نيويورك 13 ديسمبر 2017/ استذكرت الجاليات الصينية والآسيوية الأخرى في مدن أمريكية وكندية كبيرة، الضحايا الأبرياء الذين استشهدوا خلال مذبحة نانجينغ المأساوية التي هزت ضمير العالم بفعل وحشيتها وهمجية الغزاة اليابانيين الذين ارتكبوها بحق الصينيين قبل 80 عاما.
في مدينة نيويورك، التي تحتضن أكبر عدد من الأمريكيين من أصل صيني، تجمع الناس من عشرات الجمعيات الصينية، في ساحة بالحي الصيني بمانهاتن يوم الأربعاء ، لاستذكار مأساة طالت نحو 300 ألف شخص قتلوا بوحشية في تلك المذبحة عام 1937.
قال تشينغ شي قان، رئيس (رابطة أبناء فوجيان المتحدين في الولايات المتحدة) "نجتمع معا لاستذكار مئات الآلاف من الناس الذين قتلوا قبل 80 عاما في نانجينغ".
وأضاف خلال هذا التجمع الذي وضع فيه المشاركون ورودا بيضاء على صدورهم وقدموا أكاليل زهور "نأمل بأن يتعرف المزيد من الناس على هذا الجزء من التاريخ، ويحرصوا على السلام والاستقرار في يومنا هذا."
وقال تسينغ شيان تشيو، السكرتير العام للرابطة إن الشباب ينبغي عليهم أيضا معرفة التاريخ والتعلم منه، حتى لا تتكرر مثل هذه المأساة أبدا.
وتتزامن هذه الفعالية مع الذكرى الـ80 لذلك اليوم الذي احتلت فيه القوات اليابانية الغازية مدينة نانجينغ، وراح العسكريون اليابانيون يعيثون في المدينة فسادا وتدميرا، ويذبحون المدنيين والجنود الأسرى الذين ألقوا سلاحهم . لقد راح ضحية تلك المذبحة نحو 300 ألف صيني، واغتصبت نحو 20 ألف امرأة.
وعلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، تجمع ممثلون عن الجاليات الصينية وطلبة من معاهد اللغة الصينية، مساء الثلاثاء في القاعة التذكارية لحرب الباسيفيك ضمن الحرب العالمية الثانية، وسط مدينة سان فرانسيسكو، لإجراء مراسم إحياء الذكرى الـ80 للمذبحة.
ووقف الحاضرون دقيقة صمت وأوقدوا الشموع بخشوع ، أمام صور بالأسود والأبيض لبعض ضحايا تلك الحرب.
وقالوا إن هذه المراسم هي لاستذكار وتكريم ضحايا مذبحة نانجينغ، وإنهم كجالية صينية، لن ينسوا أبدا تلك المصاعب والشدائد التي عانتها الأمة الصينية.
وأعربوا عن مشاعر الفخر لأنهم يرون الصين وهي تنمو وتتطور بثبات نحو الأقوى مع حفاظها على الأساس الصلب للثقافة الصينية.
قالت فلورينس فانغ، مؤسسة القاعة التذكارية لحرب الباسيفيك، والتي ترأست هذه المراسم، إن هذه المراسم التي تتزامن مع فعاليات وطنية استذكارية تقام في الصين، يوم13 ديسمبر 2017، ستعزز مشاعر وطنية أقوى بين الجاليات الصينية خارج البلاد ، وتجعلهم يتحدون أكثر وأوثق لاستذكار التاريخ وصيانة السلام .
في يوم الأحد ، تجمع المئات من الناس من أصول صينية وكورية وفلبينية، في سان فرانسيسكو، لاستذكار وتكريم 300 ألف من الضحايا الصينيين خلال مذبحة نانجينغ، التي يعرفها العالم الغربي أيضا بتسمية مذبحة أو اغتصاب نانكينغ.
قالت جنيفر تشيونغ، رئيسة (تحالف إنصاف ضحايا الاغتصاب في نانكين)، وأحد منظمي هذه المراسم، إن هذه المراسم تقام من أجل الحث على السلام وصيانته، وليس من أجل بث الكراهية تجاه من نفذ تلك المذبحة.
وفي كندا، الدولة المجاورة للولايات المتحدة، وقف أعضاء برلمان أونتاريو، دقيقة صمت يوم الأربعاء ، للاعتراف بأول يوم في أونتاريو لاستذكار مذبحة نانجينغ.
وقالوا إنه يتعين على الناس أن يحفظوا في ذاكرتهم تلك المذبحة، حتى يعلموا الأجيال الجديدة سبل منع تكرار مثل هذه المآسي.
وشارك مئات الأشخاص أيضا في تجمعات عامة لإيقاد الشموع ، مقابل مبنى مجلس أونتاريو التشريعي، في تورونتو.
لقد وافق برلمان أونتاريو في أكتوبر الماضي، على تخصيص الـ13 من ديسمبر من كل عام، كيوم تذكاري لمذبحة نانجينغ، يقام في هذه المدينة التي تحتضن أكبر جالية آسيوية في كندا، وفيها أكثر من 3 ملايين من أصول آسيوية، وهو أول تشريع محلي في بلد غربي، يتم تبنيه في هذا الصدد.
وانضمت مقاطعة مانيتوبا هي الأخرى إلى التحركات الكندية الرامية لتخصيص يوم تذكاري لمذبحة نانجينغ، حيث تمت القراءة الثانية لمشروع قانون بهذا الصدد، بالمجلس التشريعي للمقاطعة.
وفي فانكوفر أيضا، تجمع مئات الأشخاص في قاعة بالحي الصيني يوم الثلاثاء لاستذكار ضحايا مذبحة نانيجنغ.
واستضاف هذه الفعالية بشكل مشترك، كل من التحالف الكندي لرابطات الصينيين، والرابطة الصينية لفانكوفر الكبرى، وعقدت الفعالية في المركز الثقافي الصيني في فانكوفر.
وقبيل بدء المراسم، شاهد المشاركون العديد من الصور في معرض أقيم بالقاعة ، وتظهر تلك الصور الفظائع التي ارتكبها الغزاة اليابانيون ضد الصينيين من الرجال والنساء والأطفال.
وحضرت هذه المراسم، القنصل الصيني العام المعينة حديثا في فانكوفر، تونغ شياو لينغ، حيث وصفت المذبحة بأنها من أحلك الأيام في تاريخ البشرية.
وأضافت في حديث مع ((شينخوا))، "أشعر بحزن عميق، وأنا أنظر إلى هذه الصور، وأشعر بالأسف البالغ على هؤلاء الضحايا، من الرجال والنساء، الذين ذبحهم الغزاة اليابانيون."