مقالة : صين مبتكرة ومفتوحة ترسم مسار النمو العالمي

قوانغتشو، الصين 5 ديسمبر 2017 /توفر إنجازات الصين من ناحية تعزيز اقتصاد مبتكر ومفتوح والتنمية المشتركة مثالا جيدا لدراسة الحالة بينما يستعد قادة أعمال عالميون للاجتماع هنا لتبادل الأفكار الخلاقة لتوجيه العالم من خلال تحول دراماتيكي.

وتعد هذه المرة الخامسة التي يعقد فيها منتدى فورتشن العالمي الشهير في الصين، التى حافظ سجلها في التنمية المستدامة والالتزام بالتعاون المربح للجميع والمساهمة في النمو العالمي على إبهار العالم.

--تغيرات عميقة وتحديات عالمية

تحت شعار" الانفتاح والابتكار: تشكيل الاقتصاد العالمي"، من المقرر أن تنطلق أعمال منتدى فورتشن العالمي 2017 في مدينة قوانغتشو بجنوبي الصين غدا الأربعاء.

ويأتي المنتدى في وقت تعيد فيه التكنولوجيا تشكيل عالم الأعمال بطرق لم يسبق لها مثيل ووسط تهديدات تواجه العولمة على خلفية تصاعد حدة النزعة القومية وعدم الثقة في الشركات وغيرها من المؤسسات، حسبما يقول آلان موراي رئيس تحرير مجلة ((فورتشن)) .

وعلى هذه الخلفية، يتوقع أن يحضر أكثر من 700 موفد، بينهم مدراء تنفيذيون كبار من أكثر من 120 من أكبر شركات العالم، الحدث الذي يستمر لثلاثة أيام للنقاش حول الابتكار ومستقبل العولمة والقيادة في القرن الـ21 والتنمية المستدامة وغيرها من الموضوعات.

وقال تساي تشاولين، مدير اللجنة التنفيذية لمنتدى قوانغتشو، إن هذا المنبر سيتيح للمشاركين أن يكون لهم أثر إيجابي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية العالمية وخلق فرص عمل للشركات.

في الوقت نفسه، تعتبر قوانغتشو موقعا مثاليا للحدث حيث تعتبر منذ فترة طويلة مركزا للتجارة والاستثمار العالميين وباتت الآن محورا للابتكار.

وفي الوقت الحالي، توجد نحو 120 ألف شركة متخصصة في العلوم والتكنولوجيا والابتكار في قوانغتشو، وتتمركز 13 من أكبر الشركات المبتكرة في الصين هناك، وفقا لمجلة الأعمال الأمريكية ((فاست كومباني)).

وقال ني بنغ فيه، مدير مركز أبحاث المدينة والتنافسية التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية، لوكالة ((شينخوا)) في مقابلة مؤخرا، "من خلال خلق بيئة عمل مواتية ومبتكرة، وتوطين عدد من الصناعات الرئيسية، حسنت قوانغتشو من قدراتها على جذب العناصر الراقية، وبالتالي تحسين تأثير المدينة وشعبيتها دوليا".

واعترافا بروحها الابتكارية، اختيرت قوانغتشو كمكان دائم للعصف الذهني التكنولوجي الدولي، وهو حدث جديد يركز على التكنولوجيا والابتكار سيعقد سنويا.

-- صين منفتحة وتنمية مشتركة

ويعقد المنتدى في وقت تدفع فيه الصين قدما التنمية الشاملة وفقا للخطة التي رسمها المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصين في أكتوبر.

ومع تقييم الإنجازات الرائعة التي حققتها الصين خلال العقدين الماضيين، تجسد الخطة الجديدة بين أمور أخرى الالتزام الثابت من جانب ثاني أكبر اقتصاد في العالم إزاء الانفتاح والتعاون المربح للجميع والتنمية المشتركة.

وينبع هذا الالتزام من ترابط الصين الوثيق والمتزايد مع بقية العالم ومن رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ الكبرى المتمثلة في بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.

ومثال بارز على ذلك هو مبادرة الحزام والطريق، التي طرحها شي في 2013، وتهدف إلى بناء شبكات من التجارة والاستثمار والبنية التحتية تربط آسيا مع إفريقيا وأوروبا على طول مسارات طريق الحرير القديم وما وراءه.

وتظهر الإحصاءات الرسمية حتى الآن أن الشركات الصينية ساعدت في بناء 75 منطقة تعاون تجاري واقتصادي في 24 دولة على طول الحزام والطريق، ما أدى إلى خلق 209 آلاف وظيفة.

في الوقت نفسه، يتوقع أن تستورد الدولة النامية الأكبر والأكثر سكانا في العالم سلعا بقيمة 24 تريليون دولار أمريكي، وتجتذب ما مقداره تريليوني دولار من الاستثمارات المباشرة الوافدة، وتسهم بتريليوني دولار في الاستثمارات المباشرة الخارجية في السنوات الـ15 القادمة.

وقال شي في خطابه الافتتاحي بالمؤتمر الدولي الرابع للإنترنت إن "باب الصين لن يغلق أبدا أمام العالم ولكن سيفتح بشكل أكبر".

-- صين ابتكارية وتنمية مستدامة

الصين، التي تعيد هيكلة اقتصادها، تولي اهتماما متزايدا للابتكار ، الذي يعتبر أول مفاهيمها التنموية الرئيسية الخمسة.

على سبيل المثال، منذ طرح مبادرة الإنترنت بلاس (إنترنت +) عام 2015، ازدهرت نماذج صناعات وأعمال جديدة بالصين، وأسهمت تقنيات مرتبطة بالإنترنت بخلق ثورة في قطاعات مثل التصنيع ومبيعات التجزئة والمالية والرعاية الصحية.

والصين، باعتبارها موطنا لنحو 750 مليون مستخدم للإنترنت ، وتمثل ثاني أكبر اقتصاد رقمي بالعالم، تتمتع حاليا بمكانة مميزة لتطوير التجارة الإلكترونية وعمليات الدفع لطرف ثالث عن طريق الموبايل.

ويشكل النمو المرتبط بالإنترنت 6.9% من نمو إجمالي الناتج المحلي الصيني، وهي ثاني أعلى نسبة في العالم، وفقا لمعهد AliResearch التابع لعملاق التجارة الإلكترونية بالصين علي بابا Alibaba.

ويتفق العديد من الباحثين على أن الصين قد أصبحت في الحقيقة أكثر رقمنة مما يتوقع معظم الناس، ولديها الإمكانيات لقيادة الجبهة الرقمية خلال العقود المقبلة.

وفي خطابه خلال قمة المدراء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا - الباسيفيك (أبيك)، في فيتنام الشهر الماضي، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، إنه في الوقت الذي تعمل فيه الصين بجدية لتحقيق تنمية ابتكارية أرفع مستوى، سيتواصل ظهور نماذج جديدة من الأعمال ، وسيتم استخدام المزيد من الابتكارات ، وستكون التنمية بين مختلف مناطق الصين، أكثر توازنا.

وأضاف شي "كل هذا سيخلق تأثيرا أكثر قوة وشمولا، ويقدم المزيد من فرص التعاون، ويساعد المزيد من الدول على صعود القطار السريع للتنمية الصينية."