كييف 21 أغسطس 2017 / قال خبراء أوكرانيون هنا اليوم (الأثنين) إن اللقاء بين المبعوث الأمريكي كيرت فولكر ونظيره الروسي فلاديسلاف سوركوف بهدف إنهاء الصراع شرق أوكرانيا خطوة هامة نحو التوصل إلى حل سلمي للأزمة.
وعقد كل من فولكر، الممثل الأمريكي الخاص للمفاوضات الأوكرانية، وسوركوف، المساعد الرئاسي الروسي، اجتماعا مغلقا في وقت سابق اليوم في مينسك في بيلاروس.
وبرغم عدم إعلان أجندة المحادثات، فإن المحللين يعتقدون أن المسؤولين الاثنين التقيا من أجل تبادل وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية.
وقال إيجور تايشكفيتش، المحلل بمعهد المستقبل الأوكراني، "حاول المبعوثان نقل موقف دولته وقيادته إلى نظيره. هكذا، فإن الاجتماع إعلان متزامن للمواقف، ولذلك، كان مغلقا."
وأعرب خبراء عن اعتقادهم بأن السعي نحو التوصل إلى حل وسط حول تنفيذ اتفاق مينسك كان أيضا من بين الموضوعات التي نوقشت خلال الاجتماع.
وقال دميترو كورنيتشوك، رئيس مركز التشاور الابتكاري، "الاجتماع هام للغاية في سياق التوصل إلى اتفاق حول خطوات ملموسة لفتح المجال أمام عملية مينسك."
يذكر أن عملية مينسك للسلام أطلقت في فبراير عام 2015، حينما تم التوصل إلى اتفاقية مينسك المكونة من 13 نقطة، حيث تضع الخطوط العريضة للخطوات اللازمة لانهاء الصراع بين القوات الحكومية والمسلحين الساعين للاستقلال في منطقة شرق أوكرانيا، وذلك خلال المحادثات التي ضمت زعماء أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا.
وقد وصلت عملية السلام إلى طريق مسدودة حينما برزت خلافات في وجهات النظر بين الحكومة الأوكرانية وقادة المتمردين حول الجدول الزمني لتنفيذ الاتفاق.
وتصر الحكومة على أن البنود الأمنية تمثل النقاط التي لها الأولوية في التنفيذ، وتشمل وقف شامل لاطلاق النار وسحب الأسلحة وسيطرة الحكومة على الحدود الأوكرانية-الروسية في منطقة الصراع.
لكن المتمردين يطالبون كييف بالتنفيذ الفوري للخطوات السياسية المنصوص عليها في الاتفاق، منها منح حكم ذاتي للمنطقة المضطربة وإجراء انتخابات محلية والعفو عن المتمردين المعتقلين.
وذكرت المصادر أنه خلال المحادثات، ركز كل من فولكر وسوركوف على إيجاد وسائل لإنهاء الصراع مقبولة من الطرفين. وربما يكون أحد هذه الخيارات التنفيذ المتزامن لبنود سياسية وأمنية معينة في اتفاق مينسك.
وربما يتأكد السعي نحو حل وسط خلال الاجتماع من خلال حقيقة أنه عقب وقت قصير من المفاوضات في مينسك في 23 أغسطس، سيقوم فولكر بزيارة أوكرانيا.
وفي كييف، من المقرر أن يطلع المبعوث الأمريكي السلطات الأوكرانية على نتائج الاجتماع مع سوركوف، وسيناقش معها الخطوات الاضافية لإنهاء المواجهات في منطقتي دونستك ولوجانسك المضطربتين.
ومن المبكر للغاية التنبؤ بنتائج إيجابية فورية للاجتماع، ولكن يمكننا القول إن المحادثات ستعمل على تجديد جهود السلام شرق أوكرانيا، وذلك في رأي بعض الخبراء.
وقالت ألكساندرا ريشميدلوفا، الخبيرة في الشؤون السياسية بالمركز الدولي للمعلومات والتحليل في كييف، "المفاوضات هي الدليل على أنه يجري في الوقت الراهن إنشاء قناة تواصل جديدة حول الأزمة الاوكرانية. وستحاول موسكو وواشنطن حل الأزمة الأوكرانية بالتعاون معا."