الحريري : سنقوم بمشاورات حول النأي بالنفس لتجنيب لبنان أية مصاعب

بيروت 22 نوفمبر 2017 / أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن التريث الذي حصل باستقالته كان "من أجل المشاورات التي سنقوم بها حول موضوع النأي بالنفس وفق مبدأ أساسي أن نجنب لبنان أية مصاعب".

وقال الحريري في تصريحات للصحفيين بعد زيارتين قام بهما لرئيس مجلس النواب نبيه بري ومفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان "نحن في منطقة مشتعلة وهناك أمور يجب أن يبتعد عنها كل الأفرقاء السياسيين وأن النأي بالنفس يجب أن يكون على الجميع وليس على فريق واحد".

وأضاف "النأي بالنفس يحصن علاقاتنا مع أشقائنا العرب ويضع لبنان في الموقع الذي يستطيع فيه أن يكون لديه حوار واضح مع الجميع وخاصة في الخلافات الإقليمية ولا سيما أننا بلد صغير ولا دخل لنا بكل هذه الخلافات وبالتالي نجنب لبنان مشاكل أكبر بكثير من حجمه".

وقال "سنعمل جميعا على هذا الأساس وعلينا أن نعرف أننا لا نعيش لوحدنا في هذه المنطقة".

وأكد "وجوب أن نحصن علاقتنا مع كل الأشقاء العرب بحيث تكون مصلحة لبنان هي الأساس وألا نضر بإخواننا العرب ولا أي دولة".

وأضاف "نحن لا نريد أن نضر بدولة لمصلحة دولة لكننا ضمن منظومة عربية يجب أن نحافظ عليها".

وشدد على أن موضوع النأي بالنفس هو أساس في البيان الوزاري للحكومة وهذا ما يجب أن نؤكد عليه وأن نطبقه".

وقال "أتمنى على الجميع عندما نتناول موضوع النأي بالنفس أن نتناوله بالشق الإيجابي وليس على أساس فريق يربح على فريق آخر"

وأضاف "فريقي السياسي أيضا عليه أن يقوم بالنأي بالنفس الفعلي أكان إعلاميا أو عمليا وفي كل الأمور لمصلحة البلد".

وحول ما إذا كان التريث باستقالته قد تم بالتنسيق مع المسؤولين في السعودية قال "تريثت لأن الرئيس طلب ذلك ولأنني وجدت من الأفرقاء السياسيين أن هناك إيجابية بالحوار وبالتشاور".

وأضاف "ما يهمني هو أن يكون النأي بالنفس فعلا وعملا لنجنب لبنان أية مشاكل".

وأشار إلى أنه ليس هناك مهلة زمنية لفترة التريث وسنرى مع الأفرقاء السياسيين الآخرين كيف نصل إلى مكان معين وبرأيي أننا قادرون أن نصل".

وأعرب عن اعتقاده بأن "الأشقاء العرب يفهمون موقفنا ويعرفون ماذا نحاول أن نفعل أكان بالأمس مع الرئيس المصري أو حتى في السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة".

وأضاف "الأمر كان إيجابيا في ما خص النأي بالنفس وهناك اتجاه لدعم طريقة العمل التي نقوم بها" ، موضحا أن "الرئيس الفرنسي يتابع هذا الموضوع بشكل أساسي لإستقرار لبنان".

وحول معطيات جديدة للتعاطي مع "حزب الله" قال الحريري "نحن الآن في مرحلة تشاور ومرحلة جس نبض وبرأيي هناك إيجابيات كانت كبيرة جدا في الحكومة ونحن نريد أن نزيدها وقد أصبحنا في مكان حساس ويجب علينا أن نحل هذا الموضوع بشكل إيجابي".

وأضاف "نحن جميعا أمام الحرائق التي تحصل حولنا ربما بعضها ينطفئ وبعض المعارك انتهت ولكن الحلول السياسية لم تنته لكن وسط كل هذه الحرائق استطعنا أن ننقذ لبنان".

وكان الحريري الذي عاد الى بيروت الليلة الماضية لأول مرة بعد اعلانه استقالة حكومته في الرابع من الجاري في تصريح متلفز من العاصمة السعودية قد لبى اليوم طلب الرئيس اللبناني بأن يتريث في تقديم استقالته من أجل اجراء مشاورات وحوار حول أسبابها وخلفياتها.

يذكر أن بيان الاستقالة الذي أذاعه الحريري من الرياض تضمن هجوما عنيفا على إيران و"حزب الله"، مشددا على النأي بلبنان عن أزمات المنطقة.