تقرير إخباري: طهران تحذر واشنطن من "التدخل" في شؤون الوكالة الدولية للطاقة الذرية

طهران 26 أغسطس 2017 / حث مسؤولون إيرانيون الوكالة الدولية للطاقة الذرية على عدم الاستسلام للضغوط الأمريكية المتعلقة بالاتفاق النووي الدولي الإيراني الذي أبرم في عام 2015.

وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن أي تحرك من جانب الولايات المتحدة لممارسة الضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الاتفاق النووي الإيراني يعد انتهاكا للاتفاق، وفقا لما ذكرت وسائل الإعلام المحلية يوم السبت.

ونقلت عن ظريف قوله " إننا على يقين من أن الوكالة تدرك اللوائح الخاصة بسلوكها كهيئة دولية ولن تسمح بتقويض استقلالها ووضعها بفعل الضغوط الأمريكية".

وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي قالت يوم الجمعة إن الوكالة تحظى بدعم الولايات المتحدة لاستخدام كافة السلطات لمراقبة البرنامج النووي الإيراني.

وأضافت هالي للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أن المنظمة النووية التابعة للأمم لمتحدة، والتي تتخذ من نيويورك مقرا لها، لديها خبراء ومحترفون حقيقيون ولديها برنامج تحقق قوي للغاية في إيران. ولكن الوكالة غير مسموح لها برؤية الصورة الكاملة للبرنامج النووي لطهران.

وأعلنت إيران صراحة أن المراقبين غير مسموح لهم بالدخول إلى المواقع العسكرية. لكن الاتفاق الدولي لا يميز بين المواقع العسكرية والمدنية، بحسب هالي التي عادت من رحلة إلى مقر الوكالة الذرية.

ونقلت صحيفة ((طهران تايمز)) عن رضا رحيمي عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني قوله يوم السبت إن الضغوط الأمريكية على الوكالة بشأن الأنشطة النووية الإيرانية تمثل " تدخلا غيرتقليدي" في شؤون الوكالة الدولية.

وأكد أن الجمهورية الإسلامية أبلغت الوكالة بأنشطتها بشفافية كاملة وفي إطار البروتوكول الإضافي، مشيرا إلى أن كافة الزيارات إلى المنشآت النووية الإيرانية تمت وفقا للبروتوكول.

وقال رحيمي " في هذا الصدد، لم ترتكب إيران أي خرق للوائح الوكالة وقد نفذت التعاون اللازم بما يتجاوز توقعات الوكالة".

غير أن المسؤول الأمني الإيراني أكد أن الزيارات إلى المواقع العسكرية لن تكون متاحة أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ إغلاق ملف ما يسمى بالأبعاد العسكرية المحتملة.

كما قالت البعثة الإيرانية الدائمة في الوكالة الذرية في بيان إن أهداف ونتائج زيارة هالي لفيينا "تتناقض" مع الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن رقم 2231.

وأوضح البيان أن إيران تلتزم بواجباتها ومسؤولياتها في التعامل مع عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاقات الضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتفاق النووي وكذلك البروتوكول الإضافي ولن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بإساءة استخدام هذه القواعد واللوائح لأجل أهداف سياسية سيئة النوايا لدولة معينة وتحتفظ بالحق في تذكير جميع الأطراف بأن تظل ملتزمة بتعهداتها فيما يتعلق بالاتفاق النووي.

وأضاف البيان أن إيران تتوقع من رئيس الوكالة ومفتشيها القيام بمهامهم فيما يتعلق بالاتفاق النووي باحترافية وصدق.

وكتب وزير الخارجية الإيراني يوم الأربعاء إلى يوكيو أمانو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني محذرا من أن زيارة هالي تهدف إلى انتهاك الاتفاق النووي.

وقال " هذه الزيارة مع هدفها المعلن لا تتفق مع عدة أحكام من الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمني رقم 2231 الذي يتعلق بدور الوكالة وضرورة الإلتزام باستقلالها وحماية المعلومات الحساسة التي تصل إلى علمها".

وبعد سنوات من التوتر مع الغرب أبرمت إيران اتفاقا شاملا مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة في يوليو عام 2015 بموجبه وافقت طهران على تقليل أنشطة تخصيب اليورانيوم لديها في مقابل رفع العقوبات الدولية والغربية.

وتتولى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقق من امتثال إيران للاتفاق من خلال الوصول المنتظم الى المنشآت النووية الإيرانية.

ويواجه الاتفاق الدولي تهديدا خطيرا بالانهيار في ضوء التوترات المتصاعدة بين واشنطن وطهران في الآونة الأخيرة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصف الاتفاق النووي خلال حملته الانتخابية بأنه " كارثة" و" أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه"، وافق على فرض عقوبات جديدة على طهران هذا الشهر على خلفية برنامجها الصاروخي.

واتهمت إيران واشنطن بخرق اتفاق 2015. بيد أن واشنطن قالت إن العقوبات الجديدة ليست لها علاقة بالاتفاق النووي.

وحذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من انسحاب بلاده من الاتفاق النووي في حال فرضت واشنطن أي عقوبات جديدة.كما حذر المسؤول الأكبر عن النووي الإيراني على أكبر صالحي يوم الثلاثاء من أن بلاده قد تستأنف انتاح اليوارنيوم عالي التخصيب في غضون 5 أيام فقط من إلغاء الاتفاق.