عقدت يوم الثلاثاء جلسة حوار الأسواق الناشئة والدول النامية على هامش قمة شيامن لدول بريكس، حيث أجمع زعماء دول المجموعة وزعماء خمس دول أخرى شاركوا في القمة على أن نمط "بريكس بلس" يتيح فرصة هامة للتعاون بين الاقتصادات الناشئة والدول النامية.
وضمت القمة السنوية زعماء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا لبحث قضايا التنمية الملحة من الاقتصادات الصاعدة. وهذا العام، ابتكرت الصين لأول مرة آلية "بريكس بلس" من خلال دعوة زعماء دول تمثل مناطق مختلفة هي مصر والمكسيك وتايلاند وطاجيكستان وغينيا من أجل الحوار على هامش القمة، ثقة من جانبها بأن مثل هذا الحوار يصب في مصلحة تعزيز التعاون والتضامن بين الاقتصادات الناشئة والدول النامية وتنمية آلية بريكس بشكل عام.
كما أعرب الزعماء المشاركون في الجلسة عن ترحيبهم ودعمهم لنمط "بريكس بلس"، قائلين إن هذا النمط يخدم تعزيز تعاون جنوب-جنوب والتعاون الدولي من أجل التنمية، وتشكيل شبكة شراكة أوسع، ودفع تحقيق نمو عادل ومنفتح وشامل ومبتكر.
وعلى هذا الصعيد، قال وانغ ليه، مدير مركز التعاون لدول بريكس بجامعة بكين للمعلمين، إن توسيع دائرة الأصدقاء ليس مطلبا داخليا لدول بريكس لتحسين آلية التعاون فحسب، وإنما يلبي أيضا الحاجة الموضوعية لتعزيز التأثير الدولي للكتلة.
وشاطرته الرأي تشاو بينغ، مديرة مكتب دراسات التجارة الدولية لجمعية الصين لدعم التجارة، مضيفة أن مفهوم بريكس سيتوسع في المستقبل إلى ما يمكن أن يسمى "كيان اتحاد الدول النامية الكبرى"، ما من شأنه أن يصب في مصلحة تسهيل التنسيق بين أعضاء بريكس بشأن إتجاه النمو، ويجعل من الآلية ذاتها جسرا يربط بين تعاون جنوب-جنوب وتعاون جنوب-شمال.
وأضاف وانغ ليه أن نمط "بريكس بلس" يعكس روح بريكس المتمثلة في الانفتاح والتسامح والتعاون والفوز المشترك. ومن خلاله، يمكن للدول التي تتمتع بظروف وطنية ونظم سياسية وثقافية مختلفة وتمر بمراحل مختلفة من النمو أن توسع الشراكة وتشق مسارا جديدا في التعاون الدولي من أجل التنمية.
وأشار وانغ إلى إن نمط "بريكس بلس" يعني أن قمة بريكس لم تعد منتديا للدول الناشئة الخمس فحسب، ولكن للمناطق الخمس التي تخرج صوتا واحدا تدريجيا من خلال تعزيز الثقة الاستراتيجية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد في كلمته التي ألقاها خلال حضوره الجلسة "إن جلسة الحوار هذه، لا شك ستثري رؤيتنا حول التنمية بكل أبعادها، بما في ذلك مفهوم السلم المستدام الذي تشير إليه وثائق تجمع بريكس، لا سيما في عصر يشهد تحديات جسام من فقر، وتدهور مناخي وتآكل في موارد الأرض، وإرهاب سياسي وفكري وعرقي، حيث بات تحدي التنمية والحياة الكريمة لشعوبنا دافعا ومحركا للعمل الجماعي المشترك، على غرار تجمعكم هذا."
ورأى الخبراء أن كلمة الرئيس السيسي تعكس ثقة مصر بمجموعة بريكس، ولم تأت هذه الثقة من الإنجازات التي حققتها مجموعة بريكس خلال عملية انتعاش الاقتصاد العالمي فحسب، بل من التطلعات إلى النمو المستدام في العقد الثاني للتعاون بين دول المجموعة.
ووفقا لشي ياو بين، نائب وزير المالية الصيني، فإن نسبة نمو الاقتصاد الصيني بلغت 6.9 في المائة في نصف العام الأول من العام الحالي، ويمكن أن يتجاوز نمو الاقتصاد الهندي 7 في المائة في السنتين القادمتين، كما ستعبر روسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا حالة النمو السلبي إلى حالة النمو الإيجابي.
كما اتفق القادة الذين حضروا الحوار على أن الأسواق الناشئة والدول النامية التي تتمتع بزخم جيد للنمو، توجد في وضع جيد يسمح لها بالقيام بدور أكبر في تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة وتحسين حوكمة الاقتصاد العالمي.
ومن خلال تعميق تعاون جنوب-جنوب وتبني نمط "بريكس بلس" تستطيع هذه الدول أن تتبنى طريقا مستداما للابتكار والتنمية المنسقة والخضراء والمفتوحة والمشتركة وتضخ المزيد من الطاقة الإيجابية في النمو العالمي والرخاء المشترك.
وبحسب إعلان زعماء دول بريكس خلال القمة، فإنه يتعين على الرابطة السعي نحو شراكات أوسع مع الأسواق الصاعدة والدول النامية، مشيرا إلى ان الحوار والتعاون مع الدول الأخرى غير الاعضاء في بريكس سيكون "على قدم المساواة".
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في ختام الدورة التاسعة لقمة بريكس في مدينة شيامن إن قادة "بريكس بلس" وافقوا على تعميق تعاون جنوب-جنوب وتدعيم نمط "بريكس بلس" وبناء شراكات أوسع.
وقال شي إن حوار الأسواق الناشئة والدول النامية بعث بـ "رسالة قوية" لتعزيز تعاون جنوب-جنوب أوثق وتعاون عالمي في التنمية، واثقا بأنه من خلال جهود الدول المختلفة ستصبح آفاق تعاون بريكس أكثر إشراقا.