تقرير إخباري: مصر تنفذ أكبر مشروع للاستزراع السمكي في الشرق الأوسط بالاستعانة بالخبرة الصينية

القاهرة 16 نوفمبر 2017 / تنفذ مصر مشروعا لاستزراع الأسماك، هو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، وذلك بالاستعانة بالخبرة الصينية، في منطقة بركة غليون في محافظة كفر الشيخ، شمال القاهرة.

وذكرت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط))، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سوف يفتتح قريبا المدينة السمكية الصناعية "غليون" بكفر الشيخ، والتي تعد أكبر مزرعة للاستزراع السمكي في أفريقيا والشرق الأوسط.

وتقام المدينة السمكية على مساحة أربعة آلاف فدان، وتضم مفرخ أسماك على مساحة 17 فدانا، ومزرعة لإنتاج الأسماك البحرية بإجمالي 453 حوضا للتربية، و155 حوض تحضين بطاقة إنتاجية 3 آلاف طن أسماك في الدورة الواحدة.

كما تضم مزرعة إنتاج الجمبري بإجمالي 655 حوض تربية، وأحواض ذات صرف مركزي، ومبطنة بمشمع بولي إيثيلين عالي الكثافة بطاقة إنتاجية ألفين طن جمبري في الدورة الواحدة، ومزرعة إنتاج أسماك المياه العذبة بعدد 83 حوض بطاقة إنتاجية 2 طن.

وتبلغ أعداد العمالة اليومية خلال فترة إنشاء المرحلة الأولى للمشروع حوالي خمسة آلاف عامل وفني ومهندس، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 10 آلاف عامل خلال البدء في تنفيذ المرحلة الثانية.

وقال اللواء حمدي بدين رئيس الشركة (الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية)، التي تنفذ المدينة السمكية، في تصريح اليوم (الخميس)، إن بلاده استعانت بالخبرة الصينية لتنفيذ المشروع.

وتتبع الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية جهاز "مشروعات الخدمة الوطنية" التابع للقوات المسلحة المصرية.

وأوضح اللواء بدين، أنه " تم اختيار الخبرة الصينية للتعاون معها في هذا المشروع لما تشهده من تقدم في هذا المجال"، مشيرا إلى أن الجانب الصيني أشاد بسرعة استجابة الكوادر المصرية التي توجهت إلى التدريب على المشروع هناك.

وأضاف أن المشروع يضم أيضا مركزا للأبحاث والتطوير والتدريب، يشتمل على معمل جودة المياه، ومعمل الغذاء الحي، ووحدة الإرشاد والتدريب، ومعمل بيولوجية الأسماك، ومعمل صحة للكشف عن أمراض الأسماك، ومعمل للكشف عن جودة الأعلاف، مؤكدا أن المشروع يضم أفضل الأجهزة المتطورة على مستوى العالم لتحقيق أعلى معايير الجودة والأمان لمنتجاته.

وأردف أن المشروع يضم أيضا مصنعا لإنتاج أعلاف الأسماك والجمبري، مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية المستهدفة من إنتاج أعلاف الأسماك تبلغ 120 ألف طن سنويا، فيما تعتبر الطاقة الإنتاجية للمصنع من أعلاف الجمبري 60 ألف طن سنويا.

ويضم المشروع كذلك مصنعا لإنتاج "عبوات الفوم" الذي سيستخدم في أعمال التعبئة للمنتجات، بأحجام مختلفة من أجل عرض المنتجات بالأسواق الداخلية والتصدير.

ويشمل أيضا مصنعا لإنتاج الثلج بطاقة إنتاجية 40 طن ثلج مجروش يوميا، و20 طن ثلج بلوكات يوميا، فضلا عن أكبر مصنع لتجهيز الأسماك والجمبري في الشرق الأوسط لإنتاج منتجات الأسماك المختلفة، وهي مبردة ومجمدة وفيليه ومطهية ونصف مطهية، ومصنع منتجات الجمبري وذلك بطاقة إنتاجية 100 طن يوميا.

وأوضح اللواء بدين، أن الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية تتولى تنفيذ العديد من المشروعات المهمة في مجال الاستزراع السمكي، والتي تمثل طاقة إنتاجية جديدة تسهم بعد تشغيلها في زيادة الناتج المحلي عن طريق تطوير البحيرات والتوسع في الاستزراع السمكي وإدخال أنظمة جديدة للاستزراع عن طريق الأقفاص البحرية والاستزراع المكثف.

وتضم مشروعات الشركة، كل من مشروع المدينة السمكية الصناعية "غليون" بمحافظة كفر الشيخ، ومشروعي المزرعة السمكية والأقفاص السمكية البحرية بمنطقة شرق التفريعة، ومشروع المزرعة السمكية "مثلث الديبة" بمحافظة بورسعيد، ومشروعي استزراع التونة بكل من "مرسى جرجوب" في محافظة مرسى مطروح، و"الزعفرانة" في محافظة البحر الأحمر.

وتوقع اللواء بدين، أن تسهم إنتاجية مشروعات الشركة في تخفيض واردات مصر من الأسماك بنسبة 27% تقريبا، وأشار إلى أن الشركة تسعى أيضا إلى إنشاء أسطول للصيد في المياه الإقليمية والدولية.

من جانبه، أكد اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ أن المدينة السمكية الصناعية "غليون" حول غليون من منطقة أكثر احتياجا وبؤرة للأعمال المخالفة للقانون ومنفذ للهجرة غير الشرعية إلى مدينة صناعية متكاملة توفر الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

أما الدكتور محي الدين عبد الفتاح المشرف على المنظومة العلمية والبحثية بالمشروع، فأكد أن المدينة السمكية الصناعية في غليون تعد الأضخم من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وتمثل انطلاقة رائدة لمستقبل الاستزراع السمكي المبني على أسس عالمية.

وأشار إلى أن مركز الأبحاث بالمدينة السمكية يسعى للحصول على شهادة "الأيزو" المعتمدة دوليا، منوها بأن المركز يتعاون مع أحدث مراكز الأبحاث على مستوى العالم.

ويبلغ الإنتاج الكلي لمصر من الأسماك مليونا و640 ألف طن، في حين تهدف الحكومة إلى إنتاج مليوني و200 ألف طن، وذلك لمواجهة زيادة الطلب على الأسماك بسبب الزيادة السكانية وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء.