بكين 17 أبريل 2017 /قال جيانغ تسنغ وي، رئيس المجلس الوطني لتنمية التجارة الدولية إن الصين ما زالت أكبر تشريك تجاري لأفريقيا في ظل ازدهار العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وذكر جيانغ في اجتماع بشأن فرص الاستثمار بين الصين ودولة ساو تومي وبرينسيب الافريقية في بكين مؤخرا، أن حجم التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا بلغ 149.2 مليار دولار أمريكي في عام 2016.
ويذكر أن الصادرات الصينية إلى الدول الافريقية بلغت 92.2 مليار دولار أمريكي، في حين بلغت الواردات الصينية من افريقيا 56.9 مليار دولار أمريكي في عام 2016.
وقال جيانغ إنه في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التجارية بين الصين وأفريقيا نموا سريعا، ازدهرت العلاقات الاستثمارية بين الجانبين أيضا، حيث استثمرت الشركات الصينية 3.2 مليار دولار في القارة الأفريقية في عام 2016.
ووقعت الشركات الصينية على عقود لمشروعات جديدة بقيمة 82 مليار دولار أمريكي في أفريقيا في السنة الماضية، بزيادة 8 بالمائة، لتصبح أفريقيا ثاني أكثر سوق للشركات الصينية من حيث المشروعات المتعاقدة في خارج البلاد .
وأضاف جيانغ أن الاستثمارات التي تقوم بها الشركات الصينية أساسا في مجالات البناء والتصنيع والخدمات والتعدين والزراعة والبنية التحتية وقد أدت إلى فوائد تنموية لكل من أفريقيا والصين.
وبالنسبة لساو تومي وبرينسيب، قال جيانغ إن الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مجهزة بتمويل وافر ونظام صناعي كامل ومعدات تكنولوجية متقدمة للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة الأفريقية .
ويذكر أن باتريس تروفوادا رئيس وزراء ساو تومي وبرينسيب يقوم بزيارة رسمية للصين من 12 إلى 18 أبريل الجاري.
ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية الصينية الافريقية الى أكثر من 60 عاما، حيث لم تتغير العلاقات العميقة المبنية على أسس الصداقة والثقة والدعم المتبادلين.
وفي القمة الثانية لمنتدى التعاون الصيني الافريقي الذي عقد في مدينة جوهانسبرج في جنوب افريقيا، اتفقت الصين والدول الافريقية على رفع علاقاتهما إلى مستوى الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة.
وخلال ما يزيد على سنة مضت، تعهدت الصين أمام الدول الافريقية بالمشاركة في جهود تقليل الفقر.
ومنحت الصين الدول الافريقية قروضا تزيد قيمتها على 20 مليار دولار منذ عام 2012 لدعم تنمية البنية الأساسية والاستثمار والشركات الصغيرة والمتوسطة والزراعة والتصنيع.
وفي قمة جوهانسبرج، أعلنت الصين عن وضع 10 خطط كبرى للتعاون الصيني الافريقي لمساعدة القارة على تسريع وتيرة التحول الصناعي والتحديث الزراعي وتقوية البنية الأساسية.
وتعهدت الصين بتقديم 60 مليار دولار كمساعدات مالية للدول الافريقية ، منها 10 مليارات دولار لصندوق التعاون الصيني الافريقي في مجال قدرات الانتاج .
كما وضعت الحكومة الصينية قرابة 900 برنامج مساعدة في افريقيا للزراعة والصحة والتعليم ومجالات اخرى، كما وفرت تدريبات لأكثر من 30 ألف مواطن محلي منذ عام 3012.
وأعلنت الصين خلال قمة جوهانسبرج انها ستقدم المزيد من فرص التدريب والتعليم لافريقيا لمساعدتها في حل نقص المواهب لديها.
وفى إطار جهود تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين وافريقيا، قدمت الحكومة الصينية أيضا الدعم لمزيد من الرحلات المباشرة بين الجانبين وتعهدت بتقديم المساعدة في بناء 5 مراكز ثقافية لافريقيا.
والتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة مع باتريس تروفوادا، حيث حث شي على الفهم والدعم المتبادلين فيما يتعلق بالقضايا التي تمس المصالح الأساسية والاهتمامات الكبرى الخاصة بكل طرف.
وقال شي إن فصلا جديدا يبدأ في العلاقات بين البلدين، مضيفا أن عودة ساو تومي وبرنسيب إلي الأسرة الصينية - الافريقية القائمة على التعاون الودي يتفق مع توجه الفترة الحالية.
وأوضح شي أن الصين تثمن كثيرا الإسهامات الهامة التي قدمها رئيس الوزراء من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين.
وأكد شي أن الصين عازمة على العمل مع ساو تومي وبرنسيب من أجل الدفع المشترك للتعاون متبادل النفع وإقامة شراكة تعاونية شاملة تقوم على المساواة والثقة المتبادلة والتعاون المربح للطرفين.
وبشأن التعاون البرجماتي، قال شي إن الصين ستدعم ساو تومي وبرنسيب في تحسين خطة التنمية الشاملة الوطنية، وتعزيز التعاون متبادل النفع في السياحة والانتاج السمكي والزراعة.
وأضاف شي أن الصين ستيسر السبل أمام جهود ساو تومي وبرنسيب نحو تحقيق التنمية المستقلة والمستدامة، وذلك من خلال دعم مشروعات البنية الأساسية وتنمية الموارد البشرية وبناء القدرات الأمنية.
وحث شي الجانبين على تعزيز التبادلات والتعاون في التعليم والثقافة والرعاية الصحية والمراكز البحثية والاعلام والشباب والمرأة، من أجل زيادة التفاهم المتبادل والصداقة بين الشعبين.
وأكد شي على أن الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع ساو تومي وبرنسيب في مكافحة القرصنة والجريمة المنظمة.
كما حث شي الجانبين على تعزيز التواصل والتنسيق بشأن أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 وحول قضية التغير المناخي وقضايا السلام والتنمية في أفريقيا، وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية.
وحول العلاقات الصينية-الأفريقية ، قال شي إن الصين تدعم وجود أقوى لأفريقيا من خلال الوحدة، وانها عازمة على العمل مع أفريقيا للمضي قدما في إقامة مستقبل مشترك ومصالح مشتركة بين الصين وافريقيا.
وقال تروفوادا إن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الصين حصل على الدعم القوي من قبل ساو تومي وبرنسيب، مضيفا أن بلاده متمسكة بسياسة "صين واحدة".
وأعرب عن تقديره البالغ لسياسة الصين تجاه أفريقيا القائمة على مبادئ الصدق والنتائج العملية والتقارب وحسن النوايا، مضيفا أنه مستعد لزيادة الزيارات رفيعة المستوى مع الصين في أعقاب تبني روح الاحترام والثقة المتبادلين.
وأكد على أن بلاده عازمة على تعزيز التعاون مع الصين في مجالات الاقتصاد والتجارة والبنية الأساسية والسياحة والأمن ، وعلى تعميق الدعم المتبادل في الشؤون الدولية، مضيفا أن بلاده ستعمل أيضا على تعميق الصداقة التقليدية بين أفريقيا والصين.