مقالة : زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لروسيا تعزز العلاقات والتعاون الشامل بين دول منظمة شانغهاي للتعاون

سوتشي، روسيا 2 ديسمبر 2017 /بينما كانت أشعة الشمس الدافئة تغمر سماء مدينة سوتشي في وقت الغروب، زار رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الذي كان برفقة نظيره الروسي دميتري ميدفيديف منطقة الاستاد الأوليمبي التي تقع في ضواحي المدينة الساحلية، مختتما زيارته المثمرة لروسيا.

وخلال الزيارة التي بدأها أمس الجمعة، أشاد لي بالألعاب الشتوية التي استضافتها سوتشي عام 2014، قائلا إن الصين عازمة على التعلم من أفضل التجارب والخبرات من ألعاب سوتشي الأوليمبية وألا تدخر جهدا في تنظيم مهرجان رياضي كبير في شتاء 2022.

وبجانب التعاون في صناعتي الرياضة والثقافة، تتشارك الصين وروسيا إمكانات ضخمة في مجالات أخرى، بحسب لي الذي تعهد بتعزيز العلاقات وتدعيم الصداقة بين الجارتين.

وقال لي لميدفيديف خلال اجتماع عقد بعد ظهر أمس إنه ينبغي على الصين وروسيا مواصلة تعزيز التعاون في المشروعات الاستراتيجية الكبرى وزيادة تعزيز التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار واغتنام إمكانات التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة وفي المحليات بالبلدين.

وسوتشي ثاني محطات جولة لي في روسيا. وقبل زيارته المدينة السياحية، التقى لي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

وخلال الاجتماع، اتفق الجانبان على تعزيز التعاون الشامل من أجل تحقيق تقدم مستمر وتعزيز الاتصال والتنسيق في الشؤون الاقليمية والدولية من أجل تدعيم أفضل للنمو والاستمرار فى الحفاظ على الاستقرار بالمنطقة.

ومشيرا إلى أن تنمية العلاقات الاقتصادية حققت تقدما مستقرا، قال لي إنه على البلدين دفع التعاون في المجالات التقليدية وكذا تحقيق انجازات في التعاون في الصناعات الصاعدة.

وصل رئيس مجلس الدولة الصيني إلى سوتشي يوم الخميس لحضور الاجتماع الـ16 لمجلس رؤساء حكومات منظمة شانغهاي للتعاون.

وعلى هامش الاجتماع، التقى لي برؤساء حكومات وممثلين عن الدول الأعضاء بالمنظمة والدول التى تتولى وضع المراقب وتوصلوا إلى توافقات مختلفة في العلاقات الثنائية والتعاون.

وخلال لقائه رئيس الوزراء القازاقي بكيتشان ساجينتاييف، قال لي إن الصين تأمل في أن يعمل البلدان معا لتنفيذ التوافق الذى تم التوصل اليه بينهما ومراجعة الانجازات والخبرات ذات الصلة من أجل تعزيز تعاونهما البراجماتي، خاصة في القدرة الانتاجية.

ودعا لي الجانب القازاقي إلى جعل السفر بين البلدين أكثر سهولة من أجل تيسير التعاون بين شركات البلدين.

وبالنسبة للتعاون بين الصين وباكستان، وعد لي ونظيره الباكستاني شاهد خاقان عباسي ببذل مزيد من الجهود لبناء ممر اقتصادي عبر الحدود واستكشاف فرص بناء منطقة تجارة حرة مع باكستان لتعزيز التجارة المتوازنة بين البلدين.

وقال لي إن الصين ترغب في مواصلة التعاون مع باكستان في الشؤون الأمنية والدفاعية، والاسهام في السلام والاستقرار الاقليميين.

وخلال محادثاته مع رئيس وزراء بيلاروس أندري كوبياكوف، أعرب لي عن أمله في تحقيق ترابط كبير بين استراتيجيتي التنمية الخاصة بكل منهما وافساح المجال كاملا لمميزاتهما التكاملية.

كما دعا الجانبين إلى تعزيز التعاون في البنية الاساسية والقدرة الانتاجية واستكشاف طرق تمويل جديدة بشكل مشترك مع إقامة منطقة صناعية بين الصين وبيلاروس.

تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دول منظمة شانغهاي للتعاون

وافق اجتماع رؤساء الوزراء، الذي اختتم فعالياته بعد ظهر الجمعة، على بيان مشترك وتعهد المشاركون بتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء بالمنظمة لمواجهة التحديات الاقتصادية.

والاجتماع هو الأول من نوعه بعد توسيع عضوية المنظمة في يونيو لتنضم الهند وباكستان إليها. وأصبحت المنظمة تضم الآن في عضويتها الصين وقازاقستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان والهند وباكستان.

وبحسب البيان، تعهد القادة بتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع الـ17 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون الذي عقد في يونيو في أستانة، عاصمة قازاقستان.

وقد تواجه فرص الاقتصاد العالمي تأثيرا معاكسا نتيجة الإرهاب العالمي والنزاعات الإقليمية والكوارث الطبيعية. ومن أجل تحقيق نمو نشط ومستدام ومتوازن وشامل، من المهم تحقيق تعاون يقوم على المساواة، وفقا للبيان.

وفي مواجهة عدم استقرار أسواق المال والمواد الخام والتقلبات في أسعار صرف العملات الأجنبية وزيادة الحمائية، تحتاج أعضاء المنظمة للقيام بخطوات منسقة وتحسين النظام الدولي النقدي والمالي، وفقا للبيان.

وأيد الأعضاء نظام تجارة تعدديا ومفتوحا وشاملا وشفافا وغير تمييزي وقائما على القانون، ودعوا الدول إلى منع هشاشة العلاقات التجارية الدولية ومقاومة الحمائية التجارية.

كما أعربوا عن دعمهم لتولي الصين الرئاسة الدولية للمنظمة من 2017 إلى 2018. ودعا البيان الدول الأعضاء لاستغلال بنشاط الامكانات الجديدة الناتجة عن انضمام الهند وباكستان للمنظمة.

تعاون أمني أوثق

أكد بيان المنظمة على تكثيف التعاون في مكافحة قوى الشر الثلاث وهي الإرهاب والتطرف والانفصالية في الوضع الدولي والاقليمي الحالي.

واتفقوا على دعم جهود أفغانستان في تحسين الوضع المحلي عبر المشاورات السياسية والحوار من أجل استعادة السلام والاستقرار والرخاء في البلاد.

وفي كلمته أمام قادة المنظمة، حث لي الأعضاء على التصديق على معاهدة مكافحة التطرف في وقت مبكر من أجل حماية الأمن والسلام في المنطقة بشكل أفضل.

ووقعت ثماني دول على اتفاقية مكافحة التطرق في قمة أستانة بقازاقستان في يونيو وتحتاج إلى تصديق كل الدول الاعضاء من أجل تفعيلها.

وقال "ندعو أعضاء المنظمة الزملاء إلى تسريع الإجراءات الداخلية من أجل التصديق مبكرا على الاتفاقية."

وحث لي الدول الأعضاء على تسريع بناء مؤسسة للتعاون الأمني والقانوني وعلى تعميق التعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب وتأمين الأحداث الكبرى والعمل معا لمنع التدفق العكسي للارهابيين.

كما اقترح إقامة مركز اقليمي لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية وزيادة التعاون في السيطرة على المخدرات ومكافحة الجرائم عبر الحدود.