" ان هذا البطل أهداه لي صديقي الكيني. وهذه الأطباق النحاسية هدية من صديقي المصري. أحب تلك الأقنعة كثيرا، لأنها تمثل ثقافة القبائل التنزانية."
يوجد في منزل السيد لي يو مكان خاص توضع فيه الهدايا من أصدقائه الأفارقة، وعندما تذكر الأيام التي قضاها في افريقيا، فظهرت على وجهه الإثارة والسعادة.
ان السيد لي يو البالغ 39 عاما من عمره، كان يعمل مخرجا في المحطة التلفزيونية المركزية الصينية، مجتهد ومنغمس في متعة العمل، وتم إخراج العديد من الأعمال التلفزيونية الممتازة.
وفي يوم من الأيام قبل سنوات، نُقل إلى مركز النشر الخارجي ليكون مسؤولا عن التعاون مع الطرف الافريقي، وفي البداية شعر بالقلق إزاء عمله الجديد:" في الوقت الحاضر، لا يقتصر التعاون بين الصين وافريقيا على الاقتصاد والتجارة، بل يوسع إلى مجالات مختلفة بما فيها التعاون الثقافي بينهما، تعتبر القارة الافريقية سوقا هائلة وفرصة نادرة. ولكن لم أزر افريقيا من قبل، لا أعرف كثيرا حول عادات الشعب الافريقي وتقاليدهم وذوقهم في اختيار المسلسلات التلفزيونية المفضلة لهم، فكيف أجري عملي الجديد بشكل جيد؟"
بعد التفكير العميق، قرر لي يو أن يقوم بزيارات تفقدية عديدة لبعض الدول الافريقية. ان كينيا هي الدولة الافريقية الأولى التي قام بزيارتها، ولم ينس حينما وطأت قدماه على أرض كينيا، شعر بأشعة الشمس القوية وشم رائحة الجو النظيف. وتبادل الآراء مع زملاء محطة التلفزيون الكينية بشكل معمق، وأدرك أن الشعب الافريقي لديهم رغبة شديدة لمعرفة ثقافة الصين وتاريخها وتطورها، يجب ألا تكون المسافة البعيدة حاجزا بين الصين وافريقيا، مما يزيد ثقته لنشر المسلسلات التفلزيونية إلى القارة الافريقية.
وقال للمراسل إن زيارته لمصر تركت انطباعا عميقا له، ان مصر تتمتع بتاريخ عريق وثقافة رائعة، انه معجب كثيرا بالأهرامات العظيمة ومكتبة الاسكندرية الهادئة ونهر النيل الساحر. " عندما أمشي على شوارع القاهرة، وجدت أن الناس المحليين يبتسمون دائما مهما تواجههم أية مشكلة، وهم وديون تجاه الأجانب، وخاصة للزوار الصينيين.
وانتهاء زياراته التفقدية لبعض الدول الافريقية، كان يشارك شعوره وتجاربه مع زملائه. وهو يعتقد أن المسلسلات الصينية المفضلة للأجانب تختلف وفقا اختلاف المناطق، ويفضل الناس بأوروبا والولايات المتحدة المسلسلات المتعلقة بقصص الحب وفنون الدفاع عن النفس المعروفة بالكونغفو ، ويفضل المشاهدون باليابان وكوريا الجنوبية مسلسلات التاريخ، أما الأفارقة فيعجبون كثيرا بالدراما العاطفية في المجتمعات الحضرية الصينية، وتتشابه قصص الأسر الافريقية مع الصينية من حيث التشابكات العاطفية والعلاقات بين أفراد الأسرة، فلا يوجد حاجز يمنعه من استعابهم بشكل كامل.
وبفضل مبادرة "حزام وطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ فى عام 2013، تكثفت التبادلات والتعاون بين الصين وافريقيا في المجال الثقافي. بذل السيد لي يو وزملاؤه جهودا في القيام بترجمة العديد من المسلسلات التلفزيونية الصينية الممتازة ونشرها إلى الشعب الافريقي، ولقيت هذه المسلسلات ترحيبا حارا من الأفارقة.
أكد لي يو" مع ان التلفزيون صغير الحجم،لكنه يعرض للناس عالما كبيرا. أتمنى أن أفتح للأصدقاء الأفارقة نافذة للتعرف على وجه الصين الحقيقي، هذا هو حلمي الافريقي."