تعليق: أزمة قطع العلاقات مع قطر، طريق طويل قبل النهاية

وصلت أزمة قطع العلاقات مع قطر شهرها الثاني، في حين واصلت الدول الأربعة بقيادة السعودية فرض عقوبات عالية على قطر. وأمام موقف الدول الأربعة، لم تبد قطر أي تراجع إلى الخلف، وتمسكت بمقاومة هذه الضغوطات. ورغم جهود الوساطة التي بذلتها الكويت وأمريكا وأطراف أخرى، إلا أن الأزمة لم تشهد منعرجا حقيقيا. بإستثناء سماح السعودية للحجاج القطريين بالدخول إلى أراضيها، وهو ماكشف عن بريق أمل لحل الازمة.

فتح الحدود أمام الحُجاج

ذكرت وكالة بلومبرغ نيوز الأمريكية أن قرار فتح الحدود أمام الحجاج القطريين قد أُتخذ بعد أن إلتقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المبعوث القطري الشيخ عبدالله. حيث أكد محمد بن سلمان على العلاقات التاريخية بين شعبي البلدين والعائلتين الحاكمتين في البلدين.

وتحدثت وسائل إعلام سعودية عن حرص الملك سلمان على مشاركة الحجاج القطريين موسم حج هذا العام. وأضافت بأن سلمان قد كلف الطيران السعودي ببرمجة رحلات إلى الدوحة لنقل الحجاج القطريين على نفقاته الخاصة.

لكن الرد القطري على الخطوة السعودية، لم يصدر إلا بعد 12 ساعة من الإعلان السعودي. حيث ذكرت قناة الجزيرة القطرية أن وزير الخارجية القطري قد أبدى ترحيبه بالإعلان السعودي، وأكد على ضرورة عدم تسييس الحج. وقال أن تحسين العلاقات يحتاج من السعودية وبقية الدول المعنية إتخاذ جملة من الإجراءات السياسية والإقتصادية.

يذكر أن مئات الحجاج القطريين قد دخلوا السعودية بعد فتح السعودية حدودها.

معركة الرأي العالم

مع اقتراب موسم الحج للعام الحالي، أدانت قطر منع السعودية دخول حجاجها، وتسييس الحج. في المقابل عبرت السعودية عن رفضها لمخطط قطر بتسييس وتدويل قضية الحجاج. في هذا الصدد، قالت وكالة بلومبرغ، "ان تبادل التهم بتسييس الحج، قد أصبح وسيلة لتسجيل النقاط من هذا الجانب أوذاك". لذا، فإن إعلان السعودية عن فتح الحدود للحجاج القطريين، قد أتى في إطار عكس هجوم الإدانة القطرية، وكسب الرأي العام.

في هذا السياق، يرى نائب مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الأجنبية، سون ده قانغ: "ان السعودية لاترغب في إحداث قطيعة نهائية مع قطر، وأكثر من ذلك لاترغب في دفع قطر نحو إيران وتركيا. ولاشك في أن سماح السعودية للحجاج القطريين بدخول حدودها، يعد دليلا على عدم رغبة السعودية في القطيعة التامة مع قطر، ولاترغب في إنقسام مجلس التعاون الخليجي، مايقدم فرصة للقوى الخارجية."

بوادر استمرار الأزمة

قالت صحيفة "الغاردين" البريطانية في 17 أغسطس الجاري، أن بعض المراقبين حذروا من أن قرار السعودية بفتح الحدود أم الحجاج القطريين قد لاينهي الأزمة. "لأن هذه الخطوة تعبر عن حسن نية من السعودية تجاه الشعب القطري وليس تجاه الحكومة القطرية".

 من جهة أخرى، يشير سون ده قانغ إلى ظهور مؤشرات إيجابية حول تحسن العلاقات السعودية القطرية، لكن قطر من الصعب أن تستجيب للشروط المبدئية التي طرحتها السعودية على المدى القريب. بما في ذلك وقف دعم حماس وحزب الله، والتخلي عن التعاون السياسي مع إيران. لذلك فإن الجليد في العلاقات بين البلدين قد يحتاج مزيدا من الوقت للذوبان.