تقرير إخباري: رؤية الصين حول مجتمع مستقبل مشترك للجميع تخلق صدى واسع النطاق

بكين 2 ديسمبر 2017 /عقدت أحزاب سياسية من كافة أنحاء العالم في بكين اجتماعا يعد الأكبر من نوعه على الإطلاق لبحث التنمية والرفاه الشاملين للجميع.

ويحضر الحوار غير المسبوق، الذي افتتح يوم الخميس وينتهي الأحد، ممثلون من أكثر من 300 حزب سياسي من حوالي 120 دولة.

وقال قوه يه تشو، نائب رئيس الإدارة الدولية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن الحوار يجري استجابة لطلب الأحزاب لإجراء مناقشات متعمقة بشأن المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني وبعض المفاهيم الرئيسية التي نوقشت في المؤتمر، مثل فكرة الرئيس شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للجميع.

-- عالم أفضل ومستقبل مشترك

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يشغل أيضا منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، لدى إلقائه خطابا هاما يوم الجمعة، في مراسم افتتاح الاجتماع رفيع المستوى لحوار الحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب السياسية العالمية في بكين، إن الحزب الشيوعي الصيني على استعداد للعمل مع الأحزاب السياسية الأخرى في أنحاء العالم لتعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية وخلق عالم أفضل.

وأوضحت فو ينغ، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، الهيئة التشريعية في الصين، رؤية "مجتمع المستقبل المشترك"، وهي عبارة استقطبت اهتماما عالميا اليوم وأُدرجت في قرار لمجلس الأمن الدولي أيضا.

وقالت فو في مقالة لها إنها تتويج لأفكار الرئيس شي حول إصلاح وتحسين النظام الدولي القائم. وعند التحدث عنها، أُولي اهتمام خاص للتطورات في القرن الـ 21 وأثرها على العلاقات الدولية.

وقال روبرت غيتشيمو غيثينجي، وهو عضو في البرلمان من كينيا، أن "الصين على ما يبدو لديها حالة حقيقية من الرغبة في جعل العالم مكانا أفضل"، مضيفا أن تاريخ الإخفاق والنجاح في الصين قد منحها الثقة في التوصل إلى أفكار لجعل العالم مكانا أفضل وأكثر إنصافا.

من جانبه، قال إل صن أوه، زميل بارز في كلية إس راجاراتنوم للدراسات الدولية في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، إن الحوار رفيع المستوى كان منبرا للحزب الشيوعي الصيني لتقاسم تجربته الناجحة كحزب حاكم مع الأحزاب السياسية الأخرى، ولا سيما من الدول النامية، بطريقة أكثر منهجية وعلى نطاق واسع.

وأضاف أن "الصين تشدد كثيرا على تنسيق السياسات لتحقيق التنمية الإقليمية، وإحدى الطرق للقيام بذلك هي بناء هذا النوع من آلية الحوار بين الأحزاب، وذلك لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في المصير المشترك للبشرية".

فيما قال رافاييل توجو، الأمين العام لحزب "جوبيلي" الكيني، "أعتقد أن هذه رؤية مشتركة لعالم متناغم"، وهو عالم تتبنى فيه أي قرارات هامة بشكل جماعي بحيث لا يشعر أي جزء من البشرية بأنه مهمل.

وتابع "عالم يستمع إلى مظالم قد تواجهها أجزاء من البشرية ويجد حلا يوفر المساواة والعدالة".

وبالنسبة لزاركو أوبرادوفيتش، نائب رئيس الحزب الاشتراكي في صربيا، فإن رسالة "بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية" هي أنه يجدر بنا إذا أردنا أن نولي الاهتمام للمستقبل وحياتنا المشتركة، يجب علينا تنسيق خططنا أيضا.

ولفت إلى أنه بوسع مبادرة الحزام والطريق أن تلعب دورا هاما في ذلك.

-- مبادرة تنموية للجميع

وتضم المبادرة، التي اقترحها الرئيس شي في عام 2013، الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21، وتهدف إلى بناء شبكة من التجارة والاستثمار والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على امتداد المسارات التجارية لطريق الحرير القديمة وخارجها.

وقال أوبرادوفيتش إن هذه هي أول مبادرة عالمية تتفق تماما مع مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، فضلا عن كونه أول مفهوم لديه عنصر تنموي يتعلق بمثل هذه العدد الكبير من الدول.

وأضاف أن "ذلك سيحقق فائدة كبيرة للبشرية".

وبالنسبة لخوسيه لويس روباينا، وهو خبير كوبي في الدراسات الآسيوية من مركز بحوث السياسة الدولية في هافانا، فإن مبادرة الحزام والطريق تخلق إمكانيات للتنمية في أمريكا اللاتينية أيضا.

وقال إن "الصين لديها مصير مشترك ليس فقط مع أمريكا اللاتينية ، وإنما مع كامل العالم الثالث، استنادا إلى المفهوم الصيني حول المصير المشترك، الذي يرتبط بالتعاون المربح للجانبين أو التعاون الحقيقي".

ورأى إل صن أوه أن مبادرة الحزام والطريق هي واحدة من مجالات عديدة يمكن للحزب الشيوعي الصيني العمل فيها مع أحزاب سياسية من دول أخرى.

وقال إن العديد من الدول الواقعة على طول الحزام والطريق متخلفة في البنية التحتية، في حين تجمع الصين بين كل من رأس المال والتكنولوجيات والممارسات الجيدة.

وأضاف أن "مبادرة الحزام والطريق تدعو إلى تحسين تنسيق السياسات. وإذا تمكن الحزب الشيوعي الصيني من التواصل بشكل أفضل مع الأحزاب السياسية، فإن المبادرة سوف تحقق تقدما وفهما أفضل لدى السكان المحليين، ومن ثم سيتم تحقيق مجتمع مصير مشترك بشكل أفضل".