بكين 2 ديسمبر 2017 / أبدت أحزاب سياسية عالمية رغبتها في مد أياديها للحزب الشيوعي الصيني لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وذلك خلال مؤتمر رفيع المستوى بدأت أعماله أمس الجمعة في بكين.
حضر الاجتماع، الذي يركز على المسؤوليات الملقاة على عاتق الأحزاب السياسية لبناء مجتمع المستقبل المشترك وعالم أفضل، قادة 300 حزب ومنظمة سياسية تقريبا من أكثر من 120 دولة ومنطقة.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يشغل أيضا منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في كلمته أمام حفل الافتتاح، إن مبادرة بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية تحولت من مجرد فكرة لعمل ملموس.
وأضاف شي "إنني مسرور لرؤية ذلك التعاون الودي بين الصين ودول أخرى يتسع بازدياد وبأن تحظى الفكرة بدعم وقبول من عدد متزايد من الناس."
وقال هون سن رئيس وزراء كمبوديا ورئيس حزب الشعب إن بلاده استجابت بفاعلية لفكرة شي لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية والسعي لتحقيق مصالح الشعب.
وأضاف "في هذا الإطار، أعتقد أن الرئيس شي أشار بوضوح للقيم المشتركة لكل الأحزاب السياسية المشاركة في هذا الاجتماع."
وقال خوليو ريوس مدير مرصد السياسات الصينية التابع لمركز الأبحاث الإسباني، معهد خاليسيان للتحليل والتوثيق الدولي، إن الفكرة عرضت حلول الحكمة الصينية للقضايا الرئيسية المتعلقة بالمستقبل ومصير البشرية.
وفي ظل تقدم العولمة، لا يمكن لأي حزب أو مركز أبحاث أو دولة مواجهة التحديات العالمية وحدها، حسبما قال، مضيفا أن التعاون هو السبيل الوحيد لتعزيز التنمية.
وشرح شي فكرة بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في مناسبات عديدة منذ طرحها في عام 2013.
وخلال المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في أكتوبر، كان هدف تعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية واحدا من 14 مبدأ جوهريا لأفكار شي جين بينغ للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وأكد شي مجددا على مبدأ النمو المشترك الذي تتبعه الصين عبر الحوار والتعاون والمشاركة النشطة في الحوكمة العالمية.
ويقول مراقبون إن مبادرة الحزام والطريق هي تطبيق لتلك الأفكار. وقد أصبحت المبادرة منصة تعاون ضخمة للدول لتحقيق التنمية المشتركة.
وتهدف المبادرة التي اقترحها شي في 2013، لبناء شبكة للتجارة والبنية أساسية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا برا وبحرا.
ويقول الأمين العام لحزب التجمع الشعبي من أجل تقدم جيبوتي إلياس موسى دوله إن المبادرة خير عام مهم قدمته الصين للعالم وهو ما سيعزز بفاعلية الترابطية بين المناطق والدول.
وأضاف دوله إن جيبوتي تأمل بإجراء مزيد من التعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وحاليا وعلى خلفية الانكماش الاقتصادي العالمي والبيئة الدولية المعقدة، قال مشاركون بالاجتماع إنه ينبغي على العالم الدفع من أجل عولمة اقتصادية أكثر انفتاحا وشمولا.
وقال ريوس إن الأحزاب السياسية من مختلف دول العالم يجب أن تتحمل مسؤوليات مزدوجة بتسريع وتيرة الإصلاح المحلي في ضوء المعطيات الجديدة وفي الوقت ذاته تتحمل المزيد من المسؤوليات العالمية لبناء عالم أفضل.
وقال إيفاريست ندايشيمي الأمين العام لحزب المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية- قوات الدفاع عن الديمقراطية في بوروندي إن بلاده تأمل في التعلم من الخبرات الصينية وبخاصة في تعزيز التنمية الشاملة ورفاهية الشعب.