القاهرة 5 ديسمبر 2017 / دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم (الثلاثاء)، الإدارة الأمريكية إلى "الامتناع عن أية مبادرات من شأنها تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية، أو المس بأي من قضايا الحل النهائي للقضية الفلسطينية".
وقال أبو الغيط، فى كلمته خلال اجتماع طارئ للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية، إنه "يخطئ من يظن أن القضية الفلسطينية، وفي القلب منها مسألة القدس، يمكن أن تكون مسرحا للتلاعب أو مجالا للعبث من دون عواقب خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة".
وشدد أبو الغيط على أن "العبث بمصير القدس، بما لها من مكانة في قلب كل العرب، من شأنه تأجيج مشاعر التطرف ونعرات العنف والعداء والكراهية بطول العالمين العربي والإسلامي".
وأضاف "أننا ننتظر من الإدارة الأمريكية اتخاذ القرار السليم الذي ينسجم مع دور الولايات المتحدة التقليدي في رعاية العملية السلمية".
واعتبر الاجتماع الطارئ للمندوبين العرب "رسالة واضحة للإدارة الأمريكية بأن إقدامها على اتخاذ مثل هذا الإجراء الخطير سيكون له عواقب وتداعيات، ولن يمر من دون تبعات تتناسب ومدى خطورته".
وتابع أن "الإدارة الأمريكية لو أقدمت على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون من شأن ذلك القضاء على الدور الأمريكي كوسيط موثوق لرعاية التسوية بين الفلسطينيين والقوة القائمة بالاحتلال.. ومن ثم القضاء على أية فرصة حقيقية لإحياء عملية سياسية ذات معنى بين الفلسطينيين وإسرائيل".
وأكد أن "نقل أية سفارة إلى القدس، وبالذات السفارة الأمريكية، سيسهم في تغيير الوضعية القانونية والسياسية للمدينة، ويضرب الأساس الذي تقوم عليه التسوية المنتظرة، وفي حالة السفارة الأمريكية سوف يضع علامة استفهام كبرى حول التزام واشنطن بحل الدولتين كصيغة لهذه التسوية".
وتداولت بعض وسائل الإعلام أنباء نقلا عن دبلوماسيين ومراقبين، تفيد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف يعلن في خطاب يوم الأربعاء المقبل تأييده لمطالبة اسرائيل بالقدس عاصمة لها.
وأقرّ الكونجرس الأمريكي في عام 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل"، وعلى نقل السفارة الأمريكية إليها.
وعلى الرغم من أن القرار ملزم، لكنه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة أشهر لحماية "مصالح الأمن القومي".
ومنذ ذلك الوقت، قام الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا، وهو ما فعله الرئيس ترامب في يونيو الماضي.