أظهرت قمة بريكس التاسعة التي استضافتها الصين "المزيد من التفاؤل الداخلي، والثقة الخارجية"، حسبما قال روبرت لورنس كوهن ، الخبير والمراقب الشهير بشئون الصين.
ومع اختتام قادة من دول بريكس الخمس، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، قمتهم التي استمرت 3 أيام هنا يوم الثلاثاء ، اشار كوهن إلى المناخ الإيجابي الذي ساد القمة .
وقال في مقابلة خطية مع شينخوا "أشعر بمزيد من التفاؤل الداخلي والثقة الخارجية، وهذا مدفوع بعاملين هما تحسن الوضع الاقتصادي للعديد من أعضاء بريكس، واستضافة الصين للقمة وما نجم عنه من زيادة بالوضوح والشعبية والمصلحة الدولية ."
وأضاف هذا الخبير الذي يرأس مؤسسة كوهن وكتب وحرر العشرات من الكتب، أن هذه القمة هي آخر حدث كبير في الصين قبل انعقاد المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني (في نوفمبر المقبل)، الأمر الذي يتمتع بأهمية خاصة في الصين.
وعلق كوهن على خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ في مراسم افتتاح القمة وإشارته لبعض المفاهيم الدولية الحالية مثل مجتمع المستقبل المشترك وتعاون المنفعة المزدوجة والتبادلات بين الشعوب ، وتعدد الأقطاب والنوع الجديد من الحوكمة العالمية. ولكن كوهن يرى أن التركيز هذه المرة قد تغير قليلا .
قال كوهن "لقد شعرت باهتمام أكبر على السلام والاستقرار بالعالم، مع تركيز معين على الأمن العالمي ومكافحة الإرهاب وتهيئة الظروف لتسوية النزاعات الدولية.إن رسالة الرئيس شي تطابق الوقت الحالي."
وأضاف هذا الخبير "الرؤية العظيمة للرئيس شي حول الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، تقف باختلاف واضح مع التصرفات التفريقية الساعية لتقويض السلام والاستقرار بالعالم."
وأكد كوهن أن بريكس مهمة جدا للصين، لأن "تنمية وتطور بريكس تمكن الصين من توسيع وتنويع تجارتها الدولية، بالإضافة إلى أن بريكس تسهل رؤية الصين للنمط الجديد للحوكمة العالمية، كما قدمها الرئيس شي."
واقترح هذا الخبير إمكانية أن تسهم بريكس في عودة العولمة، لأنها قامت على أساس مبدأ العولمة الاقتصادية ، محذرا في الوقت نفسه من أن بريكس لوحدها لا يتوقع منها إمكانية إحداث "إثر تحويلي كبير في العالم."
وحول بنك التنمية الجديد لبريكس وصندوقها الاحتياطي ، يرى الخبير كوهن أن المؤسسات المالية لبريكس لن تكون منافسة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين يسيطر عليهما الغرب، بل ستكون مكملة لهما، مشيرا إلى "أن للعالم مشاريع أكثر مما لديه من موارد لتمويلها."
وأعرب كوهن عن التفاؤل إزاء مستقبل مجموعة بريكس وإسهاماتها في النظام العالمي المتغير.
وقال إن "الرئيس شي يقترح حاليا رؤية عظيمة للحوكمة العالمية، مؤكدا على أهمية تقوية الاستقرار وهدف الرخاء المشترك، مع الدور الجديد الهام الذي تلعبه الصين في السعي لتحقيق تعاون الفوز المشترك. إن بريكس منصة واحدة في مناخ يزداد تعقيدا للحوكمة العالمية."