بيروت 5 ديسمبر 2017 / أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اليوم (الثلاثاء) عودته عن الاستقالة، التي كان قد أعلنها من العاصمة السعودية الرياض قبل شهر، مؤكدا التزام حكومته بـ"النأي بالنفس" عن أي نزاعات وعن الشؤون الداخلية للدول العربية.
وقال الحريري في بيان تلاه بعد جلسة استثنائية للحكومة برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون، إن "مجلس الوزراء يشكر رئيسه على موقفه وعودته عن الاستقالة".
وأعلن "التزام الحكومة بكل مكوناتها السياسية النأي بنفسها عن أي نزاعات أو صراعات أو حروب أو الشؤون الداخلية للدول العربية حفاظا على علاقات لبنان السياسية والاقتصادية مع أشقائه العرب ومصالح اللبنانيين في البلدان الشقيقة".
ويعتبر حزب الله، الذي يشارك في النزاع السوري دعما لنظام الرئيس بشار الأسد، أحد مكونات حكومة الحريري.
وكان الحريري قد أعلن في الرابع من نوفمبر استقالته في خطاب من العاصمة السعودية الرياض، هاجم فيه إيران وحزب الله، قائلا إن طهران "تطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة.. وأصبح لها الكلمة العليا".
واتهم حزب الله، المشارك في الحكومة التي شكلها في أواخر 2016، بـ "فرض أمر واقع بقوة سلاحه".
وبعد نحو ثلاثة أسابيع، وُجهت خلالها اتهامات للسعودية باحتجاز الحريري، عاد رئيس الوزراء اللبناني إلى بلاده وأعلن "تريثه" في الاستقالة بطلب من الرئيس اللبناني ميشال عون، من أجل إجراء مشاورات حول موضوع "النأي بالنفس" لتجنيب لبنان أية مصاعب.
وأكد الحريري اليوم "التزام الحكومة ببيانها الوزاري قولا وفعلا، والتزامها بما جاء في خطاب قسم اليمين الدستوري لرئيس الجمهورية وبميثاق جامعة الدول العربية واحترام القانون الدولي حفاظا على الوطن".
وأوضح أن هذا "الأمر يرتب على كافة الأطراف السياسية والحزبية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والتزام القوانين المرعية الإجراء إزاء الحملات التي تستهدف تلك الدول وقادتها".
وأضاف أن مجلس الوزراء "يتطلع بناء على ذلك إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب وأمتنها".
وخلال اجتماع مجلس الوزراء اللبناني، قال الحريري في مداخلة "إذا كنا نرفض أن تتدخل أي دولة في شؤون لبنان فلا يجوز بالتالي لأي فريق لبناني أن يتدخل في شؤون الدول العربية، وخصوصا دول الخليج إذ أن مصلحتنا تكمن في حماية علاقاتنا التاريخية مع كل الدول".
وتابع "لن أقبل أن يضحي أحد باستقرار البلاد مهما كانت الظروف، وحماية لبنان تبقى فوق كل اعتبار"، موضحا أنه "إذا توحدنا تمر العواصف الكبيرة التي تضرب المنطقة ونكون قد نجونا".
وتأتي عودة الحريري عن الاستقالة وقرار الحكومة بالتزام الثوابت المعلنة اليوم ترجمة فعلية لتسوية تدفع بالبلاد إلى تخطي الأزمة السياسية بانطلاقة جديدة للحكومة المجمد عملها لأكثر من شهر.