بمنطقة جبل السلسلة بأسوان، أن البعثة كانت قد نجحت خلال مواسم الحفائر السابقة في الموقع في العثور على العديد من الدفنات، إلا أن هذا الكشف يضيف لنا العديد عن عادات الدفن خلال عصر التحامسة.
ونوهت نيلسون إلى أن الدفنات الجديدة المكتشفة تلقي الضوء على جزء كبير من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية لأفراد تلك الفترة.
وأكدت أن البعثة ستقوم خلال الفترة القادمة بإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث على تلك الدفنات.
من ناحية أخرى،عثرت البعثة الأثرية المصرية - النمساوية العاملة بكوم أمبو برئاسة الدكتورة إيريني فوستر، على جزء من جبانة من عصر الانتقال الأول ، بها عدد من الدفنات والمقابر المبنية من الطوب اللبن، عثر بداخلها على العديد من الأواني الفخارية ومشتملات الدفن.
وأشارت فوستر إلى أن الدراسة المبدئية أوضحت أنها في الأغلب مبنية على قمة مقابر أقدم منه.
وأوضحت أنه تم العثور أسفل الجبانة على مدينة سكنية تعود لعصر الدولة القديمة، تم تأريخها بناء على ختم عثر عليه بالموقع للملك ساحورع من عصر الأسرة الخامسة.
وعثرت البعثة المصرية - السويسرية العاملة بمدينة أسوان على تمثال غير مكتمل فاقد الرأس والقدمين واليد اليمنى، مصنوع من الحجر الجيري الأصفر.
ويبلغ ارتفاع التمثال حوالي 14 سم وعرضه حوالي 9 سم وسمكه من أعلى 3 سم ومن أسفل 7 سم.
وأوضح عبد المنعم سعيد مدير عام آثار أسوان والنوبة، أنه من خلال الدراسة الأولية للتمثال تبين أنه لسيدة وأن الزي الذي ترتديه يشبه الزي الخاص بالآلهة الإغريقية ارتميس آلهة الصيد والبرية وآلهة الإنجاب والعذرية والخصوبة، والتي ارتبطت بالمعبودتين إيزيس وباستت.
وأضاف سعيد أن اليد اليسرى للتمثال معكوفة تقبض على القوس والسهام ولكنها مفقودة وتقدم قدمها اليسرى، ويتضح من خلال التمثال الثنايا التي تمثل الزي الإغريقي وطرف الرداء يمر بجوار يدها اليسرى والطرف الثاني للرداء على كتفها الأيسر.
وأشار مدير أثار أسوان والنوبة إلى أنه قد تم نقل التمثال للمخزن المتحفي الخاص بمنطقة آثار أسوان.
وأعلنت مصر خلال العام 2017 عن اكتشاف العديد من الأثار الفرعونية واليونانية والإغريقية متنوعة تنتمي لحقب تاريخية مختلفة.